قضية الجنوب غير قابلة للمساومة والحلول الجزئية

[حد من الوادي]

قضية الجنوب غير قابلة للمساومة والحلول الجزئية

التاريخ: الأربعاء 26 مارس 2008

د. صالح يحي سعيد *

حضرموت نيوز / خاص

26 مارس 2008 م

عندما أقدمت سلطة 7 يوليو أثناء حرب صيف 1994م على احتلال الجنوب وإحكام السيطرة عليه بالقوة العسكرية والقبلية ثم التنكر لشراكته وأهميته وسلب حقوق أبنائه المدنية والسياسية ونهب أراضيه وثرواته وتدمير مؤسساته وتقييد حرية مواطنيه والعمل على تغيير هويته وجعله تابعاً للشمال وملحقاً به فإن مناضلي الجنوب وناشطيه في كافة المحافظات لم يستسلموا للواقع المأساوي الجديد الذي فرض عليهم بالقوة ولكنهم رفضوه وصمدوا انطلاقا من مسئوليتهم التاريخية الوطنية والأخلاقية تجاه شعبهم عاملين بكل جدية واخلاص من أجل إعداد الذات فكانت اللقاءات وتحديد المواقف على كافة المستويات والكتابة في الصحف والتنسيق والاتصال وكشف الحقائق للرأي العام والدفاع عن الجنوب أرضاً وإنساناً وتقديم المقترحات والدراسات والقيام بالمسيرات و المهرجانات والاعتصامات السلمية والندوات والمحاضرات والتوعية السياسية بين المواطنين والبدء في تأسيس وإعادة بناء المنظمات السياسية والاجتماعية وإشهار التيارات والتجمعات،وقد كنا ومنذ ما بعد الحرب مباشرة في مقدمة صفوف أولئك المناضلين والناشطين وفي ظل أقسى الظروف الموضوعية والذاتية وغياب معظم الذين ظهروا مؤخراً على المسرحين السياسي والإعلامي،

الأمر الذي ساعد على إيجاد المقدمات الضرورية الأساسية التي أدت إلى تطور العامل الذاتي مؤسسياً وسياسياً ووصوله إلى درجة مناسبة من النضوج مكّنته في الأخير من كسر حاجز التردد وتجاوز ظاهرة الخوف عندما خرج آلاف الجنوبيون في 7/7/2007م الذين أتوا من كل صوب ودوب إلى ساحة الحرية في خورمكسر بمدينة عدن التاريخية الصامدة في اعتصام سلمي جماهيري كبير،وكان لقيادة جمعية المتقاعدين العسكريين والمدنيين والأمنيين برئاسة العميد ناصر النوبة الدور الرئيسي في هذه المبادرة والتي شاركت فيها وساعدت على نجاحها كافة الفعاليات السياسية والاجتماعية والشخصيات الوطنية المؤمنة بقضية الجنوب.وفي هذا الصدد ومن أجل الحفاظ على سلامة وتطور الحراك السياسي الجماهيري الواسع الذي يشهده الجنوب وتحقيق أهدافه فأنه في أشد الحاجة إلى توافر مجموعة من المتطلبات والشروط الضرورية أهمها : - .


1. وحدة جميع الفعاليات السياسية والمدنية والشخصيات الوطنية المؤمنة بقضية الجنوب على أساس آلية عمل متفق عليها بين هذه الأطراف تحدد مفهوم قضية الجنوب والأهداف السياسية والمبادئ التنظيمية العامة وطريقة اختيار وتجديد وتثبيت القيادات والكوادر الرئيسية.

2. توسيع دائرة مفاهيم وأهداف التسامح والتصالح لتشمل جميع الجنوبيين منذ بداية ثورة 14/أكتوبر وحتى الآن مع تجسيدها ومبدأ التضامن عملياً على صعيد الواقع،والوقوف ضد كافة الأساليب والنوايا التي تحاول زرع الخلافات بين الجنوبيين وتفريق صفوفهم من جديد.

3. اليقظة والحذر الدائمين من اختراق صفوف الحراك ومناضليه.

4. تجنب ممارسة سلوكيات التصرفات الفردية والنزعة الذاتية واللهث بعد المصالح الشخصية البعيدة عن أخلاقيات المناضلين الحقيقيين والمضرة بالأهداف والسياسات العامة ومصالح الجماهير.

5. اتخاذ قرارات مدروسة وبالاستفادة من ذوي التجارب العملية والاختصاصات العلمية،فالقرار الخاطئ يمكنه أن يضيف مشكلة جديدة إلى جانب القضية التي أراد معالجتها.

6. عدم التنازل عن المبادئ والأهداف الأساسية مهما كانت الصعوبات والتضحيات،فالشيء الذي لا يتحقق اليوم سيتحقق غداً بعزيمة المناضلين وصمودهم.

7. التقييم الموضوعي الدوري للنشاط ومدى تنفيذ القرارات وذلك بهدف تجنب السلبيات وتنمية الإيجابيات.
8. الاستماع إلى أراء الناشطين والجمهور حول مختلف القضايا والاستفادة منها.

9. تحسين وسائل الاتصال والتنسيق وطرح القضايا الهامة في أوقاتها وأماكنها المناسبة.

10. كشف الحقائق للرأي العام ودراسة اتجاهاته،وإعطاء الاهتمام ألازم للتثقيف الذاتي والاطلاع على تجارب الشعوب والأمم الأخرى من قبل قادة الحراك وناشطيه حيث أن الإخلاص والشجاعة واكتساب المعارف العلمية والتجارب العملية عناصر مكملة لبعضها البعض.

لتتوحد صفوف المناضلين وكافة أبناء الجنوب ولتتقوى عزائمهم من أجل انتصار قضية شعبهم العادلة وتقرير مصيره بالطريقة التي يراها مناسبة دون الضغط عليه أو التدخل في شئونه من قبل أي جهة كانت،والنصر دائماً للشعوب.

*((مداخلة مقدمة إلى ندوة الضالع ومهرجانه الجماهير ي23-24 /3/2008م))
أحد قادة الحراك السياسي
الجماهيري السلمي في الجنوب .



نُسخت هذه المادة من حضرموت نيوز