الجنوب العربي و إنتزاع الحرية!

[حد من الوادي]

الأربعاء 13 أبريل 2016 11:15 صباحاً

إنتزاع الحرية!

عبدالكريم أحمد سعيد
صفحة الكاتب
(الجنوب) هو الضامن الحقيقي للنصر
الأنفلات الأمني سببه الفراغ السياسي أيضاً
الأنفلات الأمني سببه الفراغ السياسي أيضاً
مطلوب صحوة جنوبية-خليجية قبل فوات الآوان
تصحيح مسار الخيار الثالث للنعمان!


إن إصرار الجنوبيين على الخروج من النفق المظلم للجمهورية اليمنية، لم يأتي من فراغ بل هو نتيجة حتمية وأمراً طبيعي تفرضه المعاناة وقساوة الحياة والظلم والأستبداد طوال 25 عاماً، يتألم الشعب الجنوبي بين جميع فئاته وطبقاته ولم يجد من يصغي إليه في كافة مناحي الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية والتربوية والإدارية والأمنية والعسكرية..لخ من قبل نظام صالح الفاسد.

وبعد فشل الوحدة الذريع وموتها السريري من دون تشخيصاً دقيقاً لمرض عفاش في وقته المبكر، لم يعد هناك نفعاً للمهدئات العلاجية بعد انتشار سرطانه الخطير في جميع أنحاء الجسم، ولم يعد سوى دفنها الرسمي ونعشها إلى مثواها الأخير..



الشيء الغريب موقف بعض القيادات الجنوبية المتخاذلة تجاه القضية الجنوبية، في السلطة وخارجها وفي بعض مكونات الحراك السلمي والمقاومة الجنوبية، التي حققت النصر ضد قوات صالح والحوثيين، والتي مازالت في حيرة من أمرها تجاه تحقيق مطالب الشعب الجنوبي المشروعة، الذي قدم قافلة من الشهداء والجرحى من أجل حريته وكرامته واستقلاله..ولم تستطع حتى الآن من تفكيك اللغز الغامض لاستكمال النصر ومسك زمام الأمور في لحظة تاريخية نادرة من الصعب تكرارها..



هناك عمل ممنهج وضع منذ فترة بخبث وذكاء لتميع القضية الجنوبية وتغيبها وتجاهلها، تحت مبررات واهية وغير موضوعية تهدف إلى إفشال مشروع التحرير والاستقلال وعودة الجنوبيين مرة ثانية إلى باب اليمن بصيغة أخرى!! وهو مايرفضه شعب الجنوب اليوم ولو يتطلب الأمر إلى مواجهة مسلحة والدخول في حرب أهلية من الصعب السيطرة عليها أوالتكهن بنتائجها الكارثية على مستقبل الشعبين الشقيقين وعلى أمن المنطقة بشكل عام وهو ما لايتمناه عاقلاً.. لابد على المجتمع الدولي والإقليمي إن يصغي بجد واهتمام إلى مطالب الشعب الجنوبي (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين)



لقد كان لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات دوراً فاعلاً، لدعم الشعب اليمني بشكل عام والمقاومة الجنوبية بشكل خاص لتحرير معظم مناطق الجنوب من قوات صالح والحوثيين، وكبح المشروع الإيراني الذي يسعى للهيمنة على باب المندب وخليج عدن وكان للجنوبيين دوراً مشرفاً في هذه الحرب المصيرية بهدف التخلص من الظلم والاستبداد والتخلف والاحتلال ولهذا لايمكن أن يقبل شعبنا بأي شروط مجحفة تفرض علية من الخارج بما يتعارض مع مطالبه المشروعة وحقه في تقرير مصيره واستعادة دولته المستقلة وعاصمتها عدن، والذي يكفله ميثاق الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية والقانون الدولي..

يجب أن يدرك الجنوبيين بأن الحرية لا توهب بل تنتزع بإرادة الشعوب التي لاتقهر، وقد حان الوقت للجنوبيين لفرض أمر واقع على الأرض، والاستعداد لتقديم أنفسهم أمام العالم والإقليم والجيران لتحقيق كامل مطالب شعبنا المشروعة بمختلف السبل الممكنة والوسائل المتاحة أمامهم سلمياً وبشكل منظم من خلال الحشد المليوني في يوم بدء المباحثات اليمنية بالكويت، والتصعيد لانتفاضة شعبية عارمة يومي21مايو و7يوليو القادمين، والصمود في ساحات النضال السلمي والتعبئة العامة للشعب في مواجهة التحدي على طريق الشهداء الذين رووا بدمائهم الزكية أرض الجنوب الطاهرة



المؤلم هنا أننا لم نرى مؤشرات ولو حتى بصيص أمل في لعب دور جنوبي بالميدان لا من الشرعية ولا من خارجها، رغم كل الأوراق التي يملكونها والانتصارات التي تحققت على الأرض..وما نراه هو بقاء الجنوبيين في وضع المتقبل المنتظر لما تأتي به الأيام من فتات، وانشغالهم بالخلافات البينية والمناكفات السياسية وكأنهم في وضع طبيعي ولايعيشون حالة حرب!! قد يترتب عليها نتائج كارثية على شعب الجنوب ويفرز واقع جديد يلفظ بكل القيادات الجنوبية للتهلكة بعد إن تغرق السفينة في عمق البحر ولم يجدون منقذاً..وتبقى لعنت شعب الجنوب تلاحقهم إلى يوم الدين..

لم يعد هناك أي مبرر للتأخير والمماطلة لعقد لقاء جنوبي عاجل في الداخل والخارج لا يستثني أحد يتم فيه وضع النقاط على الحروف وتحديد مستقبل الجنوب السياسي وفق قواسم مشتركة، والتوافق على قيادة مؤقتة ومكون سياسي واحد يمثل الجنوبيين في أي مباحثات قادمة، ويرافق ذلك عمل سياسي وتحرك دبلوماسي مع دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومع الأمم المتحدة والدول العظمى أيضاً..,ونأمل بأن يكون لقاء الرئيس علي سالم البيض والأستاذ عبدالرحمن الجفري هو البداية في الاتجاه الصحيح !!



اقرأ المزيد من عدن الغد