06-29-2010, 01:15 AM | #1 | ||||||
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
مفارقات الـ( مع ) بين حضرموت وصنعاء ... صالح بن مهنا
مفارقات الـ( مع ) بين حضرموت وصنعاء ... صالح بن مهنا الثلاثاء , 29 يونيو 2010 م اليمن بكل ما تعنيه من معنى جمعت بين الأضداد وفرقاء السياسة، ومفردة "مع" فرقتهم وتسببت في إشعال الفتن وأججت الصراعات والاختلافات وأشعلت الحروب ، فالهوية هي اللغة ولكن لهجاتنا في اليمن متعددة ومتنوعة وعدم إلمامنا بها وبلكنات الألسن اليمنية جريمة لا تغتفر فهي ثروة لا تقدر بثمن ، لدينا مخزون هائل من المفردات قد تختلف في معانيها نوعا ما، ولربما البعض منها يعود الى اللغة الحميرية القديمة وقد لاتوجد بعض المفردات في معاجم اللغة العربية ، فصانعو حضاراتنا تركوا لنا إرثا من النقوش والخطوط لا يفك رموزها إلا المختصون بها 0 فبعد تحقيق الوحدة برزت ثمة فوارق ثقافية وجهل بالموروث من قبل "الساسة" لم يستطيعوا تجاوزه فمفردة "مع" الصنعانية تختلف تماما مع مفردة "مع" الحضرمية ، فحين يقول لك الصنعاني "مع" فيعني ذلك أنه يقول لا ، أما "مع" في اللهجة الحضرمية فتستخدم لزجر الأبقار ، وكثيرا ما يرددها " البٌقار " في حضرموت عندما تتعارك الثيران وعند خروجها عن المسار وهي تجر المحراث أثناء حرث الأرض ، فنحن الحضارم نتحسس من الصنعانيين حين يخاطبونا بتلك المفردة وكأنهم يشبهوننا بالأبقار ، وقد يغضب البعض من هذه المفردة وهو ما حصل مع النائب السابق لرئيس الجمهورية علي سالم البيض بعدد تحقيق الوحدة وتردد على لسانه كثيرا إن الخبرة مكنونا "مع" قالها في عدد من خطاباته وتصريحاته بعد احتدام الصراع الذي أدى الى الحرب وإعلانه للانفصال 0 فالنار من مستصغر الشرر كما يقولون وعدم الإلمام بالموروث الشعبي وعدم احترام مشاعر الآخر كلها سيان ، فماذا لو ذهب البيض الى تهامة وقالوا له نحن " نتألم منك " أي نتعلم منك أو استخدموا جملة "الوحدة إبادة " أي الوحدة عبادة ماذا سيحصل؟! ، وماذا سيحصل أيضا مع الرئيس علي عبدالله صالح إذا لم يكن ملما باللهجة التهامية ! وماذا سيحصل أيضا مع التهامي نفسه إذا ألقى تحية السلام على مجموعة أشخاص من البادية وقال لهم " السلام عليكن" قد يصل الأمر إلى طلب الحق ورد الاعتبار واللجؤ إلى أحد المشائخ للتحكيم ، والأمر في حد ذاته تنوع ثقافي في غاية الأهمية والروعة والجمال والأصالة ، وهو ما يتوجب على إخواننا المختصين والأكاديميين في جامعاتنا الاهتمام به في البحث والتنقيب عن مفردات اللهجات اليمنية وجمعها في معجم خاص حتى يلم الجيل الجديد بها وبالتالي تزول الفوارق البسيطة وتنعكس حبا وجمالا في عقلياتهم ، فالاهتمام باللهجات اليمنية يدأب عليه عدد من المستشرقين والباحثين الأجانب ، فعار علينا أن نستورد من الخارج لهجاتنا ونتعرف عليها 0 أنه التاريخ الذي نجهله والأصالة التي لا نقيم لها وزنا 00 |
||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|