,,,,أحلام اليقظه,,,,

[مسرور]

..

أنتِ..غير..
قالها مليون واحد
في الم..
بدمعة التمساح نزلت
والندم
بس منك..
انتَ..غير

مقارنة رائعة طرحتها شاعرتنا الماسه بين تماسيح يعرضون الحب التوددي الزائف وبين من اعتبرته مميزا في قولها له أنت غيـــر فماذا ياترى يشد الشاعر ليتغنى بخصوصية الحبيب ؟


يرى ابن أبي داؤد أن الحب في ذاته لا يعد فضيلة إلا بمقدار عفّة صاحبه فيه وسموه به عن المطالب الدنيا ... أما الحب نفسه فضعف يسوقه القدر لذوي الحس المرهف ، والحب الجدير بهذا الإسم هو الذي يعف فيه صاحبه بعاطفته حرصا منه على تخليدها .... العفّة في الحب ليست بحاجة ( إذا ) إلى فرض الأديان لها بل هي مما تقتضيه الطبائع الطاهرة .


http://song.6arab.com/7usain-aljasmy_enta-3endy.ram

أنتَ..غير..
لو الف الدنيا أو رد بالقدم..
ماألاقي ..حتى قارنت
الأسم..
يعني ..غير..
أنتَ..غير..
اسبح بدنيا الوجد
ويا الحلم..
والنجوم اللي تجلت
تنتظم..
فوقي ..غير..
أنتَ..غير..

هو غير فعلا فكيف استدلت شاعرتنا على أنه غير ؟

جاء في حديث مروي عن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : أن الأرواح جنود مجنّدة فما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف ...


يستطيع الشعراء بما يمتلكونه من خيال واسع وحس مرهف الوصول إلى الفهم الدقيق لنص الحديث ولو بالتخيّل فهل كذب جميل حين قال في بثينه التالي :

تعلّق روحي روحها قبل خلقنا
ومن بعد ما كنا نطافا وفي المهد

هنا تصل شاعرتنا إلى منظور آخر للحب في فلسفته الصوفية كما نقرأها في رسائل أخوان الصفا فماذا يرى أخوان الصفا ؟

يرى هؤلاء أن الهيام بالجمال الجسدي والوقوف عند حدوده من شان العوام والجهلة الذين إذا رأوا مصنوعا حسنا أو شخصا تشوقت نفوسهم إلى النظر اليه والتقرّب منه والتأمل فيه ولا يتجاوزون في نظرتهم حدود المادة وغاياتها الدنيئة ، وليس الحب الحق إلا باعثا من أقوى البواعث على التمسك بالفضائل ونلحظ ذلك في ارتقاء شاعرتنا بمن صنفته بأنه غير من الجسم الملموس إلى الروحيات في التالي :

أنتَ..غير..
دمعة اشواقي سَهَد
فيها اضم..
روحك اللي اتعبت
قلبي ظلم
شوقي ..غير..
انتَ..غير..
لو يكون العمر سرمد
أو عدم..
والكواكب لو تلاشت
والسدم..
نوره ..غير..

تحن شاعرتنا إلى نفسها الجزئية الأخرى وتتشوق إليها لا هياما بها في ذاتها كحب الأطفال للعب ولكن لدلاتها ومعانيها ، فالحكماء هم الذين إذا رأو صفة محكمة أو شخصا يتوافق مع طباعهم تشوقت نفوسهم إلى صانعها الحكيم ومن هنا قالت الحكماء إن الله هو المعشوق الأول ولا يستلزم حب الله والهيام به تجسيما لأن الله يحل عن التشبيه والصورة وما يرشد إليه من توق لإلتقاء روح المحب بمن يحب هو الجمال الحسي لأنه مصدره ونستشف ذلك من :

انتَ..غير..
انتظر لحظات موعد
منك لم..
تقترب مني ويعصرني
السأم..
حيل ..غير..
أنتَ..غير..
كل عمري فيك جدد
بالنغم..
تمسح الآمي تشتت
منها كم..
شي..غير ..

تستلذ شاعرتنا الألم والمرارة هياما في حب من ميزته عن غيره وسمت به إلى المراتب العليا وتغنت بألمها وشقائها في التالي وسرحت بخيالها بعيدا طالبة من الحبيب أخذها إلى شاطىء الزمرد والقمم العالية ترفعا منها بحبها الذي ستظل مبحرة به إلى ما لانهاية في البحار العميقة للحب مؤكدة له أنها ستظل بإنتظاره ، وإنتظار الحبيب دون سأم أو يأس أعلى مراتب الحب الصادق :

انتَ ..غير..
يامراراتي وياأحلى شهد
لاتصم..
سمعك لهمساتي بحت
من قدم ..
فيك ..غير..
أنت..غير..
خذني لشاطي الزمرد
والقمم..
وبسفينة عشقي ابحرت
الكلم..
في بحارك...في بحارك ...في بحارك...
بانتظارك
بانتظارك
بانتظارك

لوحة رائعة وبديعة .... رسمتها لنا الماسه بقلمها تحدثت فيها عن المناسبةالدائمة بدوام صاحبتها دون أن ترتبط بزمن معين أو ظرف محدد وطرحت تساؤلات فلسفية استخدمت فيها لهجة التمييز ( أنت غير ) عكست فيها رؤيتها التفاؤلية بوجود حبيب يشاركها نفس توجها السامي في مفهوم الحب يختلف عن من وصفتهم بالتماسيح ذارفوا الدموع الخبيثة الذين يستهون مادون الروح ولا تهمهم الروح في شيء أبدا ، وطبقت مقولة فيكتور هوجو : أن من يقرأ العالم جيدا يقرأ الحياة ...... الكون ( إذا ) هو الكتاب الذي لايحوي كذبا ولا إنحرافا ، والتأمل فيه وربط سعته ورحابته برحابة وسعة الحب الذي لا تحده حدوده ولا تمنعه سدود قراءة جيدة للحياة .


http://www.ozq8.com/song-4646.ram


هل هي أحلام يقظة ؟


ذلك ما سيستنبطه القارىء وفقا لمفاهيمه ومذهبه في الحياة


تحياتي .
.....