![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() لماذا فشلت الوحدة اليمنية ؟ بقلم : ابوخلدون العبيدي الأربعاء , 8 يونيو 2011 م لايختلف اثنان على إن الوحدة اليمنية التي قامت في 22 مايو عام 1990 قد فشلت عمليا منذ قيامها ! إلا إن البعض يعتقد إن فشلها الحقيقي كان بعد حرب 1994 م, والحقيقة إن فشل الوحدة قد بدأ قبل التوقيع عليها ! أي إنها ماتت قبل أن تولد ! أو بتعبير آخر ولدت ميتة ولم يبق إلا الإعلان الرسمي للوفاة الذي تأخر للاستفادة من استغلال التركة والارتزاق بأسمها , أما كيف فشلت ؟ ومن أفشلها ؟ وسبب ذلك ؟ فيمكن تلخيصه في بضعة إجابات منها ما يلي : ننطلق أولا من حكمة ازليه مفادها إن الذي يقوم على باطل فهو باطل ! ونسال أنفسنا هل قامت الوحدة اليمنية عام 1990 على حق ؟ .. فهي من النواحي التاريخية والسياسية والقانونية تعتبر باطلا مكررا ! فالذين تبنوا أقامتها لم يراعوا هذه الجوانب وربما أنهم لايعرفوها أصلا , ويسبق هذا الجهل نوايا طرفي الصفقة و( الأعمال بالنوايا ... كما نعرف ) حيث كان واضحا إن على سالم البيض كان هاربا من طوفان المتغيرات الدولية القادم من دول شرق أوربا ويريد التخلص من العقوبة القادمة وفي نفس الوقت كان واهما بان الرفاق في تعز والحجرية وغيرها ( اشتراكيو المذهب ) سيصوتون إلى جانبه وبالتالي سيحكم كل اليمن ! وبصرف النظر عن نواياه فهو قد بني صفقته الخاسرة على أوهام وليس على أرقام , ثم انه لم يشاور بقية القوى الوطنية آنذاك , وفي المقابل كانت نوايا مشائخ الشمال تتجه نحو الفيد والغنيمة من خلال ضم الفرع إلى الأصل كما اتضح لاحقا ! . هذا ما جاء من أمر النوايا , أما الحسابات السياسية فقد كان أولى بالطرف الجنوبي أن يعمل حساب الفارق في تعداد السكان والفارق في المساحة والاقتصاد والطبائع البشرية وهذه جوانب مهمة لقيام أي عمل ناجح مبنيا على أسس متينة , وكان المفروض أن يجري دراسة عن الوحدات الاندماجية التي سبقت ( هيك وحده ) , ولعل انجح وحده عائشة حتى الآن هي وحدة جمهورية تنزانيا الاتحادية فقد كانت تنزانيا دولتين - تانقا نيقا - وزنجبار - فمع إن مساحة وسكان الأولى يساوى أكثر من عشرة إضعاف الثانية فقد اشترط سكان زنجبار بان يكون لهم نصف البرلمان ولهم فترة رئاسية مماثلة للطرف الثاني وشرط آخر أكثر حرصا وطرافة هو أن يسمح للزنجباريين بالدخول إلى أراضي الجانب الآخر بدون جواز سفر بينما لايسمح لسكان - تانقا نيقا - بالدخول إلى زنجبار إلا بجواز سفر . هذين العاملين أو الشرطين تعد من أسباب نجاح واستمرار الوحدة بين الدولتين ذلك إلى جانب مجموعة قوانين تضمن لكل ذي حق حقه . أما بالنسبة للوحدة اليمنية فقد سخرت الأقلام الكاذبة لإقناع الداخل والخارج بان الأرض واحدة والإنسان واحد والتاريخ واحد وهذا كله تضليل وتزوير للحقائق لا نصدقه إلا إذا اعتبرنا السودان جزءا من مصر ولبنان جزءا من سوريا والأردن عبارة عن جزء من بادية الشام والإمارات جزء من عمان وكلها أجزاء كانت متلاصقة إلى وقت قريب !. ونعود لبقية أسباب الفشل حيث توجد مجموعة أسباب أدت إلى فشل الصفقة منها إن الطرف الجنوبي كان هزيل البنيان والتكوين فمنذ الاستقلال عام 1967 م وهو ينزف طاقاته البشرية وكوادره الفكرية والسياسية والاداريه ومقوماته الاقتصادية والروحية وكوّن لنفسه عداوات متنوعة رجحت كفة الطرف الشمالي في أكثر من مجال , ثم إن الظروف الإقليمية والدولية قد لعبت دورا أساسيا في ولادة الوحدة اليمنية بصورة مشوهه خلقيا مما أدى لوفاتها , وكان الترحيب والتأييد من قبل الجيران بالوحدة غير صادق و فسرالامر وقتها بان ولادتها تستهدفهم وتعنيهم وزاد هذا الظن عندما وقفت دولة الوحدة الموحدة إلى جانب العراق في غزوته العدوانية لدولة الكويت ! ثم استغلت كل هذه الأسباب لتجعل من ارض الوحدة هدفا للنهب والقضم والتقليص وعملوا جميعا على تحول المواطن فيها إلى نكره وغير مرغوب فيه ينعت بالفاسد المفسّد , الراشي المرتشي , الهارب المهرّب وكأن ذلك هدفا من أهداف قيام الوحدة اليمنية ! والمراقب لسيرة الوحدة ة منذ ولادتها يلاحظ إن هناك قوى نافدة عملت على انتشار الفساد بين صفوف المتوحدين وبثت سمومها في أوساط الشعب بداية بكبار المسئولين وجعلت من الرشوة والفوضى والتهريب والتسيب الوظيفي أدوات ووسائل لتخريب الإنسان وانهيار معنوياته ! والطريف إن شعارا رفع مع بداية الوحدة يوجب الأخذ بأفضل ما لدى كل من الطرفين وترك أسوا ما لديهما والذي حصل انه تم الأخذ باسوا ما يوجد لدى كل منهما وترك أفضل ما يوجد لديهما وللموضوع بقية. ماذكر بأعلاه يعتبر جزء بسيطا من محتويات ملف الوحدة الفاشلة والمعلوم عظيما ولكن الخافي أعظم . |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|