![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() الخور بالوعة المكلا الكبرى! الخور فقد قيمة الجمالية وبات مرتعا خصباً للجرذان والبعوض وحوضاً للسباحة المكلا اليوم/كتب/ وليد محمود التميمي2011/5/16 ظل مشروع خور المكلا محتفظا بمكانته كواحد من أفضل المنشات السياحية في بلادنا وأكثرها شهرة واستقطابا لكل من أراد استقطاع جزء من وقته للراحة والاستجمام أو فضل الإلقاء بعصا الترحال في عاصمة حضرموت والارتماء في حضنها الدافئ وبين ذراعيها الحانيتين، والاستمتاع بالعمليات التجميلية التي أدخلت على هيكله العام، وقدر لها البقاء على امتداد عامين متتاليين، صمدت خلالهما إشعاعات ليزره الضوئي في ممارسة هواية اختراق السماء المظلمة بخيوط من نور صناعي، واستمرت الإضاءة الخافتة والساطعة في بسط نفوذها على حياضه الأنيق الذي طوق بجذر من الحقول المترعة بأوراق الأعشاب الندية والأزهار الوردية والحمراء اللون. نقاء بحر الخور ونظافته جعلته أشبه بالخوض المائي الكبير الذي يحتوي بين دفتيه على تشكيلات مختلفة من الأسماك والأحياء البحرية التي تجعلك تقف مبهوراً وأنت تراقب تحركات أسرابها وخفة مناوراتها وقدرتها الفائقة على التقاط أرزاقها بسرعة مذهلة وأداء سريالي مدهش. فترة زمنية قصيرة عاشها الخور كانت زاهية بشهادة كل مرتاديه، حيث كان يتمتع بإدارة متفرغة وطاقم حراسة أمني تحت إشراف جهة متخصصة، ويحظى بدعم من السلطة المحلية التي باشرت عملية تنفيذ المشروع وأنجزته في زمن قياسي، وبالغت في وضع قواعد تشغيله وارتياده وتدخلت وبقوة للحيلولة دون الزج بالمنشأة في الحملات الانتخابية في العام 2006م وحظرت نشر صور المتنافسين في الانتخابات المحلية والرئاسية في أي ركن من أركانه، تجنباً لتشويه منظره بالأوراق اللاصقة والشعارات الكاذبة، ومنعت المخزنين والمقوتين من المرور على ضفتيه أو اجتياز جسريه دون دفع غرامة أو التعرض للمساءلة القانونية والتوبيخ العلني، حتى بات الخور بمثابة الملتقى الأكثر قرباً وملائمة للم شمل الأسر والتجمعات العائلية والشبابية بعد أن انتشرت في نطاقه الجغرافي الخدمات العامة من مقاهي وكافتيريا ومطاعم للوجبات السريعة والخفيفة. لكن هل بإمكاننا الجزم بأن بقاء الخور على حاله يجسد مستوى الوعي لدى السلطة المحلية بقيمته المادية والمعنوية؟! بالتأكيد لا، فقرار إنشاء الخور جاء كصدى لاحتفال المحافظة بالعيد الوطني الخامس عشر، الذي لم تزل حضرموت ترزح تحت طائلة ديونه التي تجاوزت الـ50 مليار ريال مازلنا ندفع فواتيرها حتى اليوم للمقاولين الذين نفذ غالبيتهم مشاريع سريعة (Take away)وعلى طريقة الكورن فيليكس وسلق البيض، دون أي التزام بالمواصفات الهندسية والصيانة الدورية، وكان مصيرها الحتمي الدمار والخراب، وفي مقدمتها مشروع خور المكلا الذي أهمله المحافظ طه عبدالله هاجر وأوغل المحافظ سالم أحمد الخنبشي في تهميشة وتنصل من مسئولية ترميمه وتجديده. وكانت كارثة السيول والأمطار في أكتوبر 2008م بمثابة أول ضربة قاصمة تلقاها خور المكلا وعجلت في انهيار بنيته التحتية؛ بعد أن عرت عيوبه وكشفت هشاشة تصميمه، ومنذ ذلك الوقت تحول الخور فجأة (بقرار ضمني) لوعاء لسكب مياه المجاري من أنابيب عشوائية مررت في البداية من تحت الجسر الصيني ولطخت المساحة الأرضية الأسمنتية الفاصلة ما بين الجسر والخور بالمياه الأسنة لعدة شهور، قبل أن يتم تمديدها على جانبيه دون الالتفات للضرر البيئي الخطير الذي سينعكس على الخور وعلى مدينة المكلا بشكل عام، حيث انتشرت الروائح الكريهة ووجدت حشرة البعوض في الخور مرتعاً خصبا ً لنموها وتكاثرها على مدار العام بما في ذلك في فصل الصيف الذي كان يغتال جيناتها ويحد من إمكانية تناسلها، وأصبحت إضاءة الخور وأنواره شبه معدومة ونهش الصدأ ساريتة وأعمدته الحديدية، وبات عشبه أصفرا وأزهاره ذابلة أو اقتلعت من جذورها، حتى الجرذان السمان استوطنت الخور ووجدت في غرف معالجة الصرف الصحي ضالتها المنشودة، وإلى جانب غزو قطعان من الفئران وأسراب البعوض للخور؛ برز المخزنون الذين لم يجدوا من يشكمهم ويمنعهم من تحويله لمقيل عمومي أو يحول دون تجوالهم بحرية في ممراته، وقفزت للواجهة ظاهرة تحويل قناة الخور لمقبرة للنفايات الصلبة ومرفأ لاصطياد (الحبار) ومسبح للشباب وطلاب المدارس في مشهد يخدش الحياء العام وينذر بخطر محدق حياتياً وصحياً، في ظل غياب الإدارة عن المنشاة وافتقارها لرجال الأمن الذي كان وجودهم حصانة للخور ونظافته وسلامة زواره، وتحول جسري المشاة في الخور لنقاط للمتسولين الصغار والكبار الذين يفترشون الأرض ويباتون في العراء، ويلتحفون بجلباب الليل الطويل، كل ذلك جعلنا نستحي أحياناً من اصطحاب ضيوفنا للتنزه في الخور خشية أن يصابوا بالغثيان والدوار، أو يشككوا في رجاحة أذواقنا وقوانا العقلية، ويكفينا أن الخور تقمص دور أكبر بالوعة في المكلا وحضرموت وربما اليمن ككل، ومبروك عليكم وعلينا بالوعة قدرت تكاليفها بأكثر من ثمانية ملايين دولار!. |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|