![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() أولا: ماذا تعني الهوية ؟ وما هي محدداتها ومكوناتها ؟ الهوية الحضرمية: مكوناتها وأثرها على الهوية الجنوبية لمحات ومحطات (1-3) 7/24/2011 المكلا اليوم / كتب: الدكتور / عبدالله سعيد باحاج تعتبر الهوية الحضرمية من أكثر الهويات العربية وضوحاً ورسوخاً، ولها سماتها وخصائصها المميزة، مما يجعلها محل اهتمام كثير من الباحثين والدارسين من العرب والأجانب، وتعقد من أجلها ندوات وملتقيات علمية عالمية، وخصوصاً فيما يتعلق بالآثار المترتبة على هجرة الحضارمة والذي له صلة مباشرة بالهوية الحضرمية. وذلك رغم ما تعرضت له هذه الهوية الحضرمية ومنذ نصف قرن مضى من محاولات للطمس والتدمير والتشويه. ونظراً لاتساع الموضوع وشموليته وتعدد أبعاده ومحاوره مما يعني صعوبة – إن لم يكن استحالة – الإلمام به، وخصوصاً بالجهد الفردي، فإننا سنقتصر على تناول شذرات ولمحات من الهوية الحضرمية، وخصوصاً من حيث مكوناتها الواضحة ثم تأثيرها على الهوية الجنوبية، أي على سكان ما كان يعرف سابقاً باتحاد الجنوب العربي، وعبر المسيرة التاريخية الطويلة، وذلك تعزيزاً لحسن الجوار ولأواصر القربى ووشائج النسب والعلاقات الإنسانية والتاريخية التي جمعتنا في مراحل تاريخية عديدة حتى تستقيم الأمور بيننا على المودة والاحترام وقبول الآخر، وبما ينفع عامة الناس. وتيـسيراً للقارئ الكريم فإننا وبعون الله تعالى سنطرح أهم ما لدينا في هذا الموضوع من خلال ثلاثة محاور هي: أولاً: ماذا تعني الهوية؟ وما هي محدداتها ومكوناتها؟. ثانياً: لمحات عن المحددات والمكونات الأساسية لهوية حضرموت بشرياً ومادياً. ثالثاً: أهم المحطات التاريخية المؤثرة في التفاعل بين الهوية الحضرمية والهوية الجنوبية. وسنتناول وبإيجاز فيما يلي المحاور السابق ذكرها: أولاً: ماذا تعني الهوية ؟ وما هي محدداتها ومكوناتها ؟ أن الهوية بمعناها اللغوي العام هي السمة أو الصفة وما يتصل بجوهر الأشياء. أما بمعناها السياسي والاجتماعي فتعني مجموعة من الصفات المتميزة التي تتجمع في شعب ما تميزه عما حوله من شعوب أخرى. وفي هذا التعريف تتقارب الشعوب المتجاورة في بعض الصفات والسمات، وتختلف في صفات وسمات أخرى. ويكون التمييز بين الشعوب المتجاورة على أساس التركيز لصفات معينة في هذا الشعب أو ذاك. أما عن محددات ومكونات الهوية فهي إجمالاً تنقسم إلى مجموعتين أحداهما مادية وأخرى غير مادية. وعن المجموعة المادية للهوية فأهمها العرق والمكونات الجينية. وهو محدد عفى عليه الزمن ولم يعد معمولاً به اليوم في تحديد هوية الشعوب، نظراً لتداخل الأعراق وتمازجها في الشعب الواحد. غير أن هذا المحدد الجيني أو العرقي لا يزال يعمل به في بعض المناطق النائية أو المنعزلة أو المنغلقة على شعوب بذاتها. ولكن الأخطر في اعتماد هذا المحدد الجيني أو العرقي هو ما قامت عليه بعض الاتجاهات العنصرية الحديثة أو المعاصرة، ومنها الحركة الصهيونية والحركة النازية الألمانية والحركة العنصرية البيضاء في جنوب أفريقيا سابقاً. بل يقال أيضاً أن اعتماد الدولة الأموية على العنصر العربي في إدارة شؤون البلاد كان سبباً مباشراً في انهيارها. ولذلك كان من العار والمخزي أن يطلق بعض قادة صنعاء بعد استيلاء قواتهم على حضرموت والجنوب عام 1994م أن الفرع عاد إلى الأصل، بمعنى أن شعب حضرموت وبقية شعوب الجنوب العربي ما هم إلا فرعاً من سكان صنعاء وتعز والحديدة ومأرب وغيرها. وهذه نزعة عنصرية واستعلائية ليس لها أساس أو جذور وبالتالي فهي غير مقبولة جملةً وتفصيلاً. أما المحدد الثاني للهوية فهو الأرض التي يعيش عليها السكان وبما تحويه من مظاهر طبيعية جامدة أو مظاهر حيوية ومن المظاهر الجامدة السطح والتربة وبعض عناصر المناخ كالمطر والحرارة والضغط الجوي والرياح وغيرها والثروات المادية الأخرى كالمعادن والنفط وغيرها، أما أهم المظاهر الحيوية فهي النبات والحيوان والكائنات الحية بما فيها الإنسان بالطبع. وهناك بعض التداخل بين تلك المظاهر الجامدة وهذه المظاهر الحيوية والتي تشكل جميعها الوعاء الذي يحتضن هوية أي شعب من الشعوب. أما عن المحددات والمكونات غير المادية والتي هي بالفعل من يحدد هوية كل شعب فهي عديدة ويمكن إيجازها كما يلي: 1) التجانس الاجتماعي والعيش المشترك الآمن للسكان في مساحة ما من الأرض. 2) التاريخ المشترك والمتواصل، والتعرض الجماعي للمحن والمعاناة وكذلك للإنجازات الخلاقة، والسعي للتنمية الجادة بجهود متضافرة. 3) اللغة أو اللهجة الواحدة المفهومة لدى جميع أبناء المنطقة المعينة والاستخدام الموّحد في نطق الحروف والكلمات والفهم المشترك لدلالات الكلمات وما تعنيه. 4) وجود تراث شعبي واجتماعي متواتر جيلاً بعد جيل وتتراكم فيه الخبرات المكتسبة المتوارثة عبر الأجيال في مجالات الحياة المتعددة ومنها الإدارة والاقتصاد والخدمات والفنون والإبداع الفكري والعلمي واللبس والطهي وما يتعلق بالنشاط الزراعي والري والعمران والتجارة بفرعيها البحري أو البري وفنون الملاحة البحرية والاصطياد والصناعة والنشاط الاستخراجي وغيره من الأنشطة البشرية المعروفة، وكذلك في العادات والتقاليد الاجتماعية، وفي مواسم الأفراح والأتراح، وغيره مما له علاقة بحياة السكان وأساليب العيش الاجتماعي والثقافي والاقتصادي وغيره مما لا يمكن حصره. 5) النظرة الواحدة أو المتقاربة إلى التطلعات والآمال المستقبلية. 6) وجود نظام سياسي أو إدارة سياسية تعبر فعلاً عن تطلعات وطموحات السكان وتخفف المعاناة عنهم. وهذه بإيجاز أهم المحددات والمكونات للهوية عامة. وسنرى بعون الله تعالى إلى أي حد يمكن أن تنطبق على حالة شعب حضرموت، مما يجعلنا نقول وبثقة علمية تامة أنه شعب له هوية واضحة المعالم بمحدداتها ومكوناتها المادية وغير المادية. ( يتبع ) |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|