رسالة الى الرئيس علي عبدالله صالح

[ابوعمار اليمني]

الى الأخ الرئيس علي عبد الله صالح حفظه الله ورعاه
أتمنى أن تكون في أتم الصحة والعافي وإليك هذه الرسالة من أحد أبناء هذا الوطن الذي يسأل من الله أن يبدل حال اليمن إلى الأفضل والأحسن بإذنه سبحانه وتعالى وأحببت أن أكتب هذه الكلمات لعلها أن تصل إليك فتصل إلى قلبك فتعلم أن أبناء اليمن بحاجة إلى من يخرجهم من الوضع المأساوي الذي يعيشونه ويعيشه الشعب اليمني بأكمله فلك مني كل الحب والتقدير.
يقول عثمان رضي الله عنه وأرضاه إن الله لينزع بالسلطان ما لا ينزع بالقران
( أي إن الله يردع بالسلطان ما لا يردع بالقرآن )
أتظن أيها الأخ الرئيس أن الناس يرتدعون بالآيات البينات كلهم ؟
إن المجرم لو قرأت عليه القرآن كاملا لم يرتدع ولكن إن وجد حاكماً صادقاً وسيفاً وحديداً ارتدع فالسلطان ظل الله في الأرض ، ومن أهانه أهانه الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن من إجلال الله إكرام حامل القرآن غير الجافي فيه ولا الغالي وذي الشيبة المسلم والسلطان المقسط) يكرمهم الله لأنهم حملو مواصفات حسنه أتقو الله فيها فواجبنا أن نطيعك ما أطعت الله فينا وما لم تكن أوامرك في معصية الخالق عز وجل .
واعلم أيها الرئيس أن للمسؤول أربعة آداب لا بد له أن يتمسك بها ولا تفارقه أبدا
أولها:
الرفق بمن ولاك الله عليهم من المسلمين لأنهم عباد لله وأنت تتعامل معهم وقد جاء في بعض الآثار ((الناس عيال الله فأقربهم إلى الله أنفعهم إلى عياله ))
وثانيها:
حسن الخلق وعدم التكبر على من هم تحتك من المسلمين والبشاشة في وجوه المسلمين فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (تبسمك في وجه أخيك صدقه)
من سلم رد عليه وقم للشيخ الكبير وأنزل العلماء منازلهم ورحب بهم وكن حسن الخلق صادقاً في تعاملك لتثني عليك الألسنة وتدعو لك القلوب وتحبك الأرواح
ويجعلك الله ولياً من أوليائه ..
يقول الشاعر :
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان
وفي الحديث( إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ، ولكن ليسعهم منكم حسن الخلق)


وثالثها قضاء حوائج الناس والحرص على متطلبات الناس فإن صاحب الحاجة مجنون بها حتى تقضى .
أما تدري أن صاحب الحاجة يرى أن الدنيا كلها في حاجته ينام ويستيقظ وهي في ذهنه فإذا قضيتها سهل الله لك حوائجك وقضاها لك ويسر لك أمورك وأما التسويف والمماطلة للمسلمين أو تعطيل أمورهم فليس بوادر عند من يخاف الله ويريد الدار الآخرة .
وقد جاء رجل إلى علي كرم الله وجهه ورضي عنه وطلبه حاجة، قال الحمد لله الذي جعلك صاحب الحاجة ولم يجعلني صاحب الحاجة ، لأقضينها بإذن الله فقضاها فقال الرجل:
كسوتني حلة تبلى محاسنها لأكسونك من حسن الثنا حللا
فالثناء الجميل من الناس عليك مكسب لا يعدله أي مكسب ، ولم أرى مثل الإحسان أما مذاقه فحلو ، وأما وجهه فجميل ، وقد كاد الجميل أن يكون رجلاً، ولو كان رجلاً لكان حسناً ولو كاد أن يكون نبتاً لكان وردةً.
ومن أجمل ما قيل في هذا الشأن قول الشاعر:
الخير أبقى وإن طال الزمان به والشر اخبث ما أ وعيت من زاد
ورابعها:
وهم أهمها أن تخلص عملك لله الواحد القهار وأن تريد به وجه الله فجلوسك على مكتب الرياسة أمانة وعبادة إذا احتسبتها عند الله سبحانه وتعالى وهي من أعظم العبادات .
فالله الله في الصدق ، وفي طلب ما عند الله من الأجر فإن الله يعظم الأجر بقدر العمل.
فيا أيها الرئيس أوصيك ونفسي بتقوى الله ومخافته في السر والعلن وبمحاسبة نفسك قبل أن تحاسب يوم العرض الأكبر يوم لا ينفع مال ولا بنون .
وأعلم علم اليقين أيها الرئيس أنك مسؤول أمام الله عن كل أبناء اليمن في جميع المجالات أنا لا ارمي باللوم عليك فقط بل نحن كأبناء في هذا اليمن الحبيب لا بد أن نكون يداً واحدةً معك في بناء هذا البلد الذي كان وما يزال من أسوأ إلى أسوأ ونستحلفك بالله أن تبني ما خربت الأيادي السوداء في وطننا الحبيب بناء صحيحاً لكي يكون لنا اليمن بلداً ترفع الرؤوس عند ذكره ويشار إليه بالبنان .
قد فزت في هذه المرحلة الإنخابية وأسأل من الله أن يجعلها فترة انتقالية جديده تبني فيه كل ما كان واعلم أن الله لن يضيع أي عمل تعمله لوجهه تعالى بل سيبارك لك فيه
ونستحلفك بالله أن تبعد كل من تعرف من المسؤولين الذين لا يريدون الصلاح لهذا اليمن الحر هذا البلد الذي كانت خيراته تملأ الدنيا كنا نصدر الحبوب إلى الدوال الفقيرة في السابق والآن نستوردها من نفس الدول التي كنا نصدرها لها فما الذي حصل أنت وأنا والشعب بكامله والعالم كله يعرف ما هو السبب فأسألك بالله أن تعجل لنا في حاجتنا هذه
وأتمنى من الله أ يوفقك إلى العمل بكتابه وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم
وأرجو المعذرة من كل أخواني وأخواتي الذين تكلمت نيابة عنهم فقد أكون قصرة في تعبيري كثيراً
والســــــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو عمار اليمني