محاولات ابتزاز فاشلة للشعب اليمني...

[هدير الرعد]

من الملفت للنظر أن هناك هذه الأيام من يحاول التأثير في عقول الناس وإيهامهم بأن الوحدة اليمنية كانت قد قامت على أساس تنازل من طرف لطرف آخر ... فيذهبون للقول بأن الجنوب قد قدم ثلثي الأرض.... وتنازلت القيادة عن الزعامة!!!...الخ. ومن هنا نراهم يسعون دائما إلى القول بأن تلك المعادلة... وبغض النظر عن قوانين البلد وأعراف وتقاليد القيم والمؤسسات الديمقراطية.... يجب أن تأخذ في الحسبان أفضالهم تلك على شعب اليمن عند كل عملية لتشكيل حكومة أو توزيع مناصب سياسية...... وكأنهم ينظرون إلى المسألة من زاوية البيع والشراء .. فبمقابل ذالك الفضل الذي قدموه للشعب اليمني يجب أن يظفروا هم بما يرونه ملائم كمكافئة شخصية لهم لحسن أدائهم ؟؟؟؟ ومن هنا نراهم لا يهتمون بمصير ومعاناة أبناء الشعب اليمني بقدر ما يهتمون بمصالحهم الشخصية ... ويعلنوها صراحة بأن لا استقرار إلا بإعادة مستحقاتهم الشخصية التي فقدوها بفعل العملية السياسية...... وعندما يذكرهم البعض بأن المرحلة الانتقالية قد انتهت....... ,أن العملية السياسية قد صاغت معادلة دستورية وقانونية تضمن التمثيل للجميع وفقاً للقانون..... وأن هناك تمثيل من كل محافظات اليمن حالياً في السلطة..... نراهم لا يتورعون بالقول أن من هم في السلطة من أبناء الجنوب ليسوا سوا عملاء وخونة!!!!!!! بمعنى أنهم ينظرون لمن سواهم بأنه غير أكفاء ولا يستحق تلك المناصب... وأن تلك المناصب لا يجب أن يحتلها غيرهم (لأنهم ببساطة كانوا يحتلون مناصب معينة عند قيام الوحدة)!!!..... فهل يجب أن تبقى الوحدة رهينة لتلك المناصب وبغض النظر عن المصلحة الحقيقية للشعب اليمني؟؟؟؟؟؟
من الواضح أن أصحاب تلك الرؤى يتناسون أن الوحدة اليمنية قد قامت لأنها استحقاق تاريخي يستحقه الشعب اليمني بامتياز... وكان لا بد من إنجازه شاؤو أم أبو .... وذلك لتحقيق تنمية وأمن واستقرار اليمن...فهي وحدة شعب ناظل من أجل تحقيقها ردحاً من الزمن... أما هم فلم يكونوا سوى أدوات لتحقيقه .... ولم يكونوا أكثر من موظفين شاءة الأقدار أن تتحقق الوحدة في ظل وجودهم في السلطة.....وكان لا بد من أن يتحقق سواء بوجودهم وموافقتهم أو بدونها...... مثلما كان لا بد أن تتحقق سواء بوجودهم أو بوجود غيرهم....... لأنها كانت ولازالت إرادة شعب... أما من أراد المساومة على المناصب ........ فهناك عملية انتخابية .... وهناك أحزاب سياسية في الساحة...... وكلها قادرة وكفيلة على تمكينهم من الوصول إلى تلك المناصب من خلال أحزابهم ..... فالمؤتمر الشعبي العام (الحاكم حالياً) على سبيل المثال ... يضم في أجهزته بمختلف مستوياتها وتكويناتها أعضاءاً يتشكلون من مختلف محافظات اليمن ... ومنهم الرئيس والوزير والسفير ......الخ.
فهل هناك من مبرر لدى تلك القوى للقول بضرورة تقسيم الوظائف مناطقياً؟؟ .... وأين تكمن مصلحة اليمن الحقيقية هل في المحاصصة المناطقية أم في المساواه القانونية؟؟؟؟؟؟؟؟ وهل عدد الوظائف بالمحاصصة هو الذي سيحقق التنمية والعدالة أم أنها فقط مجرد غنائم يتطلع البعض إلى تقاسمها مع الحاكم ؟؟؟؟؟؟؟
وبالمقابل: فإن الحزب الحاكم ... الشريك الثاني في إعادة تحقيق وحدة الشعب اليمني... ليس من حقه إبتزاز الشعب اليمني بالتستر وراء الوحدة اليمنية للتغطية على جرائم الفساد في البلاد........ فالوحدة كانت شرف لهم أن ساهموا في تحقيقها...... إلا أن المبالغة في هذا الدور واتخاذه عاملاً لتخوين كل الأصوات المنادية بالتغيير والإصلاح يُعد عملاً غير أخلاقي...... فالإصلاح الشامل ومكافحة الفساد ضرورة ملحة لرفع معناة الشعب ...... ومن يمتلك المقدرة لرفع هذه المعاناه هو الذي يستحق ثقة الجماهير في الاستمرار في الحكم...... ومن عجز أو يعجز عن ذلك فعليه المغادرة ليحل محلة من هو أقدر وأحرص على تحمل المسؤلية.........
وللطرفين نقول: أن الوحدة ليست للمساومة يا هؤلاء...... وليست شماعة لأيٍ منكم حتى يتخذها لتحقيق مصالحه الضيقة........ الوحدة هي ملك الشعب وهو حارسها وحاميها........ فاحذروا نقمته .... وحافظوا على جميل ما صنعتم من أجلها بحكم مسئوليتكم التاريخية في صنع القرار...... ولا تكونوا كالتي نقظت غزلها من بعد قوة أنكاثا ً.........