هل نكون بمستوى قضية شعب وبلد مغتصب ؟ ( بقلم : أبو فاروق )

[حد من الوادي]

هل نكون بمستوى قضية شعب وبلد مغتصب ؟

( بقلم : أبو فاروق )
التاريخ: الأثنين 08 ديسمبر 2008
الموضوع: كتابات حرة

واشنطن – لندن " عدن برس " خاص : 9 – 12 – 2008
قمنا بكتابة هذا المقال في مايو2008 وأطلعنا عليه بعض الاصدقاء ولم ننشره في حينها واليوم ونتيجة لظروف الحراك بالداخل والخارج قمنا بتعديله ونشرة .
بدا الحراك السياسي االذي يغطي اليوم كل مناطق جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية نتيجة لنشاط وعمل وجهود ونضال التجمعات والملتقيات الجنوبية والشخصيات الاجتماعية والسياسية المستقلة و القادة الجنوبين في الداخل والخارج واصحاب الاقلام الشريفة من ابناء شعبنا الذين امنوا بعدالة قضيتهم.

وبعد ان توج هذا النشاط المبارك باعلان الحراك السياسي كمرحلة متطورة من نضال شعبنا وبعد تجربة السنين الطويلة من النضال الشاق قدّم خلالها كوكبة من الابطال ارواحهم رخيصة في سبيل نصرة قضيتنا وابقائها حية فقد اثبت هذا التلاحم الجنوبي بان عهود الشمولية والرأى الواحد قد ولت والى غير رجعة وان قضيتنا لايمكن لحزب بمفردة ان يتولاها بل انها مسؤولية الجميع في الساحة وبدون استثناء وقضيتنا قضية شعب ،ارض ، دولة ،مصير هوية وكيان مستهدفين من قبل عصابة متغطرسة ظالمة امتهنت القمع والارهاب المنظم لتحقيق غاياتها في السلب والنهب ............ولذا فانا العمل الوطني والجبهوي الواسع اصبح دون ادني شك ضرورة تملية المرحلة بل وضمانة اكيدة للانتقال بنضال شعبنا الى مرحلة يرتقي فيها مستوى ادائنا السياسي بما يلبي متطلبات التطور المتصاعد لقضيتنا نحو استعادة حقنا المسلوب والتخلص من الظلم الجائر والذى نعاني منه منذ مايقارب الثمانية عشر عاما الماضية والعودة الى الاوضاع ما قبل الثاني والعشرين من مايو1990م.

ليتم بعدها الولوج في استكمال المشروع الحضاري الوطني النبيل للتصالح والتسامح الذي بدأته مشكورة القوى الخيرة التي تقود الحراك السياسي حاليا في الساحة من خلال دعوة كل مكونات الطيف السياسي من اقصى اليمين الى اقصى اليسار للمشاركة الحقة للجميع في صياغة مستقبل بلادنا وتحديد ملامح النظام الديمقراطي الذي يؤمن المشاركة الحقة للجميع في صنع القرار لبناء دولة النظام والقانون بعيدا عن تاثيرات الماضى الفئوي ،القبلية ،المناطقية، والسياسة الحزبية الشمولية الضيقة التي عانينا منها طيلة البضعة عقود المنصرمة وما تسببت فيه هذه السياسات من اقصاء قوى سياسية فاعلة . واندلعت بسببها حروب اهلية حصدت ارواح خيرة الرجال، ويتمت اطفالنا، وشردت افضل الكوادر تلك السياسات لم تتنكر وترفض الرأي الاخر، وتجردة من كافة حقوقة في المشاركة الحقه في رسم السياسة وصنع القرار فحسب بل تعسفت الواقع ولم تقبل به .

وكما يمليه علينا واجبنا الوطني ولضمان استمرارية نضالنا حتي يؤتي بثمارة في استعادة حق شعبنا بالحرية ،ندعو الجميع للاستفادة من اخطاء وتجارب الماضي واستخلاص الدروس والعبر منة لاضاءة طريقنا نحو المستقبل من خلال الحرص كل الحرص على ضمان اشراك الكل في تحمل هذة المسؤولية التاريخية فالمسيرة طويلة وشاقة، والوطن وتحريرة مسؤولية الجميع بدون استثناء .

لذافأننا ندعوا الى مايلي :_

الامتناع الفوري والنهائي للتهميش والتجاوز لمجثمع عدن المدني وابناءه فعدن تضل الرقم الصعب الشامخ دائما الذي لم تستطيع ظروف الماضي والحاضر ان تكسره وتجعله ينحني ، لذا لا جدوى من هذا الحراك بدون عدن وأبنائها ، فاعتذروا لعدن وأبنائها ، والتسامح والتصالح يجب ان يكون اولا مع ابناء عدن حتى يستعيدوا دورهم النقي (عدن ليست قبيلة بل هي الوطن كل الوطن ) والرائد في قيادة العمل الوطني .

ندعو الجميع رفض المصالح الشخصية والقبلية والمناطقية والولاء فقط للوطن ووضع حد لكل ما من شأنة تعكير صفو ونقاء العلاقات الاخوية ووقف كل اشكال التخوين والتشكيك في وطنية الاخرين وتوزيع الاتهامات هنا وهناك الامر الذي ليس فقط يسهل لوكلاء ومأجوري نظام الاحتلال من اختراق الحراك وتوسيع خلافاتنا وتوظيفها لصالحه بل ويهدد وحدتنا وينسفها ويضع قضيتنا العادلة في مهب الريح .

توضيح رؤية الحراك للعمل الوطني وطمأنت واشراك الغالبية الصامتة في الداخل والخارجحتى يتسنى للحراك أن يمتد لكل قرى و مدن الوطن ليحقق العصيان المدني الشامل والنزول الى الشارع سلميا ولا رجوع الا بسقوط النظام.

ان الغلو والشطط في الطرح لن يفيد قضيتنا اطلاقا بل يزيدها تعقيدا واعاقة مسيرتها وخلق اعداء بالامكان جعلهم أصدقاء وأخوة ، ولهذا فأننا نختلف مع طرح تسمية الجنوب العربي لاسباب كثيرة من ضمنها ان فكرة وتسمية الجنوب العربي استعمارية (بريطانيا اثناء حكمها للجنوب) وبكل بساطة رفضت من قبل شعبنا ( يجب قراءة التاريخ ومراجعة البشرالذين عايشوا هذة الفترة ) حيث تم الزحف الشعبي على المجلس التشريعى بعدن 24-9-1962م . لرفض اتحاد الجنوب العربي والذي رفضته كل القوى الوطنية السياسية والاجتماعية وحتى السلاطين آنذاك ، نحن أبناء دولة معترف بها في العالم اجمع ولها مقعد في الامم المتحدة وجميع الهيئات الدولية اسمها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، بهذا الاسم يعرفنا العالم بكل مؤسساتة وارتكزت عليه قرارات الامم المتحدة اثناء الحرب 931، 924 يونيو 1990

وقف كل اشكال التجني والاساءة للقيادات الجنوبية منذ ماقبل الاستقلال فهم يظلون رموزنا الوطنية بغض النظرعن اى مستجد على الأرض.( وان لا نكون مثل رئيس النظام القبلي المتخلف الذي يرفض الجميع وفقد توزانه فاصبح يوزع الاتهامات والشتائم بكل اتجاه وماجاء بهرطقته مؤخرا في ابين كان واضحا انه موجه للمناضل الجسور محمد علي احمد الذي اربك واحرق نظام صالح بحركته الهادئه وتصريحاته المنطقية والتى تخلومن الشطط والغلو).
وظروفنا اليوم غير ظروف الأمس ( كنا مرهونين بقرارات دول المنطقة ) اليوم الظرف المحلي والاقليمي والدولي ونضال شعبنا. وكنتيجة طبيعية لهذا النضال خلال السنوات المنصرمة واستجابة لما تفرضه تطورات العمل السياسي في الداخل ، فان من اولويات قيادة التحالف الجنوبي في الداخل والخارج ،البدء في التفكير والتشاورمع كل مكونات هذا التحالف والقيادات الجنوبية والشخصيات الاجتماعية والسياسية المستقلة بتشكيل حكومة وحدة وطنية في المنفى تكون هي الممثل الشرعي لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية استنادا الى قراري مجلس الامن الدولي برقمي931 ،924بهذا الشأن والذي ينص على عودة الامور الى ماكانت عليه قبل 2251990م.

اخيرا وليس باخر فاننا نجدد تأكيدنا على ضرورة توحدنا كجنوبيين ( في الوحدة قوة ) ونبذ خلافات الماضي ، التنازل لبعضنا، الأخذ برأي الاخر واحترامة ،رفض تجيير هذا الحراك لصالح افراد أو جماعات او احزاب بعينها فالوطن يدعو الجميع لتحمل المسئولية ، انها مسؤولية انسانية واخلاقية في المقام الاول فاهلنا يموتون والارض والعرض يستباح ونحن لم نتجاوز بعد اصغر الصغائر ......فهل نصحو لنعمل معا بكل اخلاص لنكون بمستوى قضية وطننا المغتصب ؟؟؟؟؟