(( الجزبرة )) والخبيط بين دلالات الأمثال عند البعض ...!!!

[أبوعوض الشبامي]

.

لكل مثل دلالاته وقيل ان المثل يأتي في حالتين هما:

1- الحالة الظاهرة ويقصد بها الجملة التي يتكون منها كلمات المثل ...!!
2- الحالة الثانية هي ما تحمله هذه الجملة من توعية تشكلت من تجارب سابقة..!!

وعادة ما يأتي ضرب المثل بالصيغة التي وضعت له وفي المناسبة التي يجب أن يقال فيها المثل ، وضرورة الالتزام بصيغة المثل عند ضربه في حين يعد الخروج عن القاعدة في ضرب المثل فشلا في ايراد المثل الصحيح في المورد الصحيح له ... وتسمي العرب من يأتي بالمثل في غير مكانه الصحيح ب (( الجزبرة )) ومعناها الفشل في ايراد المثل الصحيح في اللحظة الصحيحة الذي يجب ان يرد فيها المثل وربما تقابل هذه الكلمة في لهجتنا العامية بقولهم فلان (( يخبط ))... والخبيط يعني هذيان المريض اثناء وطأة شدة الحمى عليه ... والخبيط ايضا تخريف العجائز أو ثرثرة الشخص الذي يلقي الكلام على عواهنه .

ومن الذين يلقون الكلام على عواهنه ويدعون انهم سدنة التراث الحضرمي وفي استطاعتهم حلحلت رموز لهجتنا الحضرمية لأنهم غاصوا فيها منذ نعومة اظفارهم فتغذوا على الرمزية ورضعوا بها ولكن (( لم ينفطموا منها )) .... حتى اعتقدوا بأنهم معرضون للنقد (( بتوغلهم في الرمزية )) ... تلك الرمزية التي قال احدهم هنا بأنها (( لرمزية حتى وأنا أتكلّم ولم أستطع التخلص منها لأني لم أقرأ غموضا فيما أقول وأكتب إلا أنني أعترف بأنّي اكتسبت التعبير عن طريق التّلميح من بيئتي مذ كنت صغيرا ..))


وخلاصة الدليل على عدم ضرورة الالتزام بصيغة المثل ما كتبه أحدهم حين قال (( فترة حكم الحزب الإشتراكي كنا نتكلّم في بطوننا وإذا ما ارتفع الصوت نقول كلاما غامضا خوفا من عذاب ، مثلا:
( الطماطم حبسها البرد )
إشارة إلى جمود الأوضاع وأن شيء في سياق النمو والتطور لم يحدث . والبرد عندما يكون قارس فإن شجرةالطماطم تظل قزمة لا تنمو. ))

هنا يلاحظ القاريء كيف تم الخروج عن القاعدة في ضرب المثل وفشل في ايراده في مكانه الصحيح وهذا ما تسميه العرب (( الجزبرة )) ونسميه في لغتنا العامية (( الخبيط )) ... ؟؟

أما لماذأ ؟؟؟

لأن مدعي (( الرمزية )) يتضح لنا جهله التام باللهجة الحضرمية ، حيث لم يستطع أن يميز بين كلمتي (( حِبس )) بكسر الحاء وبين كلمة (( حَبس )) بفتح الحاء ...!!

فالحبس (( بفتح الحاء )) كما هو معروفا في اللغة بمعنى المنع والإمساك وهو ضد التخلية .

وقيل الحبس كل ما سد به مجرى الوادي في أي موضع حبس وقيل الحبس حجارة أو خشب تبنى في مجرى الماء لتحبسه كي يشرب القوم ويسقوا أموالهم والجمع أحباس سمي الماء به حبسا

أما الحبس (( بكسر الحاء )) فمعاناه في لهجتنا الحضرمية ما يعرف الآن ب (( المشتل الزراعي )) حيث يقوم الفلاح بزراعة شتلات الطماطم في الشتاء وبداية دخول فصل الشتاء كما هو معروف في التقويم الشبامي (( النجوم الشبامية )) في أول أكتوبر حيث يبدأ التحضير لزراعة الخضروات بزراعة البذور في (( الحِبس )) قبل اشتداد البرد ثم تنقل الى الارض المستديمة لها .

لهذا يقال في المثل (( الطاطم حِــبسها البرد )) ومن الطبيعي أن تكون الطماطم حبسها البرد لأنها محصول شتوي ...وليس (( حَـبسها البرد )) عن الظهور والنمو ؟؟؟؟

فليس للمثل دلالة على جمود الأوضاع والنمو والتطور ... وان كان كل مثل يضرب له البواعث التي أدت الى ضربه فإن بواعث ضرب المثل هنا ليس مورده الصحيح الذي يجب أن يضرب فيه..!!

بل يجب ان يضرب المثل بالصيغة التي وضع بها في الاصل وليس الخروج عن القاعدة العامة في ضرب المثل والا لاعتبرنا ذلك (( جزبرة )) او كما نقول في لهجتنا العامية (( خبيط ))...!!!
وما أكثر (( المجزبرين )) في سقيفتنا العامرة بهم ...!!!



.

[الماسه*]

موضوع ثقافي رائع جدا ..استفدت منه الكثير!!

شكرا لك أستاذنا الفاضل الشبامي على المواضيع المثريه

تحياتي اليك.

[أبوعوض الشبامي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الماسه* [ مشاهدة المشاركة ]

موضوع ثقافي رائع جدا ..استفدت منه الكثير!! شكرا لك أستاذنا الفاضل الشبامي على المواضيع المثريه تحياتي اليك.

شكرا لشاعرة السقيفة الماسة التي وضعت (( اكسسوارا )) من التعقيب على هذا الموضوع ...!!


..

[جابرعثرات الكرام]

يعني ممكن تقول فضيلة الشيخ المجزبرأبوعوض الشبامي..أو الشيخ الجزبرة أبو عوض الشبامي

بحثنا في القواميس ولم نجد أصل لجزبرة

أما ماذهبت اليه من حبس الطماطم...أي شتلة الطماطم صحيح وحبس البصل.

ويقال حبس ماله او مال حباس الحَبِيس يقع على كل شيء، وقفه صاحبه وقفاً محرّماً لا يورث ولا يباع من أَرض ونخل كما هو حاصل فيما ما مضى عندنا في حضرموت أو يحبسه للرجال من دون النساء

[أبوعوض الشبامي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جابرعثرات الكرام [ مشاهدة المشاركة ]

يعني ممكن تقول فضيلة الشيخ المجزبرأبوعوض الشبامي..أو الشيخ الجزبرة أبو عوض الشبامي بحثنا في القواميس ولم نجد أصل لجزبرة أما ماذهبت اليه من حبس الطماطم...أي شتلة الطماطم صحيح وحبس البصل. ويقال حبس ماله او مال حباس الحَبِيس يقع على كل شيء، وقفه صاحبه وقفاً محرّماً لا يورث ولا يباع من أَرض ونخل كما هو حاصل فيما ما مضى عندنا في حضرموت أو يحبسه للرجال من دون النساء

شكرا لجابر عثرات (( المحابيس )) على معلومة الحبس والفرق بين الحبس (( بفتح الحاء )) والحبس (( بكسر الحاء ))..!!
الجزبر : معناها الشيخ المخرف ، والحزبر : الحَيْزَبُورُ بالراءِ أَهمله الجَوْهَرِيّ . وقال الصّغانِيُّ : هي لُغَةٌ في الحَيْزَبُون بالنون : للعَجُوزِ ،،، ويقال للذي يخرج عن القاعدة في ضرب المثل (( خروعة )) ... والخراع في لغة العرب هو نوع من الجنون الذي يصيب الإبل ....!!


.

[عبدالقادر صالح فدعق]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعوض الشبامي [ مشاهدة المشاركة ]

شكرا لجابر عثرات (( المحابيس )) على معلومة الحبس والفرق بين الحبس (( بفتح الحاء )) والحبس (( بكسر الحاء ))..!! الجزبر : معناها الشيخ المخرف ، والحزبر : الحَيْزَبُورُ بالراءِ أَهمله الجَوْهَرِيّ . وقال الصّغانِيُّ : هي لُغَةٌ في الحَيْزَبُون بالنون : للعَجُوزِ ،،، ويقال للذي يخرج عن القاعدة في ضرب المثل (( خروعة )) ... والخراع في لغة العرب هو نوع من الجنون الذي يصيب الإبل ....!! .

هذا اللفظ متداول في عدن ويقال دومآ في حالات مشابهه لما ذكرت أعلاه وتستخدم بالذات من أهل عدن القح ., وحقيقة كان معناها معلوم لدي ولكن مصدرها ومعناها اللغوي الصحيح ومشتقاتها لم تكن معلومة إطلاقآ لذلك شكرآ على هذ التوضيح ..

يقال : مالك تتخر -وع ! او بطٌٌٌٌّ - طل خر-وعه ., أي بطّل جنان .

وبخصوص ( المحبس - بفتح الحاء ) هذه تقال في بعض البلدان على دبلة أو خاتم الخطوبة ( محابس ) في إعتقادي في بعض دول الشام .! حيث يقال كل شي جاهز حتى المحابس ..والله أعلم

لك جزيل الشكر على هذا التوضيح عمنا ابوعوض .
.

[أبوعوض الشبامي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالقادر صالح فدعق [ مشاهدة المشاركة ]

هذا اللفظ متداول في عدن ويقال دومآ في حالات مشابهه لما ذكرت أعلاه وتستخدم بالذات من أهل عدن القح ., وحقيقة كان معناها معلوم لدي ولكن مصدرها ومعناها اللغوي الصحيح ومشتقاتها لم تكن معلومة إطلاقآ لذلك شكرآ على هذ التوضيح .. يقال : مالك تتخر -وع ! او بطٌٌٌٌّ - طل خر-وعه ., أي بطّل جنان . وبخصوص ( المحبس - بفتح الحاء ) هذه تقال في بعض البلدان على دبلة أو خاتم الخطوبة ( محابس ) في إعتقادي في بعض دول الشام .! حيث يقال كل شي جاهز حتى المحابس ..والله أعلم لك جزيل الشكر على هذا التوضيح عمنا ابوعوض . .

شكرا لشاعرنا السيد عبدالقادر فدعق على المعلومة (( العدنية )) عن الخروعة ...!!
ولعلك الناصح للبعض هنا والرادع لهم من الأعمال والسلوك الذي ربما يقودهم نحو (( الخروعة )) أو الخراع وإن كانت الخروعة تبدو عليهم ،،، !!!



...

[عبدالقادر صالح فدعق]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعوض الشبامي [ مشاهدة المشاركة ]

شكرا لشاعرنا السيد عبدالقادر فدعق على المعلومة (( العدنية )) عن الخروعة ...!! ولعلك الناصح للبعض هنا والرادع لهم من الأعمال والسلوك الذي ربما يقودهم نحو (( الخروعة )) أو الخراع وإن كانت الخروعة تبدو عليهم ،،، !!! ...

إن كانت المسألة لاتتعدى الخروعه فالأمر قد يكون هيّن حيث يحجر على المتخر-وع او المصاب بالخراع ولكن عندما يصل الأمر الى الصر-وعه فهنا تكمن المشكلة لأنه ليس هناك من حجر يسمح به على المصروع ..

وتقابل لفظة الخر-وعه او تقارب لها لفظة ( الصر-وعه ) وهي تطلق في عدن على الشخص الذي تحس ان فيه صرع في حركته والذي دومآ مايكون غير موفق ومتعجل في تصرفاته وغضبه وكل قراراته خطأ.. وأعتقد انها مشتقة من مرض ( الصرع ) ! أي كأنه مصروع !

وهناك لفظة ( الهن-فله ( بفتح الفاء والهاء ومعناها البلاهه ) وهي تقال للشخص الأبله ويقال فلان ( يتهنفل ) أي يتبهلل .. والحقيقة الذين يتهنفلون علينا صارو كثر .

وهناك لفظة ( المهشله - بفتح جميع الحروف ) ومعناها ( المخرطه -اي خراط أي زناط أي كذاب ) ويقال فلان يتمهشل علينا ( أي يخرط علينا ويقابلها باللهجة السعودية (خرطي ) وتقارب في لفظها في إعتقادي ( يتبغدد علينا وأحنا من بغداد ) أو مثلما ذكرت انت سابقآ في أحد مواضيعك ( يتحضرم علينا وأحنا من حضرموت ! اي ينسب الى نفسه أشياء ونحن نعرف انها غير حقيقية !

وفي إعتقادي ان جمع ( مهشله ) هي مهاشل والحقيقة يوجد الكثير من المهاشل الذين يمارسون علينا المهشله في هذا الزمن العجيب ., ويحتاجون بعض الأحيان الى ( قز-وعه ) حتى يعودون الى صوابهم .! والقزوعه من القزع والقزع مشتق من لعبة ( الفتاتير ) وفي السعودية تدعى ( البرجونه ) وهي رمي البرجونه من بعيد لتصيب رأس واحدة من مجموعة البرجونات الموضوعه على الأرض في محيط دائرة تبعد مترين او ثلاثة .... والمقزّ-وع صفة تطلق دومآ على الشخص الحريّف الذي لايخطئ هدفه ., وتطلق على الشخص الذي يصيب هدفة ويظهر مكامن العيب في الآخرين .

موضوع رائع وسمح لنا ان نشارك فيه بقدر مانستطيع ولك التحية ياعمنا

ملحوظة : جميع التفاسير هذه تستند الى التفاسير العامية المتداولة بين العامة ( في عدن ) ونتمنى ان يبحث الباحثون ان وجدو لها بعض الدلائل في ترجمانات اللغة .

.
.

[الماسه*]

أستاذي الفاضل ابو عوض الشبامي حماك الله

المعذره للازعاج ولكن لدي سؤال اذا لم يكن لديك مانع..

لماذا احيانا يطلق كلمة ((حِبْس)) على الخاتم رغم انك قلت بان هناك فرق بين ِحبس وحَبس..وهل يعني ذلك ان سبب تسمية الحبس بكسر الحاء هو احتباس الاصبع فيه ؟؟رغم ان الحاء مكسوره ام ان معناها جاء من معنى المكان المخصص للشيء كالمشتل او الاصيص مثلا لانه مخصص للنبات فقط ؟؟!!..لست ادري لماذا اشعر بان هذا المعنى بعيد عن لفظة حبس او محبس لاعلاقة لها بالكلمة حبس بكسر الحاء رغم تطابق اللفظ !!..فما رأيك انت؟؟

تقبل شكري وتقديري.

[أبوعوض الشبامي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الماسه* [ مشاهدة المشاركة ]

أستاذي الفاضل ابو عوض الشبامي حماك الله المعذره للازعاج ولكن لدي سؤال اذا لم يكن لديك مانع.. لماذا احيانا يطلق كلمة ((حِبْس)) على الخاتم رغم انك قلت بان هناك فرق بين ِحبس وحَبس..وهل يعني ذلك ان سبب تسمية الحبس بكسر الحاء هو احتباس الاصبع فيه ؟؟رغم ان الحاء مكسوره ام ان معناها جاء من معنى المكان المخصص للشيء كالمشتل او الاصيص مثلا لانه مخصص للنبات فقط ؟؟!!..لست ادري لماذا اشعر بان هذا المعنى بعيد عن لفظة حبس او محبس لاعلاقة لها بالكلمة حبس بكسر الحاء رغم تطابق اللفظ !!..فما رأيك انت؟؟ تقبل شكري وتقديري.

من اسماء الخاتم (( حبس )) ... ؟؟؟

بلغني اليوم بعد الاستفسار من صديق بأنه في بعض مناطق حضرموت يطلق الحبس (( بكسر الحاء )) على إسوارة الفضة وتجمع على (( حبوس )) .. وعدت الى قاموس تاج العروس فوجدت أن معاني كلمة الحبس : سوار من فضة !!!




...