حضرموت" رسالة حضرموت لأبناء الجنوب العربي / كتب: م. بدر باسلمه

[حد من الوادي]

رسالة حضرموت لأبناء الجنوب

10/25/2011 المكلا اليوم / كتب: م. بدر باسلمه


يعيش الجنوب حاليا مرحلة غضب ورفض كامل لواقعه الذي يعيشه, رفض للمرحلة التي وصل إليها, من بطش وظلم ونهب لثرواته وفقدان ما تبقى من هويته الجنوبية تحت مظلة الوحدة اليمنية, رفض للعودة إلى نظام الحكم الشمولي في الجنوب وما تعرض له من ظلم وقتل وتشويه وإضعاف لهوية الجنوب, رفض لقيام الجبهة القومية بالدمج القسري لكيانات الجنوب تحت مسمى جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.


لا ينحصر معاناة شعب الجنوب من الظلم الذي لحق به تحت سقف الوحدة بل تمتد إلى فترة الحكم الاشتراكي وما قبل 1967م.. وشر البلية ما يضحك ان ترى الوجوه ذاتها التي قادت شعب الجنوب لهذه المآسي هي نفسها التي تحمل شعلة المشاريع الجديدة لما بعد سقوط نظام صالح, فهل وصل الصمم والعمى بهذه القيادات واستخفافها بأبناء الجنوب إلى هذه الدرجة أم انه شعور بالذنب لما اقترفوه في حق هذا الشعب ؟ كان الأجدى والأحرى بهم طلب الغفران من هذا الشعب للمآسي التي ألحقوها بهم لما يزيد عن نصف قرن لا السعي لقيادة المسيرة لكارثة جديدة.. مشاعر أبناء الجنوب تتجلى في أوضح صورة لها في لا آتها الثلاث:

لا لوحدة الظلم والتهميش, لا لنظام الظلم والقهر لدولة الجنوب ما قبل الوحدة ولا عودة للقيادة لكل من ساهم في صنع تاريخ الجنوب المظلم.


نصف قرن ضاع من حياة وتاريخ شعب الجنوب, نصف قرن أخذ الكثير من قوته وتماسكه وهويته وثرواته, قبلها كان ميناءه عدن ثاني ميناء في العالم, العديد من منتجاته الزراعية تتصدر الأسواق العالمية, كان الجنوب منارة للفن والأدب والتجارة, كان الجنوب مثالا وقدوة لكثير من الدول, نصف قرن خلف شعبا مفككا ضعيفا نهبت ثرواته, لم يتبقى لديه إلا الحلم باستعادة أمجاده والعزيمة للنضال من اجل تحقيق هذا الحلم.. عندما سأل الشيخ راشد المكتوم في الستينات من القرن العشرين عن حلمه, أجاب "أريد أن تكون دبي مثل عدن".. فأين أصبحت دبي وأين صارت عدن, بفضل من صرنا إلى ما نحن فيه ؟ بفضل من قاد الجنوب في هذه المراحل المختلفة, والأغرب انه لا زال البعض يطمح بعودة دولة الجنوب وبدور له في المستقبل لقيادته.

كره أبناء الجنوب كلمة ثورة لما عانوه من الثورات وويلاتها وعدم وفاءها بوعودها وأهدافها.. كل ما يطمح إليه أبناء الجنوب أن تعود إليهم الريادة في المجالات التجارية والأدبية والفنية على مستوى المنطقة, أنهم يحلمون بان يعيش أبنائهم بأمان وأكثر رخاء وازدهار, أنهم يحلمون بان تحدث التنمية في كل ناحية منها, أنهم يحلمون باستعادة كرامتهم وهويتهم وقيمة الإنسان الجنوبي في المحافل الإقليمية والدولية.

يحلم أبناء الجنوب ببناء جنوب جديد يختلف عن الجنوب الذي عاشوه لنصف قرن, جنوب التنمية والعدالة والحرية, جنوب يقوده الاقتصاد والتنمية وتحسين معيشة المواطنين لا جنوب سياسة وثورات ونزاعات, جنوب يقود فيه الاقتصاد والتنمية سياسة الدولة وليس العكس, جنوب يهيئ البيئة الاستثمارية المناسبة لعودة ثروات المهاجرين لبناء وطنهم الأم.

هذه هي رسالة حضرموت لأبناء الجنوب, هذه هي رؤية حضرموت وحلمها لكل ابناء الجنوب ولكل المشاريع والحراك والطبخات السياسية الجارية في الساحة الجنوبية وفي الخارج..

نريد جنوبا جديدا بأفكار جديدة ووجوه جديدة وكفؤه تحقق التنمية والعدالة والحرية, نريد رؤى واضحة للمستقبل, لا لوحدة الظلم والتهميش, لا لنظام الظلم والقهر لدولة الجنوب ما قبل الوحدة ولا عودة للقيادة لكل من ساهم في صنع تاريخ الجنوب المظلم وأضاع حقوقه وهويته, ونعم لجنوب التنمية والعدالة والحرية.