لا تزال الأجواء الأمنية في محافظة أبين غير مستقرة ومرشحة للانفجار خاصة في ظل الاختلال

[حد من الوادي]

نار حطاط تشتعل مجدداً..

التاريخ: الثلاثاء 02 سبتمبر 2008

الجماعات الجهادية في مواجهة الدولة

لا تزال الأجواء الأمنية في محافظة أبين غير مستقرة ومرشحة للانفجار خاصة في ظل الاختلالات الأمنية الحاصلة واستعادة الجماعات الجهادية المسلحة لنشاطها.

مطلع الأسبوع الحالي دارت اشتباكات عنيفة وسط مدينة جعار في أبين بين عناصر جهادية وقوات الأمن أعلن عقبها علن اعتقال زعيم مجاهدي ما كان يعرف بجيش عدن أبين الإسلامي خالد عبدالنبي والإفراج عنه بعد ساعات من اعتقاله.

وذكرت المعلومات أن الأجهزة الأمنية لم تكن تخطط لاعتقال خالد عبدالنبي الذي رفض تسليم أحد


الملاحقين أمنياً احتمى به محاولا إقناع أفراد الأمن بعدم ملاحقة المتشبه به والتفاهم حول موضوعه، إلا أنهم طلبوا منه التوجه معهم إلى مدير أمن خنفر لإقناعه بذلك وتم احتجازه فور وصوله.

وفي تلك الأثناء تحركت عدة أطقم عسكرية تساندها مصفحتان إلى منزل خالد عبدالنبي واشتبكت مع أفراد حمايته لأكثر من ساعتين أصيب خلالها عدد من أفراد الأمن المركزي ومواطن صادف وجوده أثناء الاشتباكات نقلوا على إثرها إلى مستشفى الرازي المركزي، وانسحبت قوات الأمن بعد تدمير أحد الأطقم العسكرية مما أعطى الفرصة للمسلحين من أتباع خالد عبد النبي للانسحاب والتمركز في جبال حطاط التي شهدت مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية والجماعات الجهادية عام 2003م.

وخرجت التعزيزات الأمنية بكثافة صباح الأحد المنصرم من معسكرات زنجبار باتجاه جعار واستحدثت العديد من نقاط التفتيش في مداخل مدينتي زنجبار وجعار.

وكانت المصادر الأمنية أعلنت في وقت سابق عن اعتقال (30) عنصرا مطلوباً وعن استمرار ملاحقات الأمن لعدد من المشتبه بهم في محافظة أبين كما تحدثت عن نجاحها في تفكيك خلايا الجماعات التخريبية واعتقلت أعضاءها الذين قالت إنهم يتبعون جماعة ذيلية للقاعدة في أبين وعناصرها من بقايا ما يسمى (جيش عدن أبين الإسلامي) وقالت صحيفة الجيش : "إن الأجهزة الأمنية قامت بملاحقة تلك العناصر الإرهابية وعندما أحست بقرب نهايتها قام مجموعة منهم بتسليم أنفسهم وهناك عناصر أخرى تؤكد المؤشرات أنها ستسلم نفسها قريباً"ً.

الحشود والتعزيزات العسكرية لا تزال مستمرة منذ مطلع الأسبوع المنصرم باتجاه منطقة حطاط شمال مدينة جعار بمحافظة أبين لمواجهة جماعات مسلحة بدأت هي الأخرى في التجمع في جبال حطاط مستحدثة مواقع ودفاعات فيها. وذكرت مصادر مطلعة أن القوات العسكرية هاجمت أواخر الأسبوع الماضي بعض الدفاعات والمواقع التي تتحصن فيها الجماعات الجهادية في وادي "تنهد" المتفرع من جبال حطاط. كما حلق الطيران العسكري على مدار الأربع أيام الماضية في سماء المنطقة واستحدثت النقاط العسكرية في مدن زنجبار وجعار والحصن. هذه التحركات الأمنية والاستحداثات للنقاط العسكرية في مداخل المدن والاشتباكات المستمرة، أثارت الخوف والقلق في أوساط المواطنين. وكانت السلطة تمكنت من اختراق الجماعات الجهادية في أبين ورتبت أوضاع الكثير من قاداتها أبرزهم خالد عبدالنبي ما أدى إلى حدوث انشقاقات وانقسامات عديدة داخل جيش عدن أبين الإسلامي وصلت حد الاشتباكات وتبادل الاتهامات بالخيانة والتواطؤ مع السلطة.

قبل ما يقارب الشهرين عقد أفراد خمس جماعات جهادية اجتماعاً طارئاً خرج باختيار محمد عقيل المكنى بـ(أبو المنذر) أميراً جديدأً لهذه الجماعات. ويبدو أن إعلان موقفه من السلطة هو سبب ما يحصل الآن من تصعيد التوتر حيث هاجم أبو المنذر النظام بشدة معلناً مقاومة الدولة. وقال إن إعلانه هذا يأتي ردة فعل ناجمة عن الظلم والانتهاك والاستبداد الممتد من يافع إلى المهرة "فكل منزل يعاني ويصرخ من جراء هذه الأوضاع والأحداث التي تتمثل في أعمال المداهمات وهدم المنازل دون دواع قهرية تدفع السلطة لمثلها كونها أعمالاً مشينة إضافة إلى نهبها ثروات الجنوب النفطية". ويؤكد أبو المنذر أنه بات يقود جماعات جهادية متماسكة تهدف إلى "تطهير أرضنا من نظام الطاغوت وعتاده وبطشه وظلمه حتى يسود العدل وتقام عدالة شرع الله على هذه الأرض دون تمييز بين فقير وغني أو قبيلة على مثيلتها لأن دين الإسلام يدعو إلى الرحمة والمساواة حتى الله تبارك وتعالى حرم على نفسه الظلم".

وفيما تعرف أبين بالمحافظة الأكثر تصديرا للمقاتلين إلى العراق باتت بعض الجماعات الجهادية فيها ترى بأن إعلان مقاومتها في اليمن مقدم على المقاومة خارجها، فأبوالمنذر لا يعترف بالدولة ويتعامل مع النظام على أنه محتل يجب مقاومته ويتهم القائمين عليه بالكفر "هؤلاء كفروا وعندي البينة والحجة الراسخة على ذلك، حيث تعمدوا قتل مواطنين أبرياء وعزل من السلاح في المظاهرات والاعتصامات السلمية التي جرت في عدن". وتهدد الجماعات الجهادية بإسقاط النظام في محافظة أبين "ستكون أبين بوابة خروجكم نهائيا وزوالكم إلى الأبد على يد رجال المقاومة المجاهدة الإسلامية". وحذر أبو المنذر الدولة من مضايقة أتباعه أو قصف منازلهم "إذا تم قصف منازلنا وتعرض الاطفال والنساء للقتل، سنعمل بهم قطع الرقاب حتى نفنيهم عن بكرة أبيهم".

في اتجاه آخر أكدت مصادر محلية أن وحدات من قوات الشرطة والأمن داهمت الجمعة الماضية مخزنا للسلاح كشفه مواطن عن طريق الصدفة في منطقة صحراوية بمديرية ثمود شمال شرق محافظة حضرموت المحاذية لصحراء الربع الخالي وعثرت الشرطة بداخله على كميات من الأسلحة والمتفجرات بعضها كان من الطراز الذي استخدمه تنظيم «القاعدة « في الهجوم الانتحاري الذي استهدف أواخر يوليو الفائت مبنى الأمن المركزي في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت .ونسب "نيوز يمن" إلى مصادر أمنية قولها إن المخزن الذي يبعد ثلاثين كليو مترا عن مركز مديرية ثمود وجد محتويا على ذخائر شملت 26 قذيفة مدفعية عيار 130 ويبلغ وزن الواحدة 45 كليو جراما وقطع من الأسلحة الخفيفة ومتفجرات .وقالت مصادر أمنية إن القذائف التي عثر عليها في المخزن كانت من نفس الطراز الذي استخدمه (تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ـ كتائب جند اليمن)

في الهجوم الذي استهدف بسيارة مفخخة مقر الأمن العام في حضرموت في الحادث الذي ادى إلى مقتل منفذ العملية وجندي و جرح 29 شخصا بينهم 12 مدنيا .ورجحت أن تكون القذائف تابعة لبعض جماعات كتائب التوحيد التابعة لتنظيم القاعدة « في اليمن وأنها كانت في طريقها إلى إحدى مديريات وادي حضرموت «وربما اضطر الإرهابيون إلى رميها في قلب الصحراء نتيجة لعدم تمكنهم من الدخول بها حتى لا ينكشف أمرهم «. ويأتي ذلك فيما تواصل أجهزة الأمن اليمنية ملاحقة العديد من عناصر القاعدة الذين تقول صنعاء انهم متورطون في هجمات إرهابية استهدفت مرافق حيوية وأجنبية . وكان صيادون يمنيون عثروا الاثنين قبل الماضي في منطقة روكب الواقعة على ساحل المكلا على قارب مجهول الهوية محمل بكمية من الأسلحة وقذائف الـ (آر، بي ،جي،) والمدفعية . و أن الصيادين سلموا المحتويات مع القارب إلى الأجهزة الأمنية ، التي مازالت تجري التحريات اللازمة لمعرفة مصدر السلاح ومن يمتلكه.

أتى هذا المقال من صحيفة الوسط اليمنية