تعازينا في مجزرة بيت حانون

[الدكتور أحمد باذيب]

مجزرة بيت حانون: ستون شهيداً وجريحاً .... العدو يقتل الابرياء والعالم يتفرج



استشهد عشرة فلسطينيين وأصيب خمسون آخرون بينهم امرأة في حالة حرجة في معارك بالأسلحة النارية اندلعت فجر أمس في شوارع بيت حانون شمال قطاع غزة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال التي اقتحمت البلدة بعناصر المشاة تدعمها القوات المدرعة قبل أن يتدخل الطيران الاسرائيلي بسلسلة من عمليات القصف الجوي وسط حظر التجول الذي فرضته قوات الاحتلال على كامل المدينة. وقال شهود عيان إن الدبابات الاسرائيلية طوقت المشفى في بيت حانون ومنعت الوصول إليه.
من جهته قال مصدر مسؤول في المشفى إن طواقم الإسعاف والطبية لم تتمكن في حينه من الوصول الى الجرحى في أماكن إصابتهم بسبب كثافة النيران التي تطلق من الدبابات والقناصة الاسرائيليين الذين كانوا يحتلون عدداً من أسطح المنازل ويقومون بإطلاق النار باتجاه أي فلسطيني يتحرك سواء كان صحفياً أو من طواقم الإسعاف أو من المدنيين.
وقال الشهود إن سيارات الإسعاف لم تستطع الوصول الى بعض المصابين إلا بعد مرور بضع ساعات بسبب شدة إطلاق النيران مضيفين إن عشرات من المدرعات الاسرائيلية احتشدت على الحدود مع غزة في وقت متأخر من يوم الثلاثاء وأن أحد العسكريين الاسرائيليين دخل على موجة محطات إذاعية محلية ليدعو الفلسطينيين لمغادرة منطقة رفح.
من جهتها أعلنت كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس أن اثنين من الشهداء ينتميان لها وهما حسام محمد أبو هربد وأحمد يوسف سعدات وأن عناصرها تمكنوا من إصابة جرافة اسرائيلية بعبوة ناسفة خلال الاشتباكات محذراً اسرائيل من التمادي في جرائمها.
واستنكر محمود عباس في بيان صادر عن رئاسة السلطة الفلسطينية المجزرة النكراء ضد أبناء الشعب الفلسطيني مطالباً حكومة الاحتلال الاسرائيلي بوقف جميع أعمالها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني.
ودعا المجتمع الدولي واللجنة الرباعية الى التدخل السريع لوقف هذه الاعتداءات منعاً لتدهور الأوضاع في المنطقة.
وأكد رئيس الوزراء اسماعيل هنية خلال افتتاح اجتماع طارىء لمكتب الحكومة أن الاعتداءات الاسرائيلية والمجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال في بيت حانون ونواياه التوسعية تأتي في سياق حملة الضغوط على الشعب الفلسطيني وحكومته بهدف إسقاط التجربة الديمقراطية الفلسطينية.
وأضاف أن هذه المجزرة هي أول ثمار ضم زعيم حزب اسرائيل بيتنا اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان الى الحكومة الاسرائيلية مايؤكد السياسة العدوانية الاسرائيلية ضد شعبنا الفلسطيني. وأكد جيش الاحتلال مقتل جنودها في العملية فيما جرح خمسة اسرائيليين جراء سقوط ثلاثة صواريخ أطلقت نحو سديروت رداً على العدوان الاسرائيلي.
الى ذلك أوردت إذاعة الجيش الاسرائيلي معلومات عن تخطيط أركان جيش الاحتلال إطلاق عمليات واسعة النطاق لاسيما في جنوب قطاع غزة بهدف ما اسمته وقف تهريب الأسلحة القادمة من مصر عبر أنفاق.
وفي الضفة الغربية اندلعت مواجهات في مخيم طولكرم بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي كانت تنفذ عملية اعتقالات ماأدى الى جرح ثلاثة فلسطينيين.
وفي مدينتي جنين ونابلس اعتقلت قوات الاحتلال 16 فلسطينياً خلال حملات مداهمة وتفتيش بتهمة مقاومة الاحتلال.
وفي القاهرة قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن بلاده لن تقبل قيام اسرائيل بقصف ممر صلاح الدين على الحدود مع الأراضي المحتلة بزعم وجود أنفاق لتهريب السلاح للفلسطينيين.وأضاف إن هذا العمل يخالف القانون الدولي ولا يمكن أن يمر مرور الكرام.