|
![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() الحراك : غضبة شعبية أم حركة جهوية 7/8/2011 أحمد باحارثة أسمع كثيرين من بني جلدتنا يتحدثون عن اتجاهنا الحالي - نحن الحضارم - نحو ما يصلح شأننا وموقعنا في الوطن وكأنه افتئات على ما يسمى بالحراك الجنوبي وتسلق على ( نضالاته حتى رأينا بعضهم يصفنا بالانتهازيين وبالسباحة في المياه الراكدة ، ويتحدث آخرون بنوع من التهويل عن ثمن باهظ ينبغي للحضارم وضعه في حساباتهم عند تفكيرهم في أي خطوة انفرادية نحو تطلعاتهم التي تخص منطقتهم أو إقليمهم . وفي كلا القولين ذهول عظيم عن حقيقة مهمة يغيبها الشعور بالاستكانة والتبعية الذي أشربناه بتأثير سنوات طويلة من الطواف حول العجل الجنوبي ، فلا نعرف لأنفسنا أو لقومنا فضلاً إلا مستمدًا من غيرنا وليس نابعًا من ذاتنا ، تلك الحقيقة المهمة الغائبة أو المغيبة هي أن الحضارمة شريك أصيل في الغضبة الشعبية التي اجتاحت المحافظات الجنوبية والشرقية على السواء إذا لم نقل أن أبناء حضرموت هم السابقون بها ومن أرضهم انطلقت إرهاصاتها منذ فترة مبكرة بعد الحرب المشئومة ، ودفعوا ثمن ذلك من دماء شبابها ومن أمنها واستقرارها ، وعندما حملت تلك الغضبة صفة الجنوب شكل ذلك تضليلاً لهويتها ولملمحها الشعبي ولمطلبها الشرعي الحقوقي وأضفى عليها صبغة جهوية حتى ظن دعاة التبعية منا أننا مجرد ظل لذلك الحراك الذي تشرق شمسه من جبال ردفان وما حولها . والحقيقة أن حضرموت قد أدارت ظهرها لذلك الحراك بعد أن ركبت أمواجه جماعات ليست هي المبادرة لتحريكه ، لا لتقوده لوجهته الطبيعية وإنما لتجيره لمصالحها وأحلامها ، ففقد أصالته وعفويته وصار حراكًا لمجموعات متصارعة بل لأشخاص متنافسين ، وتحولت أخبار الحراك إلى تشكيل مجلس وانقسامه وسجن فلان ومرضه وخروجه ونزوله ، وتجمعات تقام من حين لآخر لتنتهي بممارسة رياضة الجري عبر الأزقة ، وهكذا إلى ما لا نهاية ولا أفق معروف أو محدود ، حتى انتهى بهم الجهد إلى الارتماء في شباك مرمى خليجي 20 بعاصمتهم العدنية . لكن حضرموت ظلت تترقب الأفق وتتربص الفرص الحقيقية ، حتى أطل ربيع ثورات الشعوب العربية فما كان لها إلا أن تأخذ موقعها من ذلك البستان اليانع المفعم بزهرات الحرية والكرامة ، والشعب الحضرمي معروف عنه متابعته الجيدة لما يدور حوله وبتفاعله الإيجابي مع ما يعتمل في محيطه العربي ، ومن ثم تبدلت خياراته بتبدل المعطيات ، لينفض عنه ثوب التبعية والاستكانة على يد من يعون قضيته من أبنائه الذين نقوا أثوابهم من درن الانتماءات الكاذبة . هكذا ينبغي أن نفهم ما يدور في كياننا الحضرمي في صورة نبيلة وبعقلية مشرقة وروح طموحة ، ونتمنى في الوقت نفسه الخير كل الخير لمواطنينا في سائر الجهات بما يحقق لنا وطنًا متصالحًا مع نفسه ، بعيدًا عن النوايا الواجفة والأماني الزائفة . دعاء : اللهم اهد بعض قومنا فإنهم لا يعلمون ، ووفقهم إلى الوجهة التي ينبغي إليها ينتمون ، قبل أن يأتي يوم فيه سيندمون . |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|