![]() |
#1 |
مشرف سقيفة التصميم والجرافيكس
![]()
|
![]() يقصد بالتلوث الفكري التلوث بالأفكار أو القيم التي تصيب الإنسان وذلك عن طريق الغزو الثقافي وهو تلوث عالمي الانتشار، حيث تشكو منه الدول الأوروبية إزاء غزو الثقافة الأمريكية لهذه الدول على عكس الأنواع الأخرى من الملوثات مثل التلوث الكيميائي والفيزيائي والحيوي والتي تكون محدودة التأثير نسبياً مهما طال مجالها، ويقصد بالتلوث الفكري وجود تأثير ثقافي جاد مسيطر باتجاه واحد والتلوث الفكري يصيب الأفراد ، وبعضاً من الناس ضعفاء النفوس الذين غرتهم الحياة الدنيا بما فيها من إغراءات والوصول إلى المناصب على حساب أفراد آخرين وهؤلاء كثيرون يزداد عددهم يوماً بعد الآخر وهؤلاء الأفراد أو الجماعات من البشر منتشرون بمجتمعاتنا وهم أًصناف متعددة ويلبسون ثياباً مختلفة حتى إذا أراد الواحد منهم الوصول إلى هدفه أو غايته لبس ثياب العمالقة حتى يصبح عملاقاً وهو في الحقيقة قزماً . والغزو الثقافي والتلوث الفكري الذي يتجلى في تسويق المفاهيم الغريبة فهو حرب نجوم من نوع خاص يتجلى في ثقافة الترفيه والضياع والإمتاع، إن التلوث الفكري يتجلى في أكساء الإنسان ثوباً غير ثوبه وإكسابه هوية غير هويته . يخص فرداً أو مجمعاً بل يطول إلى دول وإلى عالم آخر . ويقول المفكر "فيكتور هوغو" قد نستطيع مقاومة غزو السلاح لكننا لا نستطيع مقاومة غزو الأفكار وذلك أننا لا نتمكن من الحيلولة دون وصول أفكار الآخرين وثقافتهم إلينا" . ولكن في الوقت نفسه مطالبون بالحذر كل الحذر من هؤلاء الناس سواء على مستوى الأفراد أو المجتمعات أو من التكنولوجيا أو مما تنقله وسائل الإعلام وأجهزتها وتبثه على برامجها . فالإنسان يعيش ليبني هذه الأرض وهذه أمانة إلى يوم أن تقوم الساعة وأن يكون وفياً في جميع مجالات عمله، والبشر يعيشون وسط هذا العصر تحيط به عوامل حصاد ما زرعوه من حروب وتحضر ورفاه وكلها عوامل تهدد وجودهم على الأرض من خلال ما حصدوه من تجارب الأسلحة النووية والكيميائية وتلوث البيئة واستنزاف طبقة الأوزون وحدوث تغيرات مناخية فالعالم أصبح عالماً متصلاً مشتركاً صغيراً بأبعاده نسبياً وكبيراً بموارده والتي تتأثر وتنتهك يوماً بعد يوم . أننا اليوم أمام أزمة حقيقية موجهة تتطلب منا تحديد علاقات الاستقبال الثقافي الفكري بقوة العراقة التي تمتلكها الثقافة والأصالة العربية وديننا الإسلامي الحنيف لذا يجب علينا أن تكون أساليب المواجهة لهذه الثقافة الوافدة قوية ومنيعة وأن نفرض ثقافتنا عبر منطق العالم العقلاني المستنير وهذا من مهام الإعلام بكل وسائله وحيثياته لأن الجهاز الإعلامي بجميع وسائله وأدواته ومؤسساته يجب أن يتبنى عمليات الفرز لكل ما يخل بالتوازن بين التطور التقني للحضارة والرفاه والتطور العقلي للإنسان . |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|