![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الحوار السياسي
![]() ![]()
|
![]()
سوريا واليمن والشعب المقهور2011-06-21
أصحاب القلم الشرفاء في عالمنا العربي يعيشون أسوأ أيام حياتهم وهم يرون أمتنا العربية تتمزق دولا وطوائف وأحزابا وتحزبات، يتألمون ويمتنع النوم عن جفونهم من شدة العنف الذي تمارسه الأنظمة السياسية العربية على الشعب العربي في أقطار عربية كثيرة. يتمزقون ألما عندما يرون دبابات وصواريخ وجيوش دولهم تنقض على المواطنين في المدن والقرى والأرياف وحتى سنابل القمح لم تسلم من نيران جيوش الحكومات العربية، فقط لأنهم يطالبون بصون كرامتهم كمواطنين وحقهم في المطالبة بالإصلاح وتحقيق العدالة والمساواة والقضاء على الفساد والمفسدين وتحقيق نزاهة القضاء واستقلاليته. صاحب القلم الشريف في عالمنا العربي يصاب بالإعياء وهو يشاهد على شاشة التلفزة العربية والدولية شبيحة وبلطجية ومرتزقة من كل نوع ومن كل جنس يطرحون مواطنين مدنيين على الأرض مكتفي الأيدي والأرجل ويرقص هؤلاء البغاة على ظهورهم لكسر العمود الفقري لكل معتقل، ويتناوبون "ببصاطيرهم" الصلبة في ركل رؤوس هؤلاء المعتقلين بكل قسوة وكأنهم لاعبو كرة القدم البرازيليون، نعم نكاد لا نفرق بين دبابات الجيش الصهيوني وهي تحرث الحقول الزراعية تدميرا وتحرق إنتاجها وتجتاح المدن الفلسطينية وتعتقل الشبان الفلسطينيين مقيدين. صاحب القلم العربي في حيرة من الأمر، إن أيد مطالب " الثوار " المطالبين بالإصلاح السياسي وتطورت مطالبهم إلى إسقاط النظام بعد يأسهم من الإصلاح اتهم بأنه عميل لجهات أجنبية ومؤيد للإرهاب من قبل الأنظمة العربية المغضوب عليها شعبيا، وإن ناصر الأنظمة العربية في مواجهة الشعوب اتهم أيضاً بأنه يقبض دولارات من هذه الأنظمة ثمن مواقفه، وإن وقف شارحا مخاطر تدويل قضايانا والرفض للتدخلات الأجنبية كما هو جار في ليبيا اتهم بكل أنواع التهم، وحتى في صمته فإنه ملام ومتهم بقبض مال نتيجة صمته. رئيس تحرير جريدة القدس العربي الصادرة في لندن تعرض ويتعرض لحملة إعلامية مشينة لأنه يرفض التدخلات الغربية في الشأن الليبي مطالبا بتدخلات عربية بديلة عن الغرب لأنه يعلم جيدا أن أمتنا العربية ما برحت تدفع الثمن غاليا لما تم في العراق الشقيق. وفي هذا المجال نحيي جريدة القدس والعاملين فيها على رحابة صدورهم واحترامهم لحرية التعبير حتى ولو كانت هجوما على صحيفتهم ورئيس تحريرها. لقد قرأنا ردودا قاسية ظالمة من بعض إخواننا الليبيين المنتمين إلى المجلس الانتقالي في بنغازي لما كتبه رئيس تحرير القدس العربي عن الحال في ليبيا ليس دفاعا عن القذافي وزمرته وإنما منبها لمخاطر مستقبلية تحبكها مؤسسات أوروبية بقبول من أطراف ليبية. إن كاتب هذه الزاوية يؤمن إيمانا صادقا بأن ما نشر وينشر في الصحافة والمواقع على الشبكة العنكبوتية هجوما على القدس العربية وأسرة تحريرها لا يعبر عن أخلاق ثوار يطالبون بحرية الرأي والتعبير والتخلص من الاستبداد وفرض الرأي الواحد والحزب الواحد. (2) في اليمن حملة إعلامية ظالمة ضد كاتب هذه الزاوية يقودها رجال إعلام ومرتزقة إعلاميون محسوبون على العصابة الحاكمة في صنعاء المنتهية صلاحيتها. أقول: لا يزايد أحد علينا في حبنا لليمن وشعبه، فكنت من أنصار الوحدة اليمنية التي راح ضحيتها أكثر من 20 ألف قتيل في حرب قادها عبد الله صالح، كنت متصديا للحملة الإعلامية التشويهية على اليمن التي شنها " كتاب المارينز " إبان حرب الكويت 1991. اليوم وقد تجاوز عبد الله صالح وأسرته وأقاربه الحدود فلم يعد مقبولا من الشعب اليمني بكل فئاته وعلى كل شريف في هذه الأمة مناصرة الشعب اليمني في الخلاص من كابوس هذا الحكم الظالم المستبد. (3) في الشأن السوري لامني الكثير من الذين أعرف والذين لا أعرف على تجاهلي ما يجري في سوريا الحبيبة والحق أنني منقسم على نفسي فيما يجري هناك. لم أحتمل آلامي وأنا أشاهد دبابات الجيش العربي السوري تجتاح المدن السورية، ويتصدى لمطالب الشعب في الكرامة والحرية وإنهاء نظام الاستبداد والفساد والمفسدين، لم أتحمل منظر ميليشيات النظام وهم يرقصون على ظهور المواطنين بأحذيتهم العسكرية وهم مقيدون ويركلون رؤوس المواطنين ووجوههم بأحذيتهم. في 22/11/2005 قدر لي الحدث وجها لوجه مع الرئيس بشار الأسد في صحبة نخبة من مفكري أمتنا العربية وقلت: " سيادة الرئيس بشار أؤكد لكم أمام هذه النخبة العربية بأنه لا عاصم لسوريا الحبيبة شعبا وحكومة وحزبا وسيادة من طغيان الطامعين في سوريا الحبيبة إلا باللجوء إلى الشعب، وإعطاء الحريات في التعبير عن الرأي وكشف الفساد والمفسدين وفضح المتاجرين بسيادة الوطن ومقدراته، وتشكيل حكومة اتحاد وطني تجمع كل أطياف المجتمع السياسي السوري وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وبذلك نستطيع مواجهة التحديات " فماذا أستطيع أن أقول أكثر من ذلك وفي وقت مبكر جدا واليوم أقول إننا لن نستطيع مواجهة التحديات ما لم نعد إلى الشعب وليس إلى السلاح. آخر القول: " اللهم احم أهل القلم الشرفاء من الباغين على أمتنا العربية والإسلامية". By: د. محمد صالح المسفر (نقلا عن الشرق القطرية) |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|