|
![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() جنوبيون مهما اختلفت رؤانا نحن من يصنع واقعنا سواءً بوعي أو بدون وعي، فلماذا لا نصنعه بوعي منا السبت , 30 يوليو, 2011, 01:10 نائف محمد حيدرة توطئة لقد أصبح الجنوبيين أصحاب قضية بعد أن أُفشل حلمهم في تحقيق الوحدة وبناء دولة يمنية حديثة، تكون المواطنة أبرز عناوينها. لقد أصبحوا أصحاب قضية بعد أن أُقتصبت أرضهم بقوة السلاح في صيف 1994م، ومارس المحتل أسوأ مظاهر الاحتلال للأرض والإنسان الجنوبيين. بعد استفاقة أهل الجنوب من هول صدمة الاحتلال، أملوا في استعادة جوهر الوحدة، فتعالت الأصوات الجنوبية هنا وهناك لإزالة أثار تلك الحرب وذلك الاحتلال ... لتصحيح مسار الوحدة الذي انحرف ... لإعادة صياغة دولة الوحدة بقالب آخر، إلا أن تلك الأصوات لم تجد لها أذن واعية تلتقطها في حينها. فاستمر طغاة الاحتلال في طغيانهم يعمهون، واستمرت معاناة الجنوبيين من مرارة وذل الاحتلال، على الرغم من رفض غالبية الجنوبيين للوضع الذي وجدوا أنفسهم فيه. بعد مرور أثنى عشر عاما من عمر الاحتلال، شهد التاريخ الجنوبي أهم انعطافتين: كانت الأولى في 2006م، والمتمثلة بتبلور العقد الاجتماعي الجديد للجنوبيين، الذي عرف بعقد التصالح والتسامح وما يمثله من قيمة عظمى أوجدت أرض مشتركة يقف عليها جميع الجنوبيون، وساهم في إعادة تشكيل نسيجهم الاجتماعي. أما الانعطافة الثانية فكانت في 2007م، وهي انطلاقة الحراك الجنوبي السلمي من ساحة العروض بخور مكسر عدن، ذلك الحراك الذي أسس لحامل سياسي لقضية الجنوب. لقد كان التصالح والتسامح والحراك الجنوبي هما ضربة المعلم الجنوبي الذي أوجع بها ظهر نظام الاحتلال في صنعاء، وألزمه الارتباك والتخبط، فكان تارة ينكر ما يشهده الجنوب من حراك، وتارة أخرى يحارب ذلك الحراك الجنوبي بكل ما خطر له من وسائل وسبل. فكان الجنوبيون بتصالحهم وتسامحهم وحراكهم أول من أسقط القناع من على وجه نظام الاحتلال، وكشف عورته. لم يستطع النظام أن يقف مكتوف الأيدي أمام كل ما يجر في أرض الجنوب، فقد كان حينا يجمِل شكله عن طريق منح وظائف عليا صورية في الدولة لبعض أعوانه من الجنوب، وحينا آخر يحاول استدعاء تاريخ الصراع الجنوبي – الجنوبي، وحينا ثالثا يغدق بالأموال الطائلة لاستمالة بعض الجنوبيين، وحينا رابعا يثير الفتن والخلافات بين الجنوبيين عن طريق سياسة فرق تسد، وحينا خامسا يحاول اختراق صفوف قيادات الحراك، وحينا يحاول جاهدا ربط الحراك بالقاعدة، وبالطبع كان يرافق كل ذلك آلة إعلامية لم تنتج إلا التشويه للحراك الجنوبي والتضليل على الداخل الخارج. لا ينكر أحد بأن ممارسات نظام صنعاء اتجاه الحراك، وكذلك الصراعات السياسية بين الشماليين في صنعاء قد تركت أثرا سلبيا على مسيرة الحراك الجنوبي، إلا أنها لم تفت من عضده. ودخلت ثورة الشباب لتغيير النظام في الشمال كعامل آخر ضمن العوامل المؤثرة على مسيرة الحراك الجنوبي، إلا أن تأثير تلك الثورة الشبابية على الحراك الجنوبي قد اختلف في بداياتها عنه في نهاياتها، حيث اضطرت بعض مكونات الحراك الجنوبي في بداية الثورة الشبابية إلى التعاطي الإيجابي مع خطاب تلك الثورة لما رأوه فيها من فرصة مساعدة للاعتراف بالقضية الجنوبية وتحقيق أهداف الحراك. لكن طول أمد تلك الثورة الشبابية، وتفسخ روحها الثورية، وانحرافها عن مسارها بعد سيطرة الأحزاب الشمالية التقليدية عليها، لزم على تلك المكونات مراجعة مواقفها وخطابها. الدور الجنوبي بين مؤتمري القاهرة وبركسل تطور مجرى الأحداث على الساحتين اليمنيتين الجنوبية والشمالية، وتشابكت معها الظروف الموضوعية والذاتية المحيطة بالحراك الجنوبي، فكان من الطبيعي بمكان أن تختلف رؤى الجنوبيين اتجاه قضيتهم – ولا ينبغي أن ينظر إلى ذلك بأنه عيب يرافق مسيرة الحراك الجنوبي، بقدر ما ينبغي أن ينظر إليه بمنظار الإثراء والتنوع لمجمل الوعي الجنوبي. إلا أن هذا لا يعفي أي من القيادات التاريخية الجنوبية من تحمل مسئوليتها كاملة، وبكل جرأة، اتجاه ما آل إليه وضع الجنوب اليوم، وهذا ليس عيبا بقدر ما هو اعترافا بما اقترفوه جميعا بحق الجنوب والجنوبيين، والتزاما أخلاقيا يفرض عليها العمل معا لإخراج الجنوب والجنوبيين من المأزق المهلك الذي أسهم كل واحد منهم بشكل أو بآخر في وضع الشعب الجنوبي فيه. ليس على الرئيسين علي ناصر محمد وحيدر أبوبكر العطاس ومن يؤيد توجهاتهما التمترس خلف رؤيتهم لحل القضية الجنوبية المتمثلة بالاتحاد الفيدرالي بين إقليمين شمالي وآخر جنوبي، وليس على الرئيس علي سالم البيض ومؤيديه أن يتمترسوا هم أيضا خلف رؤيتهم لحل القضية الجنوبية من خلال إعلان فك الارتباط، لأن الحل يجب أن يختاره الشعب الجنوبي، حتى يتحمل هو نفسه مسئولية تقرير مصيره، ولأن فكرة التمترس حول رأي واحد هو "التطرف" السياسي بعينه، وهو الشمولية المقيتة التي أدت بنا في السابق إلى الوقوع في هذا المأزق العصيب، ولأن ما هو "صحيح" اليوم ليس بالضرورة أن يكون كذلك غدا. في هذا السياق، على كل طرف منهما أن يتوجه إلى الشعب الجنوبي مبينا بصورة موضوعية إيجابيات وسلبيات جميع الحلول المطروحة، تكتيكية كانت، أم إستراتيجية، وبكل صدق وأمانة، وبعيدا عن التعمية والتضليل. كما عليهم أن يؤسسوا إجرائيا ممكنات تنفيذ هذا الحل أو ذاك في ظل التهديدات التي يمكن أن تعرقله وتسلبه فرصه المتاحة، وتطيل عليه زمن تحقيقه. إن "قبول الآخر" الجنوبي مهما اختلفت آراءه ورؤاه، وعدم إقصاءه حتى وأن كان يمثل أقلية، هو ما يجب على جميع القيادات الجنوبية التاريخية والمعاصرة الالتزام به كمبدأ قيمي. كما يجب على جميع أطراف العمل السياسي والاجتماعي الجنوبي البحث الدائم والمستمر على أرضية مشتركة يقف عليها الجميع ضمن إطار من التنوع والتعدد والتناغم والتكامل، بما يكفل تمتين النسيج الاجتماعي الجنوبي الذي يعد مصدرا لقوتنا الدافعة نحو الإنجاز وتجسيدا لأعظم مبدأ اخترعه الجنوبيون، ألا وهو مبدأ التصالح والتسامح. إن الأرضية المشتركة التي تقع مهمة إيجادها وتوسيعها على عاتق جميع القوى السياسية الجنوبية، ينبغي أن تُحصن من جهاتها الأربع بالمبادئ التي يتفق عليها ويقرها الجميع ويلتزم بها. وهي المبادئ التي يرتكز عليها الخطاب السياسي الجنوبي المتعدد، وتتطرق إليها أدبياته، والتي لخصها أستاذنا محمد حيدرة مسدوس في التالي: 1. إن الوضع السياسي القائم في أرض الجنوب منذ 1994م وحتى اللحظة هو ليس وحدة، بل احتلال. 2. إنه من حق الشعب الجنوبي رفض هذا الوضع، كما من حقه تقرير مصيره بنفسه. 3. النضال السلمي بكافة أشكاله لتحقيق تقرير مصير الجنوب. 4. جميع القوى السياسية والاجتماعية الجنوبية ملتزمة التزاما تاما بتحقيق تقرير المصير في إطار جبهة وطنية عريضة، هي جبهة الحراك الوطني الجنوبي. على الجميع دون استثناء العمل الجاد والمستمر لإنجاز ما تقدم في أقصر فترة ممكنة، لأن الفرص تأتي كلمح البرق، ما لم ندركها ونستفد منها، لأضعناها واستمرينا في ضياعنا واستمرأناه لفترات طويلة قادمة. تحديات راهنة كجنوبيين تواجهنا في اللحظة الراهنة مجموعة تحديات ينبغي إدراكها وتوضيحها أولا، ثم إعداد استراتيجياتنا الخاصة لمواجهتها. إن من أبرز تلك التحديات ما يلي: 1. تسليم بعض أجزاء من محافظة أبين لمجاميع مسلحة يتهم كل طرف من طرفي النزاع، في صنعاء، الآخر بتمويلها ودعمها واستخدامها لأغراضه. 2. جر أرض الجنوب، وخصوصا عاصمتها عدن، إلى الفوضى والانفلات الأمني. 3. إذكاء الصراع الجنوبي – الجنوبي، سواء بين الأطراف المكونة للحراك الجنوبي، أو بين جنوبيي الحراك والمشترك. 4. ثورة شباب في الشمال لما تنجز، ومحاولات مستميتة لإيجاد تسويات شمالية – شمالية على حساب الثورة. 5. موقف الشعب في الشمال اتجاه تقرير مصير الجنوب، ونظرتهم للجنوب كأرض وثروة يمكن أن يفقدوها حال قرر الجنوبيون استعادة دولتهم وهويتهم. 6. استماتة طرفي النزاع في صنعاء للاحتفاظ بالجنوب، ما لم لجوؤهم عند يأسهم من ذلك إلى محاولة تقسيم أرض الجنوب، ودفعهم نحو خروج حضرموت من المعادلة الجنوبية. إن تلك التحديات ينبغي أن تكون على رأس أجندة عمل القيادات في الحراك الجنوبي، لمناقشتها ودراستها، وبحث ما إذا كانت تلك التحديات حقيقية يمكن أن تؤثر في مسار تحقيق هدف القضية الجنوبية المتمثل بتقرير مصير الجنوب، وبالتالي وضعها في أولويات عملنا السياسي والاجتماعي. الخطاب السياسي الذي نريد إن الخطاب السياسي والإعلامي الذي يجب أن يتوجه به الجنوبيون إلى بعضهم بعض أولا، وإلى غيرهم ثانيا، ينبغي أن يكون خطابا يعكس هوية الجنوب وأخلاق شعبه النبيل، ينبغي أن يكون خطابا ساميا بسمو قضية الجنوب، خطابا منافيا للإقصاء والسخرية، خطابا جامعا لا مفرقا، خطابا يحتوي الآخر ولا ينبذه، خطابا يسمو بنا فوق الصغائر، وينئ بنا عن لغة التشكيك والشتائم ولغة التخوين للآخر الجنوبي، خطابا يقوي النسيج الاجتماعي الجنوبي، لا يوهنه ويفتته، خطابا يجسد روح تصالحنا وتسامحنا حاضرا وأبدا. في الأخير أحب أن أذكر المؤمنين الجنوبيين بأننا أصحاب قضية، وأصحاب أعظم منجزين (التصالح والتسامح، والحراك السلمي الجنوبي)، ينبغي أن لا نغفل عنهما لحظة، وأن نتمثل قيم التصالح والتسامح الجنوبي ونحن ماضون دائما في درب كفاحنا، وأننا أصحاب دور ينبغي أن نضطلع به بكل مسئولية واقتدار وفخر، وأن تكون عيوننا وقلوبنا وعقولنا دائما على أهدافنا السامية المتمثلة بتقرير المصير وبناء الدولة المدنية الحديثة التي تتحقق فيها مواطنتنا كجنوبيين، وأن علينا الكثير والكثير لإنجازه من أجل جنوبنا الحبيب. |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|