![]() |
#1 |
شخصيات هامه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]()
دخلت سقيفة القوافي وعذب الشعر وكلام الشعراء أطوف فيها بعد غيبة طويلة عنها ، فوجدت القوم في خلاف حول شطر من بيت كتبه شاعر السقيفة السيد عبدالقادر فدعق ، يقول فيه (( تمنيت فكّه من مكه تنهي عذابي على خير ))...!!
ليس هنا محل نقاشنا القصيدة وما حوته من طرافة مستحبة عند الشعراء في زمن الهموم والأوجاع ، ولكن ما يهمنا نقاش جزئية اقتبست من مثل شعبي دارج على السنة الناس في حضرموت خاصة وفي الجنوب عامة ، وهذا المثل يقول (( فكه من مكه )) وهناك مثل آخر يقول (( إذا سعفت لش يامكه مككينا )) او كما يقول البعض (( إن جيت لش يامكه مككينا )) وهذا المثل الأخير قال عنه الاستاذ محمد عبدالقادر بامطرف في كتابه (( معجم الامثال والاصطلاحات العامية المتداولة في حضرموت ص 26 (( يقضي العوام الليالي الطوال في اسمارهم يفسرون الفعل (( مكّك )) دون ان يخرجوا طبعا طائل من محاولاتهم ولكنهم يفهمون أن المثل هو (( أنني إذا لم احترز فيما أقبل من التعرض للأمر الضار فإنني أكون مستحقا لكل ما يجرّه عليّ إهمالي من أذى )) أنتهى .. ولكن ما حكاية المثلين (( فكه من مكه )) و (( إذا سعفت لش يامكه مككينا )) ؟؟ بعيدا عن مزايدات البعض ورفع راية الادعاء في حرصهم وحدهم للمقدسات تعالوا معا نطوف في المراجع التاريخية ونقف وقفة المتفحص المتمعن لمعنى كلمة (( مكة )) كما جاءت في النقوش العربية الجنوبية القديمة ، ولو تتبعنا عبادة القمر المنتشرة قديما في جنوب الجزيرة العربية لوقفنا عند عبادة السبئيين لعبادة القمر أو كما يعتقد البعض أنهم يطلقون عليه إله (( المقة )) ويرجح البعض أن (( مقة )) هو اسم موضع مقدس كانت تذبح فيه القرابين وتعبد الالهة الوثنية قديما وتقدم فيه النذور، ويقول المؤرخ ديتلف نلسون في كتابه (( الديانة في العربية الجنوبية )) أن النقوش المكتشفة في جنوب الجزيرة العربية ورد فيها إسم (( المقة )) أكثر من الف مرة ...!! وكلنا يدرك ويلاحظ بأن بعض من أهل اليمن كانوا ولا زالوا يقلبون حرف القاف الى (( كاف ))، لهذا ليس من المستبعد أبداً أن يكون هناك علاقة بين اسم (( مكة )) وبين (( المقة )) على فرضية أن (( المقة )) معبوداً كانت تقدم له القرابين في حضارات العربية الجنوبية . ويبدو أن المثل (( فكة من مكة )) و(( إذا سعفت لش يامكه مككينا )) من الأمثال القديمة جدا وتسربت من تلك العصور وبقيت عالقة في الذاكرة الشعبية ولا يستبعد ان تكون صيغة المثل على النحو الآتي : (( فكة من مقة )) و (( إذا سعفت لش يا(( المقة )) مققينا ))...!!على اعتبار أن بعض اليمنيين يحولون القاف كافا تحول اسم (( المقة )) الى مكة ...!! لهذا نأخذ شطر بيت شاعرنا عبدالقادر فدعق على محمل أنه (( تمنيت فكه من ( مقه )) تنهي عذابي على خير )) وهنا يأتي المعنى من خلال سياق شرحنا لمعنى (( مكة )) في الأمثال الحضرمية ...!! وحتى لا نقضي أسمارنا في جدال كما وصف ذلك بامطرف وقال في كتابه المذكور (( يقضي العوام الليالي الطوال في اسمارهم يفسرون الفعل (( مكّك )) دون ان يخرجوا طبعا طائل من محاولاتهم ولكنهم يفهمون أن المثل هو (( أنني إذا لم احترز فيما أقبل من التعرض للأمر الضار فإنني أكون مستحقا لكل ما يجرّه عليّ إهمالي من أذى ))..!! فعلينا أن نأخذ بتفسير المثل كما شرحه الأستاذ محمد عبدالقادر بامطرف ونبتعد عن الجدال الذي لا طائل منه!! . . . |
التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 04-28-2009 الساعة 11:18 PM |
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|