الخبر عند مسرور

[سالم علي الجرو]

اقتباس :

تجرى التهيئة حاليا لإستنساخ حزب إشتراكي بديل يحمل هوية جنوبية خالصة .

فهمت من الإستنساخ: صور أخرى من الأصل وما أكثر الصور التي استنسخت في كثير من الكتل السياسية وحتى العشائرية ، وهي دليل على ضعف وشيء من شتات.

اقتباس :

وإذا كانت الوحدة من الثوابت فتصحيح المسار من الثوابت أيضا ، والجلوس مع الفرقاء من كل الإتجاهات لمناقشة مستقبل العمل الوطني وشؤون الوطن سيجنبنا صوملة بدأت تباشيرها تلوح في الأفق .

بعيدا عن العاطفة ولغة السياسة:
يا سيّدي الوحدة لا تفرق بين أهل الأرض ولا بين البقاع في مسارها الطبيعي ، والأهل والأرض يفرضان واقعا جديدا لا يخرج عن الطبيعة ، والواقع الجديد انتقال الأهل من مناطق الكثافة السكانية إلى المناطق قليلة السكان مما ترتب عليه كثير من المعطيات الهامّة جدا في التغيير السكاني وفي السياق الإنتخابي.

ماذا تقول في هذا الواقع الجديد؟

سياسيا:
هذا الواقع الجديد أستثمر سياسيا بين من يراهن على تذويب الأقلية في الأغلبية وينتهي الأمر وبين من وجد نفسه في انكماش وتضاؤل فعبر عن الواقع الجديد ، الطبيعي في ظاهره ، السياسي الصرف في باطنه ضمن حسابات المصالح الحزبية والفئوية للأغلبية ، عبّر عن سخطه كي لا يضيع بتصويره وكأنه احتلال وهو قد يبدو كذلك ، سياسيا ، ولكنه طبيعي ، ما المانع في انتقال مواطن من مكان إلى مكان في البلد الواحد؟

هنا مواطنة وهنا خبث ، أي هنا طبيعة وهنا سياسة . نحن نقف هنا.
نقول الوحدة من الثوابت وتقول السياسة في إدارة الوحدة: الأمر انتهى ومركب الوحدة يشق عباب المحيط ويقول الطرف المهدد بالإنقراض: الوحدة عرجاء ، نريد تصحيح مسار الوحدة.
نأتي إلى الطرف الأقوى ونجده قد هيّأ نفسه وأحاط مبانيه بأسوار الصبغة الشرعية من حيث اكتمال عناصرها ، فهو قد جاء عن طريق صناديق الإقتراعة معه الحق.
الطرف الآخر ، المنكمش طبعا يتعلل باإحتلال أو بوثيقة العهد أو الإتفاق ، مستغلا بذلك الفساد الإداري والمالي وكثير من الخطايا.
يأتي دور المعارضة الشرعية وهي التي تستطيع تصحيح مسار الوحدة من الداخل ، ولنا في لبنان أسوة.
قبل تحية الختام نود بإلحاح أن يحدث تصالح بين الرموز القيادية بعيدا عن لغة المناورات ، وأن يعطى لكل ذي حق حقه الأدبي والنضالي كإعتبار ، وأن تلعب أحزاب المعارضة أدوارها الطبيعية ضمن صلاحيات الدستور وكل هذه تحت حماية شعب واعي معترف به. كيف؟ لا ندري وبغير ذلك صدام لا محالة ، ويظل السؤال الأزلي:

من المستفيد من الصدامات؟

تحياتنا