![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() هل تنجر اليمن إلى حرب أهلية ؟ 2011/06/10 الساعة 21:04:52 نزيه القسوس قبل عدة سنوات أتيحت لي فرصة زيارة اليمن مع عدد من الزملاء بدعوة من وزارة الإعلام اليمنية للمشاركة في الإحتفال بذكرى عيد الوحدة وفي نفس يوم الوصول ذهبنا في جولة إلى الأسواق الشعبية اليمنية في العاصمة صنعاء وقد ذهلنا جميعا من كثرة الناس الفقراء الذين شاهدناهم في هذه الأسواق وكثرة المعاقين والشحادين الذين ينتشرون في كل مكان تقريبا ويلاحقونك من زاوية إلى زاوية خصوصا إذا عرفوا أنك لست يمنيا . سألت أحد الشباب المرافقين لنا عما شاهدناه فقال بأن هناك نسبة عالية من الفقر والبطالة بسبب عدم وجود وظائف وتدني نسبة المتعلمين كما أن الزراعة قد تم تدميرها شيئا فشيئا حتى يتم إستبدال زراعة المحاصيل والفواكه بمادة القات وهي نوع من الأعشاب المخدرة التي عليها طلب كبير جدا وتدر على صاحب الأرض أموالا طائلة . ونأتي هنا للحديث عن القات فهذه المادة المخدرة يتعاطاها معظم سكان اليمن ومع الأسف الشديد فإن الحكومات اليمنية المتعاقبة لم تحاول مكافحة هذه الآفة أو الحد منها مع أن ضررها كبير جدا على الصحة وعلى ميزانية العائلة بسبب إرتفاع أسعارها وقد لا نغالط الحقيقة إذا قلنا بأن المواطن اليمني مستعد للتخلي عن أشياء كثيرة لكنه لن يقبل التخلي عن حصته اليومية من القات . الرئيس علي عبد الله صالح يتولى الحكم منذ العام 1978 أي منذ حوالي ثلاثة وثلاثين عاما وقد جاء إلى السلطة بعد إغتيال سلفه أحمد الغشمي أي أنه لم ينتخب إنتخابا بل عينه المجلس العسكري الحاكم تعيينا وخلال هذه السنوات الطويلة أنجز مسألة الوحدة بين اليمنين الشمالي والجنوبي وخاض حربا طاحنة مع حكام اليمن السابقين وعلى رأسهم سالم البيض واستطاع هزيمتهم وتحقيق الوحدة لكن في المقابل لم ينجز الرئيس صالح أي إنجازات أخرى يذكرها اليمنيون خصوصا في مجالات التنمية وظل معظم أبناء الشعب اليمني يعانون من الفقر المدقع وسوء توزيع الثروة والجهل وأصبحت المراكز القيادية في المؤسسة العسكرية حكرا على الرئيس وأبنائه وأقربائه المقربين . إذن بسبب الظلم والقهر والفقر والجهل والتفرد بالسلطة أعلن الشباب اليمني عن ثورته البيضاء غير المسلحة والتي طالبت الرئيس بالإستقالة والتنحي عن السلطة من أجل إنتخاب رئيس جديد ينهض باليمن ويوزع الثروة ومكاسب التنمية توزيعا عادلا لكن الرئيس صالح ظل متمسكا بالسلطة وحاول من خلال الحرس الجمهوري الذي يقوده إبنه العميد أحمد أن يقتحم ميادين التغيير والحرية التي يعتصم فيها الثوار لكنه لم يستطع بالرغم من إستشهاد العشرات والمئات من الشباب الثوار الذين رفضوا أن يحملوا السلاح بالرغم من توفره بكثرة. في هذه الأثناء أعلن عدد من قادة الجيش إنضمامهم للثوار ووقوفهم معهم وعلى رأس هؤلاء اللواء علي محسن أحد إخوته غير الأشقاء والشيخ صادق الأحمر شيخ مشايخ قبيلة حاشد أكبر قبائل اليمن والتي ينتمي إليها الرئيس صالح نفسه حيث حدثت إشتباكات عنيفة بين قوات الرئيس صالح ورجال الشيخ الأحمر سقط بسببها مئات القتلى وما زالت هذه الحرب لم تتوقف حتى الآن بشكل نهائي بالرغم من وساطة المملكة العربية السعودية . الرئيس صالح موجود الآن في إحد مستشفيات السعودية بعد أن تعرض لحادث إغتيال يوم الجمعة الماضي أثناء تأديته صلاة الجمعة مع عدد من المسؤولين اليمنيين وقد أقام شباب الثورة إحتفالات لمغادرته الأراضي اليمنية لكن المقربين منه يؤكدون بأنه سيعود حال تمائله للشفاء من الجروح التي أصيب بها . اليمن مع الأسف الشديد في طريقه إلى حرب أهلية طاحنة إذا ما أصر الرئيس صالح على العودة والبقاء على كرسي الحكم لأن الشباب اليمنيين مصرين على عدم التراجع عن موقفهم المطالب بتنحيه عن السلطة مهما قدموا من شهداء وضحايا . [email protected] "الدستور" الأردنية |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|