![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() أبو شريحتين! المكلا اليوم / كتب: صالح حسين الفردي 2010/11/8 (أبو شريحتين) من المصطلحات الشعبية الأكثر جدة وحضوراً، والتي دخلت إلى قاموس الحياة، وجادت بها ثورة الاتصال وتطور التقنية في وسائط المحمول أو الهاتف الخلوي، هذه الجملة التي، كغيرها من (التمثلات) التي تردد في سخرية طازجة على موديل باذخ لسيارة أكثر ثراء، استنسختها الذاكرة المجتمعية جعلت منها وصفاً اختزالياً لكل (منحرف) عن جادة الصدق في الانتماء، والقبض على المبادئ، والحفاظ على القناعات، والبقاء على المثل، أياً كانت، فصارت كاشفة لكل دعي يمتح من مخزونه النفعي خلال الحقب التاريخية التي أعقبت صبيحة (الاستقلال). هذه الجملة التي أمسك بها الناس، فلاكتها الألسن، في ما بينها بما يشبه الشفرة المكشوفة فتصطحبها ضحكات مكبوتة سريعاً ما تنتقل من شخص لآخر حتى يضج المكان بهذه القفشة اللافحة للموصوف بهذه الصفة لتكر السبحة لكل ذي شريحتين وأكثر. ويبدو أن المتأمل لانتشار مثل هذه التعليقات، التي تتغيا وخز الضمائر التي تبلدت فتعفنت على وقع السقوط المستمر في بئر المصلحة الآنية، قد نجح في رصد كسادها الدائم في قضايا الوطن والوطنية، فظهرت واضحة بما تشي به من حمولاتها التاريخية والقيمية والتقويمية والثقافية والمجتمعية والسياسية والحزبية، فتغدو الحقيقة الناجعة محددة للمسكون به هذه الشخصية - الواجهة - أو تلك، فاضحة للسيرة المسكوت عنها والمغضوب عليها من صاحبها والمصر على نقضها وتدميرها وطمسها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً. عندما يقرأ المرء اللحظة الآنية بما وصلت إليه من تشوهات في جسد المنظومة السياسية في ثنائية (معسل) - سلطة ومعارضة - ويبدأ في إعادة فرز لتلك الملامح التي تتدثر - اليوم - برداء الحزبية فيها، وتمارس تمارينها في ملعب الديمقراطية، يكتشف العجب العجاب، فتشطح به القراءة الصامتة إلى أن (الشريحتين) لم تعدا بقادرتين على استيعاب ما في جعبة هؤلاء، فالبعض منهم قد أرهق شريحتيه النفعيتين فلم يعد لديه ما سيغطي به التزامات المراحل القادمة، وسيولة المواقف التي ستفرض على الجميع، إلا إن نجح في الاحتفاظ بأكثر من جهاز محمول يوصله إلى خيارات متعددة لمواجهة استحقاقات الوطن، فالواجهة السياسية لـ(معسل)- سلطة ومعارضة - استنفذت كل ما لديها من مواقف وخيارات ولم تعد تستطيع أن تركن إلى أنها معبّرة عن نبض الشارع، فهي المستهدفة - بلا ريب - من نقمته. ومن طريف المواقف أن زميلاً حذقاً وضع مقترح البحث عن وجوه (أبو شريحتين)، في جلسة حديث عميق على بساط مساء مكلاوي رائق، تشعبت به السبل وتعددت فيه المواقف، فألمح إلى أن مثل هذه النظرة القرائية ستضعك أمام حقائق تاريخنا الوطني ورموزه القابضة على اللحظة الراهنة، وستصحب معك فيها، من ركب من محطات الطريق وصعد حديثاً إلى تلك القائمة (المشرِّحة)، وستذهب بك - القراءة - إلى تفكيك تناقضاته جميعها وكشف كل إخفاقاته وصراعاته، لتبدو لك بعض الوجوه باهتة وأخرى أكثر وضوحاً وسطوعاً، وثالثة أكثر فقاعة وفظاعة في اختلاط الألوان، وتالية تغيب هنا لتظهر هناك. بعدها، ران الصمت على الجميع، فانشغل كل واحد بوضع قائمته الخاصة ممن يصدق عليهم وصف (أبو شريحتين) فطال الصمت، حتى غادرنا المساء، ومازالت الوجوه تتساقط، فهل رحلت هذه الوجوه عن منظومة القيم النبيلة، أو أن القيم قد تآكلت هي في شرايين المجتمع؟! وكفى!. |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|