08-08-2008, 10:42 PM
|
#1
|
حال جديد
|
ينبغي للإنسان أن يحب للناس ما يحب لنفسه ويعمل لهم كما يعمل لنفسه
ينبغي للإنسان أن يحب للناس ما يحب لنفسه ويعمل لهم كما يعمل لنفسه ,
وينبغي أن يستخير الله في أموره المشتبهة في نفعها وفي أيها يقدم , فإذا بان له الصواب ؛ فليتوكل على الله وينجزها بهمة صادقة وعزيمة جازمة مستمرة ؛ فبذلك ينجح وتتم الأمور ,
وينبغي أن يكون عمل العبد الديني والدنيوي منظما محكما يأتيه في طمأنينة وتأن , وأن يكون معتدلا لا يميل إلى أحد الطرفين الناقصين : الغلو أو التقصير , الإسراف أو البخل ,
وينبغي أن يكون مستمعا أكثر مما يكون متكلما إلا إذا ترجحت المصلحة في أن يكون متكلما لتعليم ونحوه .
وينبغي أن يعود نفسه على الصبر والحلم وكظم الغيظ والعفو عن الناس ليحصل له الثواب , ويستريح باله .
وإياك والغل والحقد والحسد , وأكثر من الدعاء والتحقق بمعنى هذا الدعاء : ( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلِاًّ للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ) .
وعليك أن تصغي إلى الناصحين وتبدي لهم الشكر أصابوا أو أخطأوا , وتكون سريع الرجوع عن أخطائك , فإن هذا عنوان الإخلاص والفضل .
وإياك أن تثني على نفسك وتقدح في غيرك , فإن هذا عنوان النقص والحمق , وإذا عاينت عملا من الأعمال فالزم الثبات عليه .
وإياك والملل والضجر ؛ فإن هذا عنوان الفشل والخيبة , واحذر من الكبر والغرور واحتقار الخلق ,
وعليك بالتواضع والإهتمام بالخلق ورؤية فضل ذي الفضل منهم , واللين والبشاشة لكل أحد مع الإخلاص لله وإرادة إدخال السرور عليهم ؛ ففي ذلك من المصالح والفوائد ما لا يعد ولا يحصى ,
وإذا غلبت في أمر من الأمور ؛ فلا يستولِ عليك الفشل , بل لا تزال قوي الإرادة إلى كل ما ينفعك في حالة الإنتصار وحالة ضده .
وإياك والتحسر على الأمور الماضية التي لم تقدر لك من فقد صحة أو مال أو عمل دنيوي ونحوها ,
وليكن همك في إصلاح عمل يومك ؛ فإن الإنسان ابن يومه لا يحزن لما مضى ولا يتطلع للمستقبل حيث لا ينفعه التطلع ,
وعليك بالصدق والوفاء بالعهد والوعد والإنصاف في المعاملات كلها , وأداء الحقوق كاملة موفرة بنفس مطمئنة وإيمان صادق خالص ,
واشتغل بعيوبك وشؤونك عن عيوب الناس وشؤونهم, وعامل كل أحد بحسب ما يليق بحاله من كبير وصغير وذكر وأنثى ورئيس ومرؤوس , وكن رفيقا رحيما لكل أحد حتى للحيوان البهيم , فإنما يرحم الله من عباده الرحماء , وكن مقتصدا في أمورك كلها , وافتح ذهنك لكل فائدة دينية أو دنيوية .
وإياك والتعصب الذميم وسوء الظن الذي لا يبنى على أساس , وحاسب نفسك , وسدد نقصك , واستغفر الله من تقصيرك وإفراطك .
مجموع الفوائد واقتناص الأوابد ( ص 259 – 260 ) للشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله . |
|
|
|
|
|