عندما ينتصر الشيطان

[سالم علي الجرو]

لنفترض أننا جميعا نسيناك يا فلسطين وهجرناك يا بغداد ، فهل سيرتاح الفؤاد؟ . لا لن يرتاح لأننا من مخلوقات الله التي تحب أوكارها. وحتى لا نموت كمدا فعلينا وعلى صغارنا ملازمة كتب التأريخ ذات الصّلة.
ها نحن يتمايل بعضا طربا ، ودماء البراعم تقطر ، ويقول البعض بآهات وأنّات:

إن كان لي وطنٌ .. فوجهك موطني = أو كان لي دارٌ .. فحُبُّكِ داري
مَن ذا يحاسبني عليك .. وأنت لي = هِبَةُ السماء .. ونعمةُ ألأقداري ؟؟
ما المانع من اللهو وحتى المجون ، فالله وحده سيحاسب ويعاقب ، غير أن المسألة تختلف عندما نرمي كتب التأريخ وراء ظهورنا ، فهناك غفلة وعصيان يحاسب عليها الإنسان ، وإن تاب فلا ضرر على سلامة النهج وهناك نسيان وإن تذكر المرء بعد حين فلا عودة إلى الأصل ، فذاك عصيان والمنهج ثابت سهل العودة إليه بعد التوبة وهذا مصير والمصير إمّا ويحافظ عليه وإلا يؤول إلى حال آخر غير قابل للعودة إلى الأصل.
مزاج متقلّب وكيف ضعيف ، أناني ، مهزوم.

عندما يسمع الأذان ـ عادة ـ نتوقف عن الكلام ، قائلين: ( حق أشهد أن لا إله إلا الله ) ، لكن بعض منّا لا يتوقّف بل يرفع وتيرة الصّوت منشدا:

بلغـوها إذا أتــيـتم حـمـاهـــا
.. .. أنني مت في الــغـرام فــداهــا
وأذكروني لهــا بــكل جـمـيــل
.. .. فعساها تـــبـــكي علي عساهـا
واصحبوهــا لتربـتي ، فعظـــامي
.. .. تشـتهي أن تدوســها قـدمــاهـا
وعند الفجر حيث السكون ووقت الدعاء المستجاب ، يطرب البعض فينشد:

أنا عنك ما حدثتهم لكنهم = لمحوك تغتسلين في أحداقي

فإذا صحوت فأنت أول خاطر
-- -- وإذا غفى جفني فأنت الآخر
أين نحن من جذور ولكلّ جذور ، حتّى الهنود الحمر لم ينسوا أصالتهم؟
حذار من التوقف عن قراء التاريخ:
• فلسطين في العهد العثماني.
• فلسطين في عهد الإنتداب.
• وعد بلفور.
• المذابح الإسرائيلية من عام 1948 إلى تاريخه.
• الموقف الأوروربي والأميريكي.
• الإحتلال الأمريكي للعراق.
• المذابح اليومية واغتيال العلماء في العراق العظيم.
فلنلهو ونطرب ونرقص إذا غلبنا الشيطان ، لكن لا نتوقّف عن قراءة التاريخ لأن الشيطان لم يتوعّد بأ ينسينا تاريخنا بل توعّد بأن يضلّنا لعنه الله.
هم يريدون أن يسقطوا فلسطين من التاريخ فلنبقها في ذاكرتنا ، فربما ولد فينا من جديد صلاح الدّين ولو بعد حين.