صنعاء" السلطة البديلة" للحرس الجمهوري والقومي والمركزي

[حد من الوادي]

السلطة البديلة

2011/04/23 الساعة 22:09:09 احمد علي عاطف

هذه دعوة للنقاش لكل المهتمين بالشأن اليمني ولا أدعي بأنني قد أحطت بكل التفاصيل فليعذرني القاريء الكريم أن أغفلت موضوعا أو أهملت ذكر مجال من مجالات اهتمام ثورة التغيير في بلادنا. أن مقالي هذا لا يتعدى كونه اجتهادا متواضعا للأجابه عن التساؤل الكبير ماذا بعد ثورة التغيير التي هي مستمرة لشهريين متتاليين أو أكثر؟ الى متى سيستمر ابناؤنا في التظاهر وهل من خلاص يلوح في الآفق؟

زمان كان يكفي أن تتحرك عشر دبابات صوب القصر الجمهوري لتعلن سقوط نظام واقامة نظام بديل غيره. أما اليوم فأن الأنقلابات العسكرية أصبحت غير مقبوله لا محليا ولا دوليا.

وفيما يخص وضعنا في اليمن فأن أي تفكير بسيط ومحايد حول مكونات سلطة علي عبدالله صالح في اليمن سيوصل الى قناعة بأن الرجل يرتكز أساسا على رئاستة للجمهورية استنادا لفوزه بأنتخابات الرئاسة في عام 2006 والتعديلات الدستوريه الباطله التي أعقبتها والتي مددت فترة رئاسته الى 2013م وكلنا يعلم بأن تلك الأنتخابات كانت مزورة حيث زج بألالف من العسكريين بلباس مدني للأدلاء بأصواتهم كما استخدمت خزينة الدوله في دعم فوزه على الرغم من التأييد الشعبي العارم لمنافسة المغفور له الأستاذ المناضل فيصل بن شملان، وهذا ملف من الملفات العديدة التي يجب التحقيق فيها قريبا أن شاء الله.

لكن الظاهر الان أن علي عبدالله صالح يعتمد على فرض سلطاته عسكريا وماليا من خلال الحرس الجمهوري والأمن المركزي و الخزينة العامه للدوله بما فيها البنك المركزي و قادة المحاور أو المناطق العسكرية و الأمن السياسي والأعلام الرسمي ( صحافه واذاعة وتلفزة) والأعتراف الخارجي بسلطته.

أن الدليل على صحة هذا التحليل هو استمرار سلطة علي عبدالله صالح بأستمرارية تلقية الدعم من هذه القنوات في الوقت الذي أنفض عن حكمه قوى هامه ولكنها لم تكن مؤثرة كتلك التي ذكرتها انفا.

فأذا كان هذا التحليل صحيحا – وأرجو ذلك – فأن على قوى التغيير البدء بخطوات تسحب من علي عبدالله صالح سلطاته التي يرتكز عليها وذلك من خلال البدء باقامة السلطه البديله.
أن السلطه البديله تعني أن تتكون في المجتمع قوى تضمن أمنه وأستقراره ونموه دون الحاجة الى مكونات السلطه القائمه.

أن هذا يعني أن المناطق التي تحررت فعليا من قبضة علي عبدالله صالح في الجنوب والوسط والشرق والغرب ( بما فيها صنعاء قريبا ان شاء الله ) وأعلنت العصيان المدني الشامل بأمكانها اليوم اقامة السلطه البديله في مناطقها مع أستمرارية التظاهرات السلمية في ساحات التغيير المناهضه للنظام والمطالبه باسقاطه . أن هذا يعني :

أولا : تكوين المعادل الموضوعي لسلطة رئاسة الجمهوريه:

وهذا يمكن أن يتحقق من خلال الطعن في شرعية علي عبدالله صالح و توجيه الأتهام له ولمن حوله بقتل الأبرياء ، كما يجب العمل فورا على تقديم لائحة اتهام له ولبلاطجته الى محكمة الجنايات الدولية للبدء في النظر في الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها سلطته ضد الأنسانية.

كما يؤمل أن يعلن في العاصمه صنعاء عن قيام مجلس وطني قيادي انتقالي يمثل ثورة التغيير يحوي ممثلين من جميع المحافظات ومن الأخوة في قيادة الحراك السلمي الجنوبي والحوثيين والرموز القياديه في معارضة الخارج ، ويدعم ويشرف على اقامة سلطات محليه في المناطق المحررة التي يجب أن تبدأ سلطاتها المحلية في العمل على تسيير مصالح المواطنيين واستمرار قنوات التموين الغذائي والصحي وتشكيل أجهزة أمن تحافظ على النظام والسكينة العامة . كما يجب نقل موقع التظاهر من موقعه الحالي الى القصر الجمهوري لأرغام ساكنه على الرحيل بصورة سلمية.

ثانيا: تكوين المعادل الموضوعي للحرس الجمهوري والأمن المركزي:

وهذا يمكن أن يتم من خلال توحيد مكونات القوى العسكرية التي أنضمت للثورة مثل الفرقه ألآولى مدرع وغيرها من المكونات العسكرية الأخرى في اطار جديد يمكن تسميته بجيش الثورة يكون تحت قيادة الثوره ليحميها ويشكل معادلا للحرس الجمهوري والأمن المركزي.

ثالثا: تكوين المعادل الموضوعي لخزينة الدولة:

لقد أبدى الكثير من رجال الآعمال والميسورون في داخل الوطن وخارجه دعمهم للثورة و لا أخالهم سيقصرون في تقديم الدعم المالي لأستمرارها. كما يجب أن يستمر موظفو الدوله ( كالمدرسين وموظفي الادرات المحلية ) في أعمالهم واستلام مستحقاتهم من سلطه علي عبدالله صالح لأنها وفقا للقانون ( وبحكم سيطرتها على خزينة الدوله وبنكها المركزي ) ملزمة بدفع رواتب موظفيها المدنيين والعسكريين في المحافظات الا اذا تخلت عنهم فيكونون بذلك رافدا مهما للسلطات المحلية المحررة. كما يؤمل أن يقوم ابناء المناطق المحررة من سلطة علي عبدالله صالح بأنتخاب قياداتهم المحلية السياسية و الأمنية وتحويل الايرادات الناتجه عن العوائد والضرائب والمصادر النفطية والمعدنية والزراعية لصالح الشعب .

رابعا : تكوين المعادل الموضوعي للأعلام الرسمي والتمثيل الخارجي:

يجب التفكيير بدعم وتعزيز قنوات التلفزة الخاصة الداعمه للثورة وتمكينها بالكادر الفتي المتطور لنقل صوت اليمن الى الأقليم والعالم. كما أن على شباب التغيير محاصرة مبنى التلفزيون والأذاعه بصورة سلمية والتحاور مع الفنيين والعاملين فيه لأقناعهم بالانضمام الى الثورة . أن عالم الانترنيت والفيس بوك متاح لقوى التغيير لأستغلالها بالطريقة المثلى لنقل رسالتها وقضيتها للوطن والعالم.

كما يجب أن يستمر سفراؤنا الذين اعلنوا انضمامهم لثورة التغيير في تمثيل بلادنا كل في موقعه وبأسم الشعب وليس سلطة علي عبدالله صالح ، وأن يستمرو في رفض أي تعيينات يصدرها علي عبدالله صالح لأن هذه التعيينات مطعون في شرعيتها لأنها صادرة عن مجرم تلطخت يداه بدماء الشعب وما يزال يصر على الأستحواذ على السلطه بقوة السلاح لا غير.

أن الأعلان عن تشكيل قيادة وطنية للثورة سيسهل خطوة الأعتراف الاقليمي والدولي بها اسوة بنا يحدث في ليبيا اليوم. ومع الوقت سيعترف العالم بالسلطة البديلة لأنها تعبر عن ارادة الشعب من أقصى اليمن الى أقصاها.

وستقوم السلطه البديله بالأشراف على الأنتخابات البرلمانية والرئاسية الجديدة والحوار الوطني الشامل لتحديد ملامح المرحله المقبله والأستفتاء على الدستور الجديد الذي يضمن العداله الأجتماعية والمساواة في المواطنه في ظل نظام الحكم الأتحادي اللامركزي الذي يعطي لكل ذي حق حقه.

وبعد أن تنفذ الخطوات أعلاه سيجد ساكن القصر الجمهوري بصنعاء و ما تبقى من مناصريه أنفسهم معزولين منبوذين لا حول لهم ولا قوة وهنا يمكن القول ان التغييرالسلمي قد أؤتي ثماره والله الموفق.