|
![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() الأربعاء 16 مارس 2016 05:30 مساءً صالح وآذار الأسود .. عيد ميلاد وكوابيس وذكريات مريرة ! عبدالولي جوبع صفحة الكاتب في صنعاء ... !!! وزارة الإفتصالات ! استرداد ثورة فبراير اليوم الأسود في الذاكرة اليمنية ! يشكل شهر مارس أحد أسوأ الشهور بالنسبة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ! على الرغم أن الزعيم كما يحلو لأنصاره تسميته يحتفل بعيد ميلاده في هذا الشهر وبالتحديد في الحادي والعشرين من مارس . ويعد مارس من عام ٢٠١١ هو الأقسى في حياة صالح فقد كان شهر الكوابيس والصدمات والصفعات التي لن ينساها صالح طيلة حياته ففي ذلك الشهر والذي يعد الثاني من عمر ثورة التغيير الشبابية وبعد أن بدأ أعداد الثوار في ازدياد وبدأت ساحة التغيير في التوسع عما كانت عليه قليلاً وكانت كل جمعة تشهد زخماً ثورياً منذ بدء الإعتصامات في فبراير ولعل توافد بعض الشخصيات السياسية والبرلمانية والدينية إلى ساحة التغيير كان بمثابة جرس إنذار لصالح والذي ارتكب مع نظامه حماقة كبيرة في الثامن عشر من مارس بإرتكاب مجزرة كبيرة بحق المتظاهرين السلميين عقب صلاة الجمعة وأسفرت عن سقوط مايقارب من أربعين شهيد ومئات الجرحى ولعل صالح كان يعتقد أن ذلك العمل سيجبر المتظاهرين إلى صدام مسلح مع من قاموا بتلك الجريمة حتى يسلب تلك الثورة سلميتها ويظهر للعالم زيف ادعاءات المعتصمين ولكن الرياح جرت بما لم تشتهي سفن صالح فلم يكن لأولئك الشباب سوى صدورهم العارية لمواجهة تلك المجزرة ولعل ظهور صالح بعد تلك الواقعة في مؤتمر صحفي بجوارب وبدون أحذية ومحاولة تبرير ماحدث على أنه صدام بين المعتصمين وبعض أهالي الأحياء المجاورة ومن ثم إعلانه الحداد على أولئك الشهداء لمدة ثلاثة أيام دليل تخبط صالح وارتباكه وماهي إلا ساعات حتى بدأ بعض من وزراء صالح وسفرائه وأعوان نظامه بالإستقالات مما دعا صالح إلى إقالة الحكومة في العشرين من مارس وكلفها بتسيير أعمالها !!! وفي الحادي والعشرين من مارس تلقى صالح الصفعة الأكبر في تاريخ رئاسته الذي امتد لأكثر من ثلاثة عقود وتمثلت تلك الصفعة بإعلان الجنرال العسكري علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع والرجل الثاني في نظام صالح إنشقاقه عن صالح وتأييده للثورة الشبابية وليعقب ذلك التأييد إنشقاقات كبيرة سواء في الجيش أو الحكومة وفي حزب صالح وكان ذلك اليوم هو اليوم الذي أدرك فيه الكثيرون أن صالح انتهى سياسياً ولم يعد يحكم سوى دار الرئاسة وميدان السبعين ! ورغم محاولة صالح مجابهة تلك الأحداث بحشود كبيرة كل جمعة في ميدان السبعين إلا أنه فشل حيث بدأت مفاوضات الأحزاب السياسية في البلد بما فيها حزب صالح وبرعاية دولية ترتب لخروج صالح من المشهد السياسي وهو ما تمثل في توقيع صالح على المبادرة الخليجية في نوفمبر ٢٠١١ والتي نصت على رحيله وتسليم نائبه الحكم حتى يتم انتخابه في فبراير ٢٠١٢ خلفاً لصالح ! صالح غادر دار الرئاسة ولم يغادر المشهد السياسي وتحالف مع الحوثيين ليدخلهم صنعاء في نزعة انتقامية من خصومه ومحاولة للعودة إلى الحكم عبر نجله أحمد ! تصدر الحوثيون المشهد السياسي وانقلبوا على الرئيس هادي وفي مارس من العام الفائت تجلت حقيقة تحالف صالح مع الحوثيين حينما توعد بطرد هادي في لقاء جمعه مع بعض أبناء تعز وبعد ذلك اللقاء توجهت قوات عسكرية إلى تعز تمهيداً لإجتياح الجنوب ومطاردة الرئيس الشرعي هادي . في ٢١ مارس من العام الفائت ظهر صالح وهو يحتفل بثورته عيد ميلاده وسط إستياء شعبي كبير لأن صالح لم يحترم مشاعر أبناء الوطن بعد أن شهد اليوم السابق لعيد ميلاده حدثاً مأساوياً في صنعاء تمثل في تفجيرين إنتحاريين بجامعي بدر والحشوش أوقعا عدد كبير من القتلى والجرحى وليسود الحزن كل أنحاء اليمن لكن صالح حرص على أن يحتفل بعيد ميلاده في اليوم التالي لتلك العمليتين الإرهابيتين في محاولة ترسيخ لأذهان الناس أن ذلك اليوم يمثل فرحة في حياته وبأنه غير مكترث لما حصل له في هذا التاريخ من عام ٢٠١١ في ذكرى مريرة وقاسية ولعل إصدار الرئيس هادي قراراً بإنشاء حديقة في مقر الفرقة الأولى مدرع بعد حلها وتسميتها حديقة ٢١ مارس قد زاد من غيظ صالح لما ستمثله ذكرى ذلك اليوم في أذهان اليمنيين ولهذا حاول صالح وإعلامه إبراز إحتفال صالح بعيد ميلاده بعد خروجه من الحكم متناسيين ذكراه السوداء عام ٢٠١١ ! وعقب احتفال صالح بعيد ميلاده في آذار من العام الفائت توجهت قواته وبمساندة حوثية لإجتياح الجنوب ومطاردة هادي واستطاعت الوصول إلى مقر هادي بقصر المعاشيق في الخامس والعشرين من ذلك الشهر وظن صالح أن حلمه وثأره قد تحققا وأنه سيفرض على العالم واقع يجب أن يعترف به وأن عودة نجله للحكم باتت مسألة وقت بعد مغادرة هادي للبلاد شارداً وطريدا ! لكن لعنة مارس عادت لمطاردته من جديد فقد تفاجأ بكابوس جديد وصفعة أشد إيلاماً من صفعة ٢١ مارس قبل أربع سنوات صفعة لم تخطر على باله إطلاقاً . حيث تفاجأ بقيام السعودية وقيادتها لتحالف دولي من عشر دول وقامت بهجوم جوي باغت صالح والحوثي في الساعات الأولى من ليلة السادس والعشرين من مارس استهدف مقراتهم ومعسكراتهم ورغم أن هناك أخبار تواترت أن صالح أُبلغ بذلك الهجوم قبل وقوعه مما جعله يغادر العاصمة وينفذ بجلده إلا أن الصدمة بدت على صالح حينما ظهر في خطاب تلفزيوني بعد إعلان السعودية وحلفائها عن بدء عمليات عاصفة الحزم بأيام ومناشداً إياها بوقف عملياتها متعهداً بأنه لن يعود إلى الحكم وكذلك أولاده وأقاربه ! وساهم التدخل السعودي في دحر قوات صالح والحوثي من كل أجزاء الجنوب وتحرير معظم المناطق في مأرب والجوف . مارس لم يترك صالح وشأنه وكوابيسه مازالت تقض مضجع صالح وأحلامه وأيامه السوداء تلاحق صالح ولعل مايحدث في تعز هذه الأيام خير دليل حيث بدأ تهاوي قواته في الحالمة واندحارها عن الجهة الغربية ورفع حصارها في الحادي عشر من مارس ومازالت إنتصارات المقاومة تتوالى ليبدو أن نصرها النهائي بات مسألة وقت فقط ! وليبقى مارس الشهر الأسوأ في حياة صالح والذي يحمل له ذكريات مريرة . قد يحتفل صالح بعيد ميلاده في هذا العام في محاولة لإظهار أنه لم ينكسر ولم ينهزم سيحتفل بعيد ميلاده في شهر يمثل له بالمقابل وفي تناقض عجيب ذكريات مريرة ربما لم تنتهي بعد !!!!! اقرأ المزيد من عدن الغد |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|