صمتكم عار يا عرب لما يجري في الجنوب ( بقلم : سلوم صالح باسلوم )

[حد من الوادي]

صمتكم عار يا عرب لما يجري في الجنوب ( بقلم : سلوم صالح باسلوم )

التاريخ: الأحد 10 مايو 2009
الموضوع: كتابات حرة


عدن – لندن " عدن برس " خاص : 11 – 5 – 2009

أن مسمى الوحدة والإيمان بها كهدف يحقق غايات الشعوب من الرخاء والوئام والسلام أجمل من الجميل ولكن في علمنا العربي المعاصر من يعتقد ان معنى الوحدة هو الضم والإلحاق والظلم والتعسف ونهب خيرات الشعوب وفرض هذا الخيار بقوة السلاح واحتلال ارض الآخرين من أجل أهداف دنيئة لا تمت لهذا الاسم بشي ، وليس إلى هنا وينتهي الأمر بل ارتكاب أبشع جرائم العصر من مذابح ومجازر للأطفال والنساء والعجزة والشباب تحت هذا المسمى ويتفننون في إشباع رغباتهم النازية أمام العالم اجمع والجميع يتفرج.


فلو نعود بالتاريخ وعلى الخارطة قليلا الى الوراء وبالتحديد ما قبل 1990م نجد ان هناك دولتين في جنوب الجزيرة العربية هما جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ( دولة النظام والقانون بل دولة نموذجية في جزيرة العرب ) ويشهد بذلك القاصي والداني والجمهورية العربية اليمنية ( دولة القبيلة والمشايخ ) وعبر العصور التاريخية ضل الوضع هكذا وعاش الشعبين متجاورين ، وقد حصلت عدت حروب شرسة بين الشعبين الجارين وحصدت الكثير من الأرواح والممتلكات وهذا شي لا يخفى على احد .


ومع المتغيرات الدولية في العام 1990م اتفق الكيانين ( الحكومتين ) على انجاز هدف وغاية سامية تحقق للشعبين الرخاء والوئام وهو ( الوحدة ) وبدون الرجوع الى الشعب وخصوصا شعب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية فوقعا الوثيقة ( الاتفاق ) وتحقق الهدف وللحقيقة ان شعب الجنوب العربي هو من كان الضحية في هذه النكبة واليوم المشئوم فلم تمر ثلاث سنوات حتى جاء الاختلاف بين الطرفين وأعلن اليمن الحرب الشاملة على ارض وشعب الجنوب وفرض هذا الخيار بالقوة وأصبح محتلا للأرض والإنسان الجنوبي وكما يقولون بألسنتهم ( وحدة معمدة بالدم ) . هنا انتهي خيار الوحدة الحقيقي وتفرغ من مضمونة وجوهرة وأصبح الاسم وحدة في ضل احتلال مقيت وبغيض وأصبحت الأرض محتلة والإنسان مستعبد ونهبت الثروات وكل مكونات الدولة الندية لتصبح الحياة فوضى بمعنى الكلمة وليس هنا انتهينا بل بدأت التصفيات والانتقام من شعب الجنوب العربي المهزوم للحروب السابقة التي خاضتها حكومتهم السابقة مع جمهورية القبائل والمشايخ فقسموا الأرض الى مربعات أخذ كل متنفذ منهم نصيبه وتعاملوا مع المواطن الجنوبي من الدرجة الخمسين ان لم يكن المائة ، وانتهكت المحارم والأعراض دون حياء او مخافة من الله .


انتشر التتار في الجنوب وعاثوا فيها فسادا . فلو كانوا هؤلاء يؤمنون بوحدة هل يكون التعامل هكذا ؟ لا والله والعرب يعلمون ويتفرجون . ارتكبت خلال الفترة تلك أبشع الجرائم والمذابح وكان الأولى بمحكمة الجنايات الدولية ان تحاكم هؤلاء وتصدر بحقهم الحكم قبل ان يصدر حكم عمر البشير ومشكلة دارفور . لكن لم يحدث ذلك . تحمل شعب الجنوب كل المآسي التي يندى لها الجبين وعاش مع الواقع المرير مكافحا مناضلا في سبيل تحقيق الغاية والهدف وهو العودة الى الاستقلال وهذا حق شرعي واليوم وبعد مرور ثمانية عشر عاما على وحدة الزيف والخداع نرى أمامنا ما يحدث من مجازر ومذابح في ردفان والحبيلين والصبيحة وطور الباحة وحضرموت وشبوة وأبين ولحج ، الا يصحى الضمير العالمي والإنساني والعربي لرفع الظلم عن هذا الشعب ؟ الا تنظر محكمة الجنايات الدولية في محاكمة طاغية اليمن ؟ الا ترسل مبعوثين دوليين للإطلاع على ما حدث ويحدث حتى يومنا ؟ اما جامعة العرب ومنظمة العالم الإسلامي نحن نعرف انها لن تعمل شي فهي ميتة كما وحدة الزيف والخداع منذو 1990م بعد دخول طاغية العراق الى الكويت ولكن هناك من الخيرين العرب الذين يعلمون ما يحدث وخصوصا جيراننا دول التعاون الخليجي ويؤمنون ان الصامت على الجريمة شريك فيها ويأبى عليهم ان يقفوا امام الله بتلك التهمة ونتعشم فيهم خيرا .


وللأمانة يا عرب انني شاهدت بأم عيني كيف يتعامل الجندي اليمني مع الطفل الجنوبي شي تقشعر له الأبدان ويشيب من هوله الشبان وآه من الاحتلال العربي لأخيه العربي ، لقد شاهدت طيلة حياتي من خلال التلفاز المجازر والمعاملة القاسية التي يتعامل بها بني صهيون مع الأشقاء الفلسطينيين ولكن ليس هناك مقارنة فالمحتل العربي اشد واظلم .واعتقد ان الكثير قد يقول ان هناك مبالغة في الأمر ، ولكن أكد لكم ان هذه حقائق يومية على الأرض .ممارسات لا إنسانية . شاهدت طفلا في عدن وبالتحديد قبل أيام كان مشاركا في الاحتجاجات الأخيرة في الهاشمي يقبض علية من قبل ثلاثة جنود من الأمن المركزي ويضرب بالعصا الغليظ وهو يصيح بأعلى صوته والجندي يقول للأخر اضرب حتى ينكسر العظم ، وحتى لا يعود مرة أخرى للتظاهر رأيت ما لم يكن يتوقع في الحسبان من دعاة الوحدة المزيفة والمفروضة بالقوة حسبنا الله ونعم الوكيل . اتقوا الله يا عرب فالحل واضح ليس عليه غبار وقبل فوات الأوان اعترفوا بحكومة الجنوب العربي وقولوا للظالم أنت ظالم قبل ان يأتي عقاب عليكم من رب السموات والأرض . انصروا المظلوم لعل الله يرحمنا برحمته .

لا حل في قضية الجنوب العربي غير الاستقلال وهذا واقع يجب الاعتراف به قبل ان تحدث الكارثة . وفي الأخير نناشد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالتدخل لوضع حل لهذه القضية التي صدر فيها قرارين من الأمم المتحدة شعبين مختلفين في الثقافة والتاريخ والعادات والتقاليد اتحدا دون ان يراعى للفوارق والخصوصيات التي تجمع كل شعب واختلفا بعد الاتفاق مباشرة واستمر الصدام بين الثقافتين 18 عاما هل من مجيب ؟ هل من رفع للظلم ؟ هل من استجابة لتنفيذ فرارات الأمم المتحدة ؟ ام إننا نترك المذابح والمجازر تستمر مدى الزمن تحت مسمى الوحدة الزائف ونحن نتفرج ؟ اين العدالة وحقوق الإنسان ؟