بوادر هزيمة العدو الامريكي في العراق باذن الله

[الدكتور أحمد باذيب]

ايام عصيبة وعصبية للجمهوريين

اميركا تهتز على وقع اكثر الشهور دموية في العراق

بوش يلقي بالجمهوريين الى 'التهلكة' قبيل انتخابات برلمانية تجري على وقع خسائر لم يشهدها الاميركيون منذ غزو العراق.


ميدل ايست اونلاين
واشنطن - جيروم برنارد

يبدو ان شهر تشرين الاول/اكتوبر هو الاكثر دموية بالنسبة الى الجيش الاميركي في العراق منذ غزو هذا البلد في اذار/مارس 2003، اذ تكبدت خلاله القوات الاميركية خسائر كبيرة ستنعكس سلبا على ادارة بوش التي تتعرض لضغوط لحملها على تغيير إستراتيجيتها في هذا البلد.

واعلنت القيادة الاميركية الثلاثاء ان جنديا اميركيا قتل الاحد في بغداد فيما قضى عنصران من مشاة البحرية الاثنين في محافظة الانبار، ما يرفع الى 14 عدد العسكرين الاميركيين الذين قتلوا في العراق خلال ثلاثة ايام.

ومنذ مطلع تشرين الاول/اكتوبر قتل 89 جنديا اميركيا في العراق.

وتشرين الاول/اكتوبر الحالي هو اكثر الاشهر دموية هذه السنة بالنسبة الى الجيش الاميركي اذ تجاوز عدد القتلى خلاله الحصيلة التي سجلت في نيسان/ابريل.

ويعتبر هذا الشهر الاكثر دموية منذ غزو العراق حيث ينتشر حوالي 140 الف جندي اميركي. وتشرين الثاني/نوفمبر 2004 هو حتى الان الاكثر دموية منذ غزو العراق مع مقتل 137 جنديا اميركيا.

والاسبوع الماضي اقر الجيش الاميركي بانه فشل في لجم اعمال العنف التي تشهدها بغداد واعلن انه ينوي مراجعة خطته الامنية. وكان نحو 30 الف جندي اميركي وعراقي انتشروا في العاصمة العراقية في اطار خطة امنية اطلقت في حزيران/يونيو.

واعلن المتحدث باسم القوة المتعددة الجنسيات في العراق الجنرال وليام كالدويل ان الهجمات على القوات الاميركية والعراقية ازدادت بنسبة 22% خلال الاسابيع الثلاثة الاولى من شهر رمضان.

ومنذ 2003 قتل 2795 جنديا اميركيا او عاملا لدى الجيش الاميركي في العراق بحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى ارقام البنتاغون.

ومن شأن هذه الحصيلة المرتفعة ان تزيد الضغوط على الرئيس جورج بوش لحمله على تغيير استراتيجيته في العراق قبل اسبوعين من الانتخابات البرلمانية التي يتوقع ان تكون صعبة على الاكثرية الجمهورية.

وتجاوز عدد القتلى في صفوف الجيش الاميركي عدد الضحايا ال2973 الذين سقطوا في اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في حين تربط الادارة الاميركية احداث العراق بـ"الحرب على الارهاب".

ففي حين تزداد في الولايات المتحدة الاصوات المعارضة للحرب يؤثر عدد الجرحى بين الجنود كذلك على معنويات الرأي العام. ومنذ اذار/مارس 2003 تجاوز عدد الجرحى الـ20

الفا بحسب موقع "ايراك كواليشن كاجلتيز" الالكتروني المستقل.

يضاف الى ذلك العدد الكبير من القتلى والجرحى في صفوف قوات الامن العراقية والمدنيين العراقيين. وفي تموز/يوليو واب/اغسطس قتل نحو 6600 مدني على ما افاد تقرير للامم المتحدة وصف هذه الحصيلة بانها "غير مسبوقة".

وذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية السبت ان الحكومة العراقية اعطت تعليمات للسلطات الطبية العراقية بعدم كشف حصيلة الخسائر البشرية الى الامم المتحدة.

وفي دراسة علمية نشرت في تشرين الاول/اكتوبر في مجلة "ذي لانسيت" الطبية البريطانية قدر اطباء في جامعة جونز هوبكينز الاميركية بـ655 الفا عدد العراقيين الذين قتلوا بين اذار/مارس 2003 وتموز/يوليو 2006 وهو رقم تعتبره الحكومة الاميركية مبالغا فيه.

والجمعة اعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان عدد النازحين في العراق من جراء اعمال العنف منذ الغزو الاميركي لهذا البلد يزيد عن 750 الفا.