![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() اليمن : مبادرة خليجية تترنح 2011/05/03 الساعة 19:46:10 القدس العربي عندما تقدمت دول الخليج العربي بمبادرتها لحل الازمة المتفاقمة في اليمن، اعتقدت بان الاوضاع نضجت، وان الطرفين وصلا الى طريق مسدود ويحتاجان الى وساطة لاخراجهما الى بر الامان، من حيث توفير ممر آمن للرئيس علي عبدالله صالح للخروج بشكل كريم من البلاد الى المنفى الفخم في المملكة العربية السعودية بالقرب من الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، ولكن الحسابات الخليجية هذه ثبت عدم دقتها، وعادت الاوضاع الى المربع الاول مجدداً. الرئيس علي عبدالله صالح لا يرفض اي وساطة من اي طرف من خلال الايحاء بانه زاهد في الحكم، ويريد التقاعد بعد 32 عاماً من رئاسة البلاد، ولكنه في واقع الامر يريد الاستمرار لاطول فترة ممكنة، او على الاقل حتى انتهاء فترة ولايته عام 2013، وهو الاسلوب نفسه الذي اتبعه كل من الرئيسين التونسي بن علي والمصري حسني مبارك دون ان ينجحا في ذلك، وما زال من غير المعروف ما اذا كان الرئيس اليمني سينتهي النهاية التي انتهيا إليها اي الرحيل مبكراً، ام سيستمر في الحكم لمدة عامين آخرين حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة. بالامس خرج علينا السيد عبدالله احمد غانم رئيس الدائرة السياسية في حزب المؤتمر الحاكم في تصريح صحافي الى وسائل الاعلام قال فيه ان الرئيس لن يستقيل من منصبه الا اذا نفذت احزاب المعارضة (اللقاء المشترك) التزاماتها التي وردت في المبادرة الخليجية التي تتعلق بانهاء الاعتصامات والتمردين العسكري والحوثي. طلب السيد غانم الذي يعتبر من صقور الحزب الحاكم يبدو تعجيزياً في جوهره ومظهره، لان انهاء الاعتصامات والتمردين العسكري والحوثي يعني عودة الاوضاع الى ما كانت عليه قبل الثورة الشعبية اليمنية، وتعزيز مكانة الرئيس، وحرمان احزاب اللقاء المشترك من اي ورقة ضغط حقيقية لتغيير الحكم باتجاه الاصلاحات الديمقراطية، واقامة دولة المؤسسات والحكم الرشيد التي يتطلع اليها الغالبية الساحقة من ابناء اليمن. فاذا كان الرئيس علي عبدالله صالح الذي يملك الجيوش والطائرات والاسلحة الحديثة والمال وفوق كل هذا وذاك الدعم العسكري والسياسي السعودي قد عجز في القضاء على تمرد الحوثيين في منطقة صعدة، فهل يعقل ان تنجح احزاب المعارضة فيما فشل فيه الرئيس؟ الشيء نفسه يقال ايضاً عن التمرد العسكري الذي قاده اللواء علي محسن، اذ كيف يمكن انهاء هذا التمرد، وعودة المتمردين الى جيش انشقوا عنه ودون توفر اي ضمانات باستقالة الرئيس من منصبه والذهاب واسرته الى المنفى السعودي؟ وزراء خارجية دول الخليج الذين اجتمعوا في الرياض يوم الاحد الماضي رفضوا الاعتراف بفشل مبادرتهم، وهي عادة عربية على اي حال، وقرروا ايفاد السيد عبداللطيف الزياني امين عام مجلس التعاون الخليجي مرة اخرى الى صنعاء في محاولة لايجاد مخرج ما ينقذ ماء وجه المبادرة واصحابها، ولكن من غير المتوقع ان يحقق اي اختراق قريب بالنظر الى استمرار التشدد في موقف الرئيس اليمني وحزبه الحاكم. ما نخشاه ان ينفد صبر المحتجين في ميدان التغيير، ويسقطوا بالتالي في مصيدة الرئيس اي اللجوء الى السلاح، وبما يؤدي الى تحول ثورتهم السلمية الى تمرد عسكري تماماً على غرار ما حدث في ليبيا. فاليمن غابة سلاح، وهناك توجهات داخل بعض الجماعات المتشددة في المعارضة تدفع في اتجاه الحرب، والمأمول ان يتم كبحها، لان انتصار الثورة اليمنية الشعبية يكمن في سلميتها وطول نفس وحكمة قيادتها، لانه ليس هناك اسهل من الاحتكام الى السلاح، وليس هناك اصعب من الخروج من الحرب الاهلية في حال اشتعال فتيلها. رأي "القدس" العربي |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|