يا شاعرنا المحضار .. هل حقا حبل الهوى أرهف من الشعرة ؟

[باغوزه]

اعتذر لك اخي العزيز والكاتب الاديب رياض عوض باشراحيل عن المرور هنا في زاوية تعد من اهم الزوايا الفنية التى تتحدث عن ثقافة الشعر في كلمات الحبيب الفقيد الحاضر في قلوبنا المرحوم / حسين ابوبكر المحضار طيب الله ثراه .

حقيقة وانتم ياسيدي الكريم من خيرة جلساء الحبيب ولسان حال ما يكتب عنه حقيقة بأنكم خير من حفظ الامانه وصان العهد عندما نجد بين الحين والآخر موضوعا تتحدثون فيه عن مآثر هذا الرجل وتغوصون في بحر اشعاره لمعرفة طلاسم ورموز مايذهب اليه الشاعر في ثقافته الشعريه فى كلماته الخالده .

اتذكر كنت معك وبجواري الحبيب المحضار رحمه الله في الدمام ومعنا الفنان علي العمودي واحمد ياسين في منزل احد اصدقاؤه وعلى ما اعتقد انه باعقيل السقاف وكنت اغني ( بقفل الباب واحسن من مصالاة بحسن ) وكانت هذه الاغنية حديث المجالس كونها جديده وكانت مغامرة منى ان اغنيها في حضرته دون ان نعمل عليها بروفات اويكون لها ترتيب مسبق او نتعمق فى كلماتها .. كان الحبيب رحمه الله يملي علي الكلام وانا اغني لدرجة اننى لم اعير اهتماما للاغنية بقدر ماكنت احرص على تلقي تمتماته في الكلام لحتى وصلت الى الكوبليه الاخير والذي حيث تدارك رحمه الله الموقف وقال لي : لاسرح راعي الماعز ضوا راعي الضان .. بس انا للاسف ماسمعته تماما وقلت ( لاسرح راعي الضانه ضوا راعي الضان ) والتفتت اليه وقد اغرق في الضحك .. ههههه عندما انتهيت من الاغنية اعتذرت له لان الاغنية جديدة ولكنه بابتسامته قال لى : ماحد يسرح بضانه واحده ياباغوزه ..

نعم فان من كلماته واستشهاده بالامثال والحكم فى قصائده هو مايضفى على القصيده المحضاريه طابع فريد يعكس قوة الكلمة وثقافة الشاعر فمثلا :

مجراي فى مجرى سفينة نوح ... بلاغة فى الكلام وذهاب الى حيث لم يذهب غيره فى التشبيه

كان رحمه الله لايفوت اية مناسبة او حدث دون ان يصيغه فى قالب اغنية او قصيده واتذكر عندما دخلت التلفونات للشحر لاول مره وقصيدته .
لا عاد ترسل لي رسول اليوم كلمنا من التليفون .

وكثير من كلمات الشاعر المحضار التى لم تأتى من فراغ بل كانت لكل قصيدة حدث ولكل حدث قصيدة ايضا .

رحم الله الشاعر الكبير حسين ابوبكر المحضار واسكنه فسيح جنان الخلد ودار النعيم ورزقه الجنة ونعيمها انه تعالى سميع مجيب .

نشكرك جزيل الشكر اخي رياض باشراحيل على ما تجود به هنا وهناك من ابداع وتميز في الحديث والموضوع الذي يستحق الوقوف باجلال وتقدير لاهتماماتك الطيبة وجهودك الخيرة في الحفاظ على هذا الموروث واضاءة انوار مجالس الحبيب دائما بابرازكم صورا رائعة للتذكير بهذه القامة والهامة الشعرية في حياتنا .
نتمنى لك اخى العزيز دوام التوفيق والنجاح وموفورا من الصحة والسلامة والعافيه على طاعة الله ورضاه دائما وابدا

....