قلمي وسيف المثنى

[وليد العمري]

* قلمي وسيف المثنى*

لي في الدُّنى سيف عزٍّ لا أُمثلُهُ ** إلاّ كسيف المثنى حيثَما رُفعا
طرسٌ من المجد أسمى أن تُحركهُ ** أناملي صار هام المجدِ مرتفعا
ما قام يهجو وضيعاً في منازلةٍ ** إلاّ حسبناه – سكراناً وقد وقعا
ما أفرط القوم حيناً في سفاهتهم ** وأهملوا أي أمرٍ كان قد شُرعا
ما جاملواْ واستغلوا الناس واستلبواْ ** حقوقهم واستلذوا قهرهم ولعا
إلاّ وقام لهم طرسي يقارعهم ** كالسَّيف ما كان عند الحرب ممتنعا
ولا أغار العدا يوماً وأنتهروا ** قومي فنالتْ بلادي منْهمُ وجعا
إلاّ وثار يراعي من سكينتهِ ** كاللَّيْثِ إن حسَّ في أشباله فزعا
هنا يخطُ يراعي من مخالبهِ ** وينفث الحبر شرَّاً ليسَ منقطعا
يَهديْ لهم من خلاق الحرب السنةً **فلا يحرم ما قد حل أوقذعا
ما دام والبدء منهم لا خلاقَ لهم ** لا بُدّ أن يتركوا للردِّ متسَّعَا
هي الحروب إذ دارت مناكِبُها ** وأسفرتْ ليس تُبقي في النَّهى ورعا
***
لي في الدنى مجد طرسٍ ليس يملكهُ ** من دان للعملة الخضراء واتّضعا
سيفٌ من السيف أمضى في شريعتهِ ** في حدَّهِ الحدُّ ما حابى ولا خضعا
ولي من الله قلبٌ طاب معدنه ** كأنَّهُ من ضروع الحقِّ قد رضعا
وليْ من الخلق دين لا أُبدلهُ ** ما نقَّص الله من دينْي وما نزعا
إلا إذا جار ظلمٌ غاشمٌ وقحٌ ** خلعت للظلم ثوباً كالذي خلعا
إذا تكسّرت الأقلامُ واتَّجرتْ ** وأشترت ثُمَّ باعتْ حِبرها دُفعا
فلتبحثواْ عن يراعي كي يناصركم ** كالسَّيف ما ساق تهريجاً ولا بِدعا
حمص
1995م للشاعر الاديب الدكتور/مقبل احمد العمري