رئيس الغفلة

[حد من الوادي]

رئيس الغفلة

حافظ البكاري

منذ ان صعد إلى سدة الحكم في البلاد يتعامل الرئيس علي عبد الله صالح مع الجميع كمقاول بالأجر اليومي سواء كان ذلك على المستوى المحلي او الاقليمي او الدولي وبالتالي كان اغلب طاقم عمله هم من يجيدون فن الصفقات السريعة والادارة وفق مبدأ.. "ما بدي بدينا عليه"

يحشد الناخبين للتصويت له مقابل أجر يومي وعندما ينتهي الاقتراع يميت المصوتين عطشا وجوعا ومرضا ولا مانع لديه من ان يدفع لكل مناسبة أجرها وبالتالي يتلازم صندوق المال وصندوق الانتخابات.


يستدعي زعماء القبائل ويوزع لهم المال والسلاح الذي يكفيهم للعيش اياما يقتلون فيه وحينما يتوقفون عن القتال ويتصالحون يوجه افراد الجيش والامن بقتلهم بصفتهم مهددين للأمن والاستقرار ولا بأس في أن يدفع لهم كل يوم يعودون فيه للاقتتال او لقتال خصومه وكل يوم بيومه.


يغدق امواله والمناصب الحكومية على المنضمين لنظامه من قيادات وحتى قواعد أحزاب المعارضة وحينما يعلنون عدم قدرتهم على الاستمرار معه ومع نظامه نتيجة السوء الذي وصل وتكفيرا عن خطأ الانضمام اليه اصلا يتهمهم والمعارضة بالمتساقطين والفاسدين الخارجين عن الشرعية الدستورية والعائدين إلى احضان احزابهم الضيقة كونهم غادروا صدره الرحب الذي لا يمانع من استيعابهم والمغفرة لهم إذا عادوا الى حضنه الدافئ الذي يغدق عليهم بالمال والمناصب.

يوجه وحدات الجيش لقتال أهلهم في صعدة ويصفهم بالأبطال وحينما تستدرك بعض هذه الوحدات جزءا من أخطاء الحروب الستة على صعدة وتعلن تأييدها للثورة الشعبية في ساحات التغيير والحرية واستجابتها لمطالب الثورة بالتعيير يوجه مدافع ودبابات قوات حرسه صوب هذه الوحدات وصوب ساحات التغيير والحرية ويصلي من أجل هذه الوحدات في جمعة "التسامح" معها اذا ما عاد قادتها إلى جادة "صوابه" وبدء مرحلة جديدة من النضال المسلح ضد أعداء "الوطن" المتمثل به وبأسرته وزمرته.


يمزق الجنوب ارضا وانسانا ويوزع اراضيه الخاصة والعامة بالجملة على اركان حكمه والموالين له وحينما يتظاهرون ضد نظامه يقتلهم في الشوارع والمنازل تحت راية الدفاع عن الوحدة التي ابتلعها هو واركان نظامه وحينما بدأت بشائر الفرج امام الجنوبيين ويعلنوا وقوفهم مع مطالب الثورة الشعبية بإسقاط النظام يقتلهم ويقتحم ساحات اعتصامهم لأنه يريدهم فقط في هذا الوقت يرفعون اعلام الانفصال ويشتمون اللقاء المشترك ويلعنون اليوم الذي قبلوا فيه بالوحدة .

على المستوى الخارجي.. يشيد بقطر ودورها في دعم الوحدة اليمنية وايقاف الحروب في صعدة واعادة بناء ما خلفته تلك الحروب ويصف هذه المواقف بالتاريخية ويشتم السعودية وحينما تستجيب قطر للتاريخ وتتناغم مع مطالب الشعب اليمني يقول ان لديها أجندة تدميرية خاصة ويولي وجهه شطر السعودية بوصفها الجار التاريخي الذي تجمعنا معها الكثير من القواسم المشتركة بما في ذلك العداء للحوثيين ولا يمكن ان نتخاصم معها ولكن وحينما تتوقف السعودية عن الدعم المالي بلا مشاريع يحرجها بالمعلومات الأمنية المسربة إلى الامريكيين والتي توحي بتقصير السلطات السعودية في محاربة الإرهاب.


يعلن انفتاحه وتعاونه مع الولايات المتحدة والدول الغربية في محاربة الارهاب وتعاون مثمر في كافة المجالات بل ويبيع دماء مواطنيه لقذائف هذه الدول لتقتلهم مقابل دعم هذه الدول للنظام وحينما تطالبه بالتوقف عن قتل المتظاهرين باعتبار ذلك انتهاك صارخ لحقوق الانسان يطلب من هذه الدول الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية ووقف "الاجندة الصهيونية" - بسكون الجيم وكسر النون – والتي تدار بشكل واضح من تل أبيب وبعد يومين يتعذر للولايات المتحدة ويقول ان تصريحاته فهمت خطأ. وما هو الا اسبوع ويعلن العلاقات مع الولايات المتحدة استراتيجية وتجمع النظام معها الكثير من المصالح المشتركة.. وكل يوم وله شمس وريخ كما يقول المثل اليمني.

باختصار يصعب توصيف هذا الرئيس ولعل الاقرب هو ما قال أحد الصحفيين العرب بأنه وصل الى الحكم في غفلة من التاريخ .. الكل الان مجمع أنه بعد 33 عاما صحا الشعب اليمني ليقول لرئيس الغفلة كفى.
منقول