صنعاء" الرئيس ليس سائق أجرة" بقلم / سارة العطاس

[حد من الوادي]

الرئيس ليس سائق أجرة

2011/02/07 الساعة 15:47:43 سارة العطاس

نعيش هذه الايام لحظات تاريخية غيرت الكثير من وجه الشرق الأوسط والمنطقة العربية على وجه الخصوص وهي مقدمات لتغيير وجه العالم الى الابد قام بها شباب مؤمنين بان امتهم تستحق مستقبل افضل امن ومتطور ويستحقون ان يعيشوا في اوطانهم بعزة وكرامه تملؤه العدالة الاجتماعية وتساوي الفرص بين كل الناس.

الثورة اشعلت تونس واحرقت ثوب الدكتاتورية في مصر وهاهو الخريف بدا يهب على اليمن ينذر بسقوط ورقة من شجرة الدكتاتوريات في المنطقة العربية على الرغم من ان الكثير من اليمنيين لا يتفقون معي في هذا الطرح وانا احترم وجهة نظرهم.

قصة هذا الخريف الذي بدا يهب على منطقه الشرق الاوسط بدا بتسريبات ويكيليكس التي فضحت المستور في العلاقات العربية الأمريكية والتي قامت بها المخابرات الامريكية بعد شعور القادة الامريكان بان الشرق الاوسط بدا يبتعد عن الولايات المتحدة وتعاظم نفوذ الايرانيين وحلفائهم وتنظيم القاعدة في المنطقة بعد تعثر عملية السلام وعدم قدرة الولايات المتحدة على الزام اسرائيل بوقف الاستيطان والقيام بتنازلات تتطلبها عملية السلام ووصولها الى طريق مسدود وشعور الولايات المتحدة بان مصالحها مهدده في اكثر من صعيد في شبة الجزيرة العربية وشمال افريقيا ومنطقة المغرب العربي بفعل تنامي نفوذ القاعدة والذي بدا يستقطب الشباب الغاضبين والعاطلين عن العمل والذين يرزحون تحت اجهزة امن قمعية وحكومات فاسده باتت عاجزة عن توفير ابسط المتطلبات المعيشية للشعوب العربية.

ها هو الشعب التونسي يتخلص من بن علي ومن نظامه غير المأسوف علية ويوشك شعب الفراعنة على طرد حسني مبارك الذي يتشبث بالسلطة عازم الاصرار على عدم الرحيل مما جعل القيادات العربية تتحسس رؤوسها مثل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي لم يعلم الى اي صالون يتجه لحلق شعرة كما دعا الزعماء العرب في وقت سابق عقب سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين الى حلق رؤوسهم قبل ان يحلق لهم الامريكان.

صالح الذي يجيد اللعب بدهاء على المسرح السياسي كما وصفته مسؤولةأمريكية كان قد اوعز الى البركاني احد قيادات حزبه الذي وصفة بالمخلص بالبدء بتعديل الدستور وتصفير العداد ليحكم مدى الحياة الى انه بنهاية الاسبوع الماضي في خطوة استباقية لتظاهرة بما سمي يوم الغضب التي اقامها شباب غاضبون على النظام اعلن انه لن يرشح نفسة ولا يسعى الى توريث نجلة وقدم تنازلات قال انها مطالب المعارضة بعد عناد طويل مصرا على اجراء انتخابات كانت مقرره في مطلع ابريل الى انها لم تمنع المظاهرات التي قدرت بمئات ألالاف في عموم المحافظات اليمنية.

صالح المعروف بنكث وعوده قال قبيل الانتخابات الرئاسية عام 2006م انه ليس سائق اجرة للمؤتمر يذهب به المؤتمريون حيث يريدون خلق أزمات وحرائق تحت سيطرته وبأدوات معقدة وذكاء سياسي حاد في تجاوز الخصوم تحت نظرية الفوضى الخلاقة او حرائق تحت السيطرة الذي ينفذها الغرب في العالم لكن صالح ينفذها في بلاده للحفاظ على نفوذه في مواجهة الصراعات التي تعصف بنظام حكمة بين الحين والأخر.

خلق الحوثي في الشمال ليتسنى له المضي قدما قدما في مشروع التوريث واشغال خصومة واضعافهم في هذا الملف الشائك وتصفية قيادات عسكرية قوية تعارض التوريث قضت نحبها في صعدة شمال اليمن, كما خلق الجناح المسلح في الحراك الجنوبي ليضرب بعضها ببعض حتى زرع في عقول اليمنيين ان اليمن بدونه هي حبات المسبحة المتناثرة.

لكن الصحيح ان كل المشاكل والازمات ستنتهي تلقائيا بانتهاء من اوجدها فعلى الرئيس صالح ان لا يفرط بالذكاء ويعلم انه بوعوده الاخيرة قد وضع نفسة تحت نظر العالم ومنهم حلفائه الامريكان ,فالرئيس اوباما اتصل به ليذكره بان علية ان يحترم وعوده فعلى الرئيس ان يبدا فورا بعملية استباقية قبل هبوب العاصفة ويكلف نائبة عبده ربة منصور هادي بالقيام بكامل صلاحياته وتشكيل حكومة انتقالية ويقيل أقربائه من المؤسسة العسكرية ويصنع التاريخ فهناك صفحات مازالت بيضاء ليكتبها بيده قبل هبوب العاصفة التي لا تبقي ولا تذر.

*كاتبة يمنية - واشنطن