01-14-2010, 05:49 PM | #17 | ||||||
شخصيات هامه
|
.
من أراد أن يتفقه في اللغة الحضرمية عليه بقراءة شعر المحضار .. لأن في شعر المحضار بانوراما رائعة في مزج اللغة الحضرمية ساحلا ومشقاصا وواديا وسهلا وجبلا ... ربما أقف وقفات حول شعراء الشعر الشعبي الحضرمي وربما هناك من هنيات وكسرات وخلل وضعف في الصورة والمفردة والعبارة ، ولكن هناك ثمة شاعرين أقف عند قراءتي أو سماعي لشعرهما وقفة إجلال لموهبتهما الفذة ، وشعرهما الرائع حيث التوظيف الجميل للغة الحضرمية في رسم الصور والأخيلة والتعبير عن خوالج الأنفس وتوظيف المفردة والعبارة توظيفا رائعا . فالشاعران هما الشاعر علي بن حسن العطاس (( صاحب المشهد )) والشاعر الثاني حسين أبوبكر المحضار . لعلي استذكر ما كتبته حول الكلمات الدخيلة في اللغة الحضرمية كلمة (( بار )) وكتبت عنها : هذه الكلمة الكلمة (( بار )) تحمل في لغتنا الحضرمية ثلاثة معاني: المعنى الاول : لكلمة (( البار )) كما اسلفت من الفارسية وهو يعني ( القوة والشدة ) . والمعنى الثاني : لكلمة (( بار )) يأتي بمعنى السر وهذا المعنى مستوحى من التراث الصوفي الحضرمي ، فالسر الالهي قد يضعه في اضعف خلقه والحديث الشريف (( رب اشعث اغبر لو أقسم على الله لأبره )) هنا يحيلك للمدلول الصوفي الذي يأول إليه هذا الحديث ...!! فمن اسماء الله (( الباري أو البر )) وهو دون (( البار )) والباري هو الذي خلق البرية .. وهناك العباد الصالحون الذين خلقهم الله منهم الملائكة (( كرام بررة )) ومنهم غير ذلك وهم عباده الأبرار(( إن الأبرار لفي نعيم .... .وكشف (( البار )) هو كشف السر الألهي والذي لا يجوز لأي عبد من الأبرار كشف السر الألهي (( بار )) . من هنا ندرك كيف استلهمت ثقاتنا الحضرمية التي امتزجت بالتراث الصوفي أن كشف السر أي كشف سر (( الباري )) مصطلح يقال له (( بار )) وقد وظف هذا المصطلح الصوفي الشاعر الغنائي حسين المحضار في قوله :
سمع من حديثـي واخبـاري = والذي في الغيب الله خبيـرة وخل البريـة علـى البـاري =عسى عسى لا انكشف لي بار اما المعنى الثالث : للبار فهو من البر .. كبر الوالدين وهو الاحسان في حقهما وحق الأقربين من الأهل ضد العقوق وهو الإساءة إليهم والتضييع لحقهم . وقيل (( فلانا بارا في أهله )) أي عطوفا ومحسنا لهما...!! تأملوا كيف وظف الشاعرحسين المحضار كلمة (( البرية - الباري - بار )) ؟؟؟ البرية هي الخلق. والباريء هو الذي يبرأ الخلق من الأمراض والعلل الروحية والجسدية . وبار هو (( السر )) الذي يودعه في قلوب الأبرار . والبيت الأخير يقال له في علم البلاغة (( الجناس )) ...!! أين المتطاولون على شعر المحضار من فهم شعر المحضار ودراسته دراسة صحيحة ؟؟ وحكاية هؤلاء المتطاولين تذكرني بحكاية القرد الذي لطم الأسد ، قيل أن قردا من قرود الغابة فكر في الشهرة (( يبحث عن الشهرة )) فأهتدى الى فكرة أن يلطم الأسد (( ملك الغابة )) فإذا أنتقم منه الأسد وقتله فتكون شهرته داعت في الغابة (( بين الحيوانات )) بأنه نازل أسدا ولطم الأسد ... وإن صمت عنه الأسد فستقول (( الحيوانات في الغابة )) أن الأسد خاف من القرد ولم يدافع عن نفسه ... فتقدم القرد نحو الأسد في حضور الحيوانات ولطم الأسد ... فتعجب الأسد من هذا التصرف فسأل القرد عن سبب إقدامه على هذا التصرف الغريب فأخبرالقرد الأسد بالحقيقة وهو يرتعد وأنه يريد الشهرة ؟؟ فزأر الأسد بصوت قوي وتطاير الشرر من عينيه فأرتعب القرد خوفا ورعبا (( وعملها في نفسه )) ثم سقط مغشيا عليه ...!! . |
||||||
التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 01-14-2010 الساعة 06:02 PM |
|||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|