مـن تراث حضرموت (( الحضـــرمي الملسّـن )) ...!!!

[أبوعوض الشبامي]

لصاحبكم (( أبوعوض الشبامي )) لحظات إذا استوقفته معلومة سعى نحو التثبت منها وتحقيق مادتها التاريخية ، وتسجيل خلاصة المعلومة في كشكوله الخاص . كنت أقرأ قبل عامين في ديوان الشاعر أبي نواس حتى وصلت عند قوله :

إليك أبا العباس من بين من مشى ... عليها امتطينا الحضرمي الملسنا

فماهو (( الحضرمي الملسنا )) الذي جاء ذكره في الأثر ، وجاء في شعر العرب ؟؟
الحضرمي الملسن : كما جاء في قواميس اللغة العربية هي النعال التي تنسب الى حضرموت، ويقال لها نعل حضرمية ملسنة .
وفي حديث مصعب بن عمير (( أنه كان يمشي في الحضرمي )) وهو النعل المنسوبة إلى حضرموت المتخذة بها .
وقال الشاعر كثير:

لهم أزر حمر الحواشي يطوونها ... بأقدامهم في الحضرمي الملسن

والحضرمي الملسن يقصد به (( النعال )) المصنعة بحضرموت التي أكتسبت شهرتها من لدانتها وجودتها وشكلها المميز ، وكانت تصنع قديما في حضرموت واستمرت صناعتها حتى آواخر العقد السادس من القرن الماضي قبل أن تغزي النعال المستوردة حضرموت ، وبدأ تتلاشى وينحصر استعمالها بين أبناء البادية وأرباب القنص ، وتسمى عند أرباب القنص ب (( مران ))، وربما يكاد هذا النوع من النعال يخنفي نهائيا من حضرموت ويتلاشى قريباً ، ولحسن الحظ أني وجدت منها فردتين اشترتهما من صاحبهما قبل خمس اعوام ، وإن كانت هناك اختلافا بين الفردة والأخرى إلا أني أحتفظ بهما وقد عملت صيانة كاملة لهما وهي كما تبدو للمتأمل في الصورة سر وسبب تسميتها بالملسن من شكلها.

ومهما قصد الشاعر أبونواس في قوله لممدوحه أنه سيسعى إليه ماشيا ممتطياً نعله الحضرمية الملسنة ، فإن النعال الحضرمية (( الملسنة )) قد أطبقت شهرتها وذاع صيتها بلاد العرب منذ أقدم الأزمان . كما ذاعت في عصرنا صيت وشهرة فردتي نعل (( منتظر الزيدي )) التي رماها في وجه الرئيس (( بوش )) ولربما لو عاش الشاعر (( كثير عزة )) لكان قوله في (( منتظر الزيدي )):

لهم عزة وشرف يرمونهم بها .... من اقدامهم بالحضرمي الملسن

بدوي من قبيلة سيبان بمنطقة (( العيون )) من بقية لا زالت تفضل لبس ( النعل الملسن )

.