![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() حضرموت أرض العلم والمعرفة والفنون المكلا اليوم / القاهرة: أبوبكر باخطيب16/5/2011 ترتبط حياة أمتنا الحضرمية الحاضرة أقوى ارتباط بحياتها الماضية فهي تستمد بقاءها ونموها من تعاليم دينها الحنيف ومما أثر عن سلفها الصالح من قيم ومبادئ وأخلاق سامية ومن عادات وتقاليد كريمتان, أن الحضارمة يستمدون روافد بقائهم من التراث الضخم وكنوز المورث الذي تمتاز به أرض حضرموت عن غيرها من الأمم . والذي أصبح سمة من سمات الثقافة الحضرمية التي تبوءت لها مكانة أدبية على الساحات الأدبية العربية مما أصبحت هذه الثقافة مرجعاً من ألمراجع الأدبية لكل من لديه شغفاً في معرفة حضرموت عن قرب . لقد برع الحضارمة في شتى مجالات العلم والمعرفة وأصبح لديهم المدارس والمعاهدات التي كانت تنتهج مناهج علمية متنوعة في الفقه وأصوله والتشريع واللغة العربية وآدابها وتخرج الكثير من أبناء حضرموت من هذه المعاهد وأصبحوا من خيرة العلماء والأدباء والشعراء والمفكرين ولقد تركوا هؤلاء الكرام بصمات مؤثرة على بعض الشعوب . لقد كان الماضي زاخراً بكل مقومات التراث لسلفها الصالح فلم يستغل هذا السلف مكانته العلمية والفكرية في نشر أفكار مغايرة عن أفكار العلم والمعرفة ولم يقحم نفسه فى محيطات السياسة المتواجدة على الساحة العربية والدولية وعلى رأى أبو أصيل حينما سأله أحد الصحفيين في مدينة عدن حينما زارها بعد تكريمه الدكتوراة الفخرية من جامعة حضرموت عن أي الأحزاب السياسية منتمياً لها فوجد خير الإجابة بهذه المقولة ( أهل السلى في سلاهم وأهل السياسة يعصدون ) هؤلاء هم عباقرة حضرموت الذين وضعوا نصب أعينهم تخريج شباب متعلم مثقف لديه خزين متكامل من أمور المعرفة العلمية والدينية والثقافية فلم يشوشوا على أفكارهم بمعتقدات سياسية وفكرية وأيدولوجية ونظريات ماركسية أو بعثية أو أي أفكار أخرى لتيارات سياسية فقد أصبحوا الحضارم في مكانه علمية رفيعة المستوى في مصاف الدول العربية المتقدمة علمياُ وفكرياً وثقافياً . وكما برع الحضارم في شتى مجالات العلم والمعرفة برعوا أيضاً في مجال آخر وهو المجال الفني الذي مرتبط بالتراث والموروث الشعبي وكانت لهم بصمات واضحة على الساحة الفنية العربية ومن الذين برعوا في هذا المجال الكثير ولكن لقد اخترت شخصية ربما تكون غائبة عن أذهان بعض الناس وهى شخصية حضرمية فنية بحته . وهنا لابد لي من ذكر هذه الشخصية الحضرمية العفوية بفطرتها الجميلة التي تمتلك موهبة فنية جعلت أحد المستشرقين يدين لها بالتقدير . ففي صحيفة المنتدى العدد (52) الصادرة في دبي في شهر نوفمبر من عام 1985م كتب الدكتور محمد عبدالقادر بافقيه مقالاً علق فيه على القليل الذى حفظه المستشرق السويدى لاندبرج عن هذه الشخصية الحضرمية الفنية ( سعيد عوض الشهير بكاوره ) حيث يقول والحق إن المطرب سعيد عوض لايكاد يتذكره أحد من أبناء عصرنا الحاضر فكل الذين أشرعوا أقلامهم للكتابة لم يذكروه فسعيد عوض الذي نشأ وترعرع في مدينة شبام بوادي حضرموت وبها تعلم الضرب على العود كما يقول هو نفسه في حديث له عن الطرب قيده المستشرق السويدى الكونت كارلودى لاندبرج , كان له صيته بين الناس في عدن وكما كان معروفاً في المكلا وأنه غادر الداخل مضطراً في المدن الساحلية نظراً لاعتراض بعض الفقهاء والسادة الصوفية على الطرب . لهذا فإن مجال الرزق لأمثاله في السواحل كان أوسع . ويعود الفضل في تخليد ذكرى هذا الفنان كما يقول د. بافقيه إلى اتصاله بذلك المستشرق الذي ساقته الأقدار إلى عدن باحثاً فيها عن مايسميه ( قصاد ) أو منشد أو راوي أشعار وكان سعيد قد قدم لتوه من شبام . ويصف لاندبرج سعيداً بأنه ( إنسان خام ) صريح ولا يعرف عن العالم غير الشئ القليل حتى القراءة والكتابة لا يعرفهما كما لايعرف من أسماء البلاد بعد حضرموت وعدن سوى مكة وقد حببت هذه الصفات إلى لاندبرج إذ كان في نظره ( القصاد ) المنشود الذى يمكنه الاستعانة به في دراسة لهجة أهل العربية الجنوبية كما سعيد عوض خير ينشد الشعر الحضرمى ويغنيه . فغادر لاندبرج وفي معيته سعيد عوض الشاعر الشعبى منصور باضريس وقد تدخل في اختياره كونه جاب أطراف حضرموت على الأقدام خلال عشرين سنة وحفر في قصور عاد بحثاً عن الكنوز غادرا إلى مصر واستقر بهم المقام في حلوان ويقول لاندبرج عن عود سعيد عوض أنه صنع في شبام حضرموت وإن تقسيماته عربية قديمة . وما رواه لاندبرج عن سعيد عوض أنه كان لايعرف كلمة ربابة فهو يقول ( في بلادنا ماشى إلا العود ولايوجد عندنا القانون والرباب التى تتكلم لي به فكل ماهو موجود العود ( القنبوس ) والمراويس والهاجر والطار والطاسة أما البدو فلديهم المدروف والشرح ولايعرفون الطرب ولاغيره . وفي مصر حضر لاندبرج وسعيد عوض وباضريس حفلاً أحياه المطرب الشهير عبده الحامولي ولكن أداءه لم يعجب سعيد عوض الذي قال عنه في وقت بلوغه ذروة الغناء : أهذا مغنى ؟ وبعد مصر غادر سعيد عوض ومنصور باضريس بصحبه لاندبرج إلى المانيا وينزلان في قصره في بافاريا ويواصل لانديرج في دراسة اللهجة الحضرمية معتمداً على الأشعار التي يحفظها سعيد عوض وعلى أشعار باضريس وقد دخل سعيد عوض التاريخ من باب لم يكن ليخطر له على بال . ولقد سجل سعيد عوض بعض الألحان بمساعدة السيد بيلوف سكرتير المفوضية الألمانية بالقاهرة وردت هذه الألحان في مدونة بالنوتة المؤسيقية في كتاب لاندبرج ( اللهجة الحضرمية ) . فهذه حضرموت الحقيقية بكل مافيها من علوم وفنون وعباقرة متخصصين في شتى علوم المعرفة وفي شتى الفنون . كل هذا كان في الماضي فماذا صنعنا نحن في الحاضر المعاصر ؟ أن التيارات السياسية المختلفة التى تعج بأفكار البعض منا من الأسباب التي هدرت تلك القيم التي تركناها ولم نتمسك بها من سلف العباقرة والعمالقة ودفعت بنا إلى الانغماس في المادية فأصبحنا في محيط تلك التيارات تتقاذفنا أمواجها المتلاطمة من جميع النواحي وتنتابنا الشكوك في وسائل النجاة فقد بدأ التشكيك يملا صدور شبابنا ومثقفينا مما أدى بهم إلى التقسيم في المعتقدات والأفكار ولأحزاب فهذه ضريبة الثقافة المبنية على الجهل . أن الحضارم الذين يرسون على شواطئ حضرموت الآمنة يطمحون في انتسابهم إلى دولة يتظللون تحت ظل علابها وأشجار نخليها ويطعمون أولادهم من خيرات بحرها ومحصول أراضيها وينعمون برفاهية تطورها العمراني كمثل شعوب دول الجوار فأرضها لازالت بها الخيرات تنتظر التنقيب عنها . بسواعد أبنائها وبجهود رجالها الشرفاء المخلصين فهل ياترى تتعطف الأقدار بالحضارم وتصل بهم إلى سلم الطموح في قيام هذه الدولة المنتظرة . أو يصبروا ويستسلموا للأمر الواقع أو يعودوا إلى العيش في كنف الجنوب كما كانوا قبل الوحدة . في ظل أفكار صاغت حروف بنودها على أرض الكنانة قد تكون بداية حقيقية إلى واقع جديد ودولة حديثة أو ربما تكون بداية حقيقية لتهجير من هم في كشوفات الانتظار التهجيرى . أو تكون هذه الأفكار تحتوى على بنود غير منظورة للعين المجردة تسعى إلى أزاحت حضرموت من على الخرائط الجغرافية الأطلسية ونصبح في حكم الماضي الحضرمي الجميل مما يجعلنا نتشدق بأيامه ولياليه الجميلة . |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|