المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الحوار السياسي
سقيفة الحوار السياسي جميع الآراء والأفكار المطروحه هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


القات: نبتة الآفات أم آفة النباتات..!!

سقيفة الحوار السياسي


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 10-08-2008, 10:55 PM   #1
نجد الحسيني
شخصيات هامه

افتراضي القات: نبتة الآفات أم آفة النباتات..!!


بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه.

بادئ ذي بدء، أرجو من أخي القارئ المعذرة من طول إسهابي في الحديث عن الموضوع، لكنّه كما سوف يرى بنفسه وكيف أنّه يقف عند عدد من المحطّات المهمة.

القات آفة النبتات أم نبتة الآفات

القات وما أدراك ما القات!..
الشماعة التي يعلّق عليها اليمنيون وجيرانهم وإخوتهم العرب كافة مصائب أهل اليمن من جوع وأميّة وتخلّف وانحدار.
فهل تكون هذه إشاعة أم حقيقة.. شائعة أو واقعة.
لو رجعنا إلى الوراء ألف عام لوجدنا أنفسنا نحن أبناء اليمن كما كنّا لم يتغيّر حالنا ولم يتبدّل باستثناء بعض من فكر وأدب وحماسة للجهاد.. بغير ذلك لم نصنع لأنفسنا ولا لعروبتنا ولا لإسلامنا ما يجعل منّا اسم يأتي في مقدمة الأسماء أو فعل يظهر على سائر الأفعال.. وكأنّ ساعة التأريخ قد توقفت بنا عند محطة الفتوحات الإسلامية الكبرى وتجمدت عقاربها..
قد كان لأمّة اليمن دور عظيم في حمل الرسالة السماوية ونشرها والجهاد في سبيل الله وفتح الأمصار وقد كان من آخر رجال فتوحاتهم وليس بالأخير تابع التابعين الشهيد القائد عبد الرحمـن الغافقي الذي رفع رايات الإسلام عالية حتى وصل بها إلى "بواتييه" بالقرب من جنوب فرنسا بعد اكتساحه لمدن ليون وبوردو وتولوز وباريس.. وما زلت أتذكّر مقولة لأحد اللوردات في مجلس العموم البريطاني في ثمانينيات هذا القرن عندما قال: "فلنشكر الرب، إذ لو أنّ الغافقي لم تتوقف خيله ورجله عند بواتييه لكان القرآن وتفسيره يدرسان اليوم في جامعات "إدنبره" و "أكسفورد".
ومع نهاية الغافقي رحمه الله تعالى وتقبله مع الشهداء والصالحين بدأت نهاية الغزوات والفتوحات وتساقطت ممالك المسلمين إمارة بعد إمارة حتى أتت على الأندلس كاملة وجنوب إيطاليا وبدأت الحملات الصليبية تذيقنا أصناف العذاب والهوان حتى اليوم.
مع هذا التوقف لعجلة التأريخ بأهل اليمن منذ ذلك الحين وحتى اليوم، لا يمكن للقات أن يكون سببا في ذلك.. نحن نتكلم عن ألف عام ونيف ولم يسجّل أن القات قد كان له وجود في تلك الأزمنة.. هي نبتة مستحدثة، بحثت عن تأريخ بالتحديد فلم أجد.. وصادف أثناء بحثي وكتابتي عن أسطورة يافع الشعرية الغنائية متمثلة بشيخ الشعراء يحي عمر وجدت أنهم قد أرجعوا تصنيف تأريخ حياته إلى القرن الحادي عشر الهجري، ولمّا قرأت في شعره، وجدته يتحدّث عن القات والباشا والشاي والقهوة... وكما نعلم بأن تلك المردفات مستحدثة وقد جاءت مع أواخر خلافة السلطنة العثمانية وبداية عصور الاستعمار.. من هنا استنتجت بأنّه إمّا أن يكون القات قد وجد منذ أربعمائة أو خمسمائة عام وإمّا أن يكون تأريخ حياة يحي عمر قد ذكر خطأ.. ولأن الموضوع يتعلق بيحي عمر وليس بالقات (ولو أن موضوع القات قد تداخل بحثه ضمن البحث).. وفي المكتبة العامة في لندن وبعدها في مكتبة السليمانية الكبرى في تركيا وجدت ضآلتي حيث وقع بيدي قليل من كتب وسفائن ومخطوطات تتحدّث بعض الشيء عن يحي عمر وفيها اكتشفت تأريخ وفاة يحي عمر الذي يرجع إلى بداية القرن المنصرم وبالتحديد (1906)، وفرحت جدا لهذا الاكتشاف إذ أنّه قد حلّ عنّي معضلة ذلك الرجل حتّى تصوّر لي بأنّه أسطورة من أساطير يافع ليس لها في الواقع من دليل .. حتّى عندما كنت ألجأ إلى مواقع يافع ومنتدياتها يفاجئني دائما علمهم اليسير والمحدود عن هذا الشاعر ونشأته بل أنّ البعض قد ذكر أن يافع لا تعرف هذا الرجل ولا تعلم تماما عن نشأته أو حتّى عن تأريخ هجرته من يافع.
نحمد الله تعالى أن يحي عمر قد أرّخ نسبه وحسبه وموطنه في كلّ قصيدة من قصائده تقريبا ولولا ذلك لنسب ربّما يحي عمر إلى خليج الخلجنة أو بحر من بحور العربنة..
وباكتشاف تأريخ وفاة يحي عمر قد انكشفت تلك الغمامة عن بعض مفرداته الحديثة.. وبما أنّه قد علم لنا أن يحي عمر كان من المعمرين حيث عاش لأكثر من تسعين سنة أو قرن تقريبا وإذا ما أضفنا القرن الذي تلاه منذ تأريخ وفاته.. تتكون لدينا حقيقة تأريخ نشأة وشهرة نبتة القات في اليمن والقرن الإفريقي وأنّها لا تزيد عن قرنين أو ثلاثة قرون بأقصى تقدير.

إذن، فلو كان القات شماعتنا التي نعلّق عليها أخطاءنا وتخلفنا عن مواكبة ركب الحضارة والعلم والتكنولوجيا خلال قرنين أو ثلاثة، فماذا عسى تكون شماعتنا خلال سبعة قرون سبقت ذلك كما جرى في سياق حديثنا..
ألف سنة في عمر حياة اليمن لم نخرج إلى النّاس إلاّ ببعض أدباء ومفكرين وكتّاب وشعراء وعلماء وفقهاء.. ولا ينكر أحدا من العارفين بأن أهل اليمن أهل سيف كما هم أهل قلم وكتابة.
وقد أعجبني كثيرا أديب سوري مسيحي، لا يحضرني ذكر اسمه، إلاّ أنّه قد أنصف اليمن وأهله حقّ إنصاف في إحدى كتبه التي قرأتها عندما أورد ذكر اليمن وأسباب تخلفه عن بقية العالم أو حتى العرب.. كان من جملة ما أستنتجه وأستخرجه هذا المؤلف العربي المسيحي أن اليمن وأهله قد خدموا دول الإسلام بمختلف عصورها منذ الخلافة الأموية انتهاء بالخلافة العثمانية مرورا بالعباسية والأندلسية والأيوبية... الخ.. لكن للأسف أن هذه الدول الإسلامية قد اكتفت بتجنيد أبناء اليمن لفتوحاتها وتوسيع رقعة الديار الإسلامية دون أن تنظر إلى بلدهم كما فعلت مع غيره من سائر البلدان.. وبقي اليمن كما هو حاله يتقلّب على بساط الجوع والفقر والأميّة والجهل والتخلّف والتشرّد والاغتراب..
في هذه النظرية كثير من الصحّة لكن هذا لا يعفي اليمن ورجاله من تحمّل بعض المسؤولية على عاتقهم لما آلت إليه الأحوال.. كان عليهم أن يعملوا لأنفسهم وأهليهم ووطنهم.. كان عليهم أن يقدموا للأجيال من بعدهم وأن لا يركنوا على تعمير بقية البلدان على حساب خراب بلدهم وأن يستغنوا عنه بغيره من البلاد.. إذ مهما بلغت سنوات وقرون غربتهم فإنّهم سوف يظلون غرباء.. وهذا ما شهدت وتشهد به الأيّام.. وعصرنا هذا خير مثال.
عندما أذكر اليمن وأهله فإنّي أشمل اليمن بجنوبه وشماله، بشرقه ووسطه وغربه، بصحاري حضرموت ووديانه وسهول تهامة وشواطئ بحره الأحمر القاني وبحر العرب وجزره وظلّها وأطلالها ومرتفعات اليمن من صبر وسمارة إلى ردفان وشمسان.

هل القات يعتبر آفة النبتات ونبتة الآفات لوحده..؟ لا أعتقد! هناك آفات أعظم منه هولا وسحقا كالمخدرات بأنواعها من كوكايين وهيروين والحشيش والماريغوانا والتبغ والأفيون وآفات أقلّ شأنا منه كالشاي والقهوة الكافيين والكولا... نبتة القات تشترك مع النبتات الصغرى بنوع أو مادة "المنبه" لكن بنسبة أكبر وأعلى ممّا يتواجد في الكولا أو الكافيين إلاّ أن "القات" لا يشترك مع الآفات العظمى بمادة "المخدّر".. هناك أمر آخر وهو "الإدمان".. فمن الملاحظ أن جميع تلك الآفات تؤدي إلى الإدمان بطريقة أو بأخرى وبنسب متفاوتة حتّى "الشاي".. ومع هذا فإنّ نبتة القات لا تؤدي إلى الإدمان وبالإمكان الانقطاع عنها فورا ونهائيا دون ضرر وبغير حاجة إلى علاج أو عيادات كما هو الحال مع بقية الآفات العظمى.. ومن تتصوره أنّه مدمن قات هو ليس كذلك وإنّما شهوة نفس في ممارسة عادة من بعض عاداتها السيئة. وسأضرب مثالا على ذلك في نفسي حيث مضغت القات على مدى 5 سنوات متتالية في اليمن وبتواصل دون راحة حتّى ليوم واحد وعندما تنقلت في أسفاري إلى بلاد عديدة، لم أمضغه 15 عاما دون شعور منّي برغبة تدفعني إليه أو حتّى بتفكير طارئ يذكرني به.
جميع تلك الآفات من النباتات منتشرة في أنحاء العالم وضررها أكبر وأعمّ وأشمل على العقل والبدن.

يزرع القات في اليمن ومواطن القرن الإفريقي قاطبة دون استثناء..

وقد زرع القات مؤخرا في فلسطين المحتلة وغزّة على وجه الخصوص من الفلسطينيين القادمين من اليمن بل امتدّت زراعته إلى داخل فلسطين المحتلة من بعض يهود اليمن ولم تمنع الدولة الصهيونية الغاصبة ولم تحرمه أو تجرم أصحابه.. وما تزال زراعة القات في إسرائيل قائمة.. لكنّ القات وبقية الآفات لم تمنع دولة صهيون بأربعة ملايين صهيوني من إذلال وهزيمة أربعمائة مليون عربي ومليار وأربعمائة مليون مسلم لا يزرعون القات ولا يمضغونه بل ولا حتّى يعرفون له لونا أو طعما.

يباع القات في السوبر ماركت في داخل بريطانيا في شيفيلد وبقية المدن الأخرى كما يباع مؤخرا حسب ما حدّثني أحد الأصدقاء في الولايات المتحدة الأميركية في ديترويت و ولايات أخرى بل أنّه قد حدّد له سعرا لا يتجاوز الـ 35 دولار للحزمة.. والغريب أن من يقوم بشحنه إلى الولايات المتحدة هي "البان ساوث أفريكان" طيران خطوط جنوب إفريقيا.

أجريت مؤخرا إحصائيات في الجيش الأميركي على الذين يتعاطون المخدرات لتخرج الإحصائية بأن نسبة 75% من هذا الجيش العتيد الذي تغطي شبكة أسلحته وصواريخه وبوارجه العالم بجهاته الأربعة يتعاطون المخدرات والبعض من أرباب السوابق والقتل والسلب والاغتصاب.. نفس النسبة أو أقل قليلا تنطبق على المواطن الأميركي. فهل منع ذلك أميركا من أن تكون دولة عظمى بل ومن أعظم الدول وأن تسود العالم بعلمها وتكنولوجيتها المتقدمة..

في الأسبوع الماضي، أجرت البي بي سي إحصاء آخر، كان هذه المرّة عن الآباء البريطانيين وقد كانت المفاجأة بأن 50% من أولئك الآباء ثبت تعاطيهم المخدرات.. لكنّ هؤلاء الآباء ومساوئهم لم تمنع بريطانيا من كونها دولة عظمى هي الأخرى.

الشعب الهندي برمّته قد أبتلي بنبتة الـ "تمبول"، يمارسون علكه في قارعة الطرقات وفي البيوت وحتّى في المكاتب، لكنّ الهند اليوم يشار إليها بالبنان، فقد بلغت من سلّم رقي العلم مبلغا عظيما حتّى صار الغربيون من بريطانيا وأستراليا وكذلك أميركا يوفدون إليها أبناءهم لتعلّم علوم الحاسوب وشرائحه.. والهند اليوم دولة صناعية كبرى وفي تقدّم مضطرد وهي اليوم في نادي الدول النووية.. هل شكّل التمبول مانعا أو حاجزا للوصول إلى هذا التقدّم والتطور العلمي والصناعي.؟

تركيا تزرع الأفيون علنا لمن أراد تدخينه علنا.. لكنّ تركيا أيضا دولة قوية وذات نفوذ ولها صناعاتها الحديثة. لم يمنع الأفيون تركيا من استمرار حركة التطوّر في عجلة مصانعها نحو التقدّم لمنافسة دول صناعية كبرى.

الصين موبوءة بالحشيش، لكن أنظر الفرق والفارق والفوارق بيننا وبينهم .. متّى لعلّ سوف نلحقهم؟

إنّ القات مع عظيم سلبياته في اليمن لم يمنع بروز فقهاء وعلماء أدباء وشعراء وفنّانون متقدمون في اليمن.. وانّ لليمن من الأدباء والشعراء ما يعرفهم ولا ينكرهم أقرانهم في الوطن العربي الكبير..
لقد نلت حظوة الجلوس مع بعض أولئك الأدباء والشعراء والعلماء وأيضا تجار ورجال أعمال من الذين يمضغون هذه النبتة التي لم تمنع تفجر العلم والبلاغة وحسن الإدارة في الأعمال والتجارة من ثنايا عقولهم.. والأدهى، أني أجتمعت على بساط القات بخواجات فرنسيين من مدراء بنوك وشركات نفط وشركات سياحة بل ومن العسكريين أصحاب الرتب كولونيل، كابتن وكمندان ولم أجد أن القات قد كان له تأثيرا على ممارسة حياتهم الإجتماعية والعملية.

ربّما تنجح اليمن في منع القات، علما أنّ هناك دولا تمنعه وتحرمه وتجرم ترويجه ومع كلّ هذا تجده.

أهل القات يسلون أنفسهم بخرافات عجيبة إذ تسمع أحدهم يقول لك بأنّه أفضل علاج للسكري.. وهذه أباطيل وخرافات لم يثبتها العلم ولا الطب الحديث..
ويقول آخر، إنّه يقوي الباءة ويمنحك قدرة جنسية خارقة أسطورية، وهذا أيضا كذب .. فالقات يعطيك الرغبة ويزيد من رغباتك الجنسية لكنه أبدا لا يقوي قدرتك على إتيانها بالشكل السليم.. فالقدرة والقوة تعود إلى الرجل وحده.
وآخر يقول يجعلني أفكّر وأكتب وأعمل بهمة ونشاط.. هراء، إذ لا يوجد كما اليابان وعمالها في همتهم ونشاطهم في العمل، والصينيون يصحون إلى العمل قبل شروق الشمس ويعودون بعد الغروب وليس عندهم قات.
كلّ ذلك أقاويل وأساطير وخرافات نسجت حول القات، ليس إلاّ.!

من حمل القات إلى اليمن؟ من أدخله؟ كيف تعلّم أهله زراعته؟ من دلّهم على مضغه؟
أسئلة محيّرة..
يقال أن من أفشى القات في اليمن كان الاستعمار البريطاني كما كان دوره في ترويج أعشاب الشاي في الهند وسيلان وأعشاب الكافيين (القهوة) وكذلك التبغ (السيجار) وبحسب مقولة غاندي بأن الإنجليز سبب كلّ علة.. هذا قول قد يصدق وقد يخطئ إذ لا دليل قاطع على ثبوته.. ثم أنّه لم يكن في اليمن (الشمالي) استعمار بريطاني إلاّ إذا كان اليمن (الجنوبي) أوّل من زرعه ونقله إلى عموم البلاد حتى جاوز به الحدود إلى القرن الإفريقي.

وهناك مقولة ترجع سبب انتشاره إلى "الصوفية" ولهذا قصّة أسطورية عجيبة سوف نتجاوزها حيث يقال أن المتصوفة وأهل التصوف كانوا يمضغونه للسهر في مناجاة الله سبحانه وتعالى ولتهجدهم الطويل في الليل، وللقيام بالحضرات... فكانت تلك النبتة تمنحهم النشاط وتعينهم على السهر.. حتّى أشيعت مقولة عندهم تفيد بأنّ القات قوت الصالحين.. ولا أدري ما علاقة الصلاح من الفساد في القات. وتلك مقولة وإن هي إلاّ مقولة.

ربّما يظنّ البعض بأنّي من المتحمسين للقات.. كلاّ! ومن يقرأ حديثي بتمعن سوف ينفي عنّي هذه التهمة الباطلة.. لست من المتحمسين له ولا أشجّع عليه.. فمن أعظم سلبياته الضياع وأهمّ ما يضيعه الإنسان من عمره هو "الوقت".. فالوقت لا يمكن شراء ما فات منه بكنوز قارون.
عندما يظلّ الإنسان متكئا ثلث يومه في مضغ القات ويذهب الثلث الثاني في النوم والثلث الأخير في العمل والأصّح في الدوام إذ أنّ ليس هناك عملا بمعنى العمل وإنّما هو دوام حضور وانصراف وانتهى.
هذا الوقت الذي أوصانا به المصطفى صلّ الله عليه وسلّم نضيعه سدى وبضياعه أضعنا وصية نبينا عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم.

تلك كانت أهمّ سلبية في هذه النبتة السيئة وعاداتها.. ومن السلبيات الأخرى.. الأمراض التي تنتشر حاليا في بلادي ومن أهمها "السرطان" أعاذنا وأجارنا الله وإيّاكم من شرّه.
ما كانت اليمن تعرف للسرطان موطنا.. لكنّه الآن قد انتشر وذلك بسبب السموم التي يلقيها المزارعون على نباتات القات للحفاظ على محصولهم من أذى الحشرات.. وأخشى أن يأتي على بلادي يوم تنافس فيه أميركا بهذا المرض الخبيث.

سلبية ثالثة وما أكثر سلبيات القات: إهمال الأجيال الذين بسواعدهم وبفكرهم استمرار حضارة البلاد ونهضتها.
وإنّ من الآباء كما يشاع بأنّهم يقدّمون مصلحة القات على حساب قوت أولادهم.. هؤلاء الآباء لا يستحقون وصفهم بالآباء ولا يستأهلون العائلة بعظمة اسمها وحرمتها. آباء لا عقل لهم ! وهل من يفعل ذلك يكون عاقلا؟.

ومن الضياع الآخر أيضا ما أنسانا قول الله تعالى ورسوله صلّ الله عليه وسلّم أن نخشى الله في أبناءنا ونحسن تربيتهم وإعالتهم نرحمهم ونشفق عليهم ونرأف بهم من غدر الزمن وناسه وأن لا نتركهم من بعدنا فقراء محتاجين.

سلبيات كبرى وعظمى.. تتحوّل من سلبيات خاصة إلى العامة.
ربّما كان بالاستطاعة إيقاف هذه العادة السيئة وإبطال مفعولها وربّما كان النجاح في القضاء عليها وإزالة هذه العلّة والعلل إلى الأبد ممكنا.. لكن المهم أن تكون في إزالة هذه العلّة زوال لكلّ العلل وأهمها علّة أنفسنا.. أمّا زوال علّة القات وبقاء العلّة في نفوسنا كما هي.. فإنّنا لم نتقدّم بالأمر ولم نتغيّر ولن نطوّر من أنفسنا ومن بلدنا ومن شعبنا وسنظلّ على تخلفنا البعيد عن مواكبة عجلة تقدّم حضارة هذه البلاد وتقدّم رجالها.

بقلم: نجد الحسيني



التوقيع :
ما خاصمني عاقل إلاّ غلبته = ولا خاصمني جاهل إلاّ غلبني

التعديل الأخير تم بواسطة نجد الحسيني ; 10-09-2008 الساعة 12:04 AM
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شاركونا الحملة الوطنية للقضاء على آفة القات الدكتور أحمد باذيب عيادة السقيفه 173 11-21-2017 11:51 AM
المجلس المحلي بحديبو ينفذ قراره الشجاع بمنع دخول القات الى سقطرى وسط ترحاب من الاهالي حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 5 01-30-2010 01:53 PM
اين هاجرة الحكمة والأئيمان" اليمنيون ينفقون 1.2 مليار دولار على القات سنويا حد من الوادي سقيفة الأقتصاد وقضايا المجتمع 0 12-03-2009 04:06 PM
نباتات الزينة الداخلية" احمد شهاب الســقيفه العـامه 1 06-05-2009 05:14 PM
القات وأطفال حضرموت المعاناة واللامبالاة حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 04-25-2009 04:36 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas