![]() |
#1 |
حال نشيط
![]()
|
![]()
قصيدة الإمام الحداد
![]() (إذا شئتَ أن تحيا سعيداً مدى العُمر) إذا شئت أن تحيا (إذَا شِئْتَ) أَن تَحْيَا سَعِيْداً مَدَى الْعُمْرِ وَتُجْعَلَ بَعْدَ الْـمَوْتِ فِيْ رَوْضَةِ الْقَبْرِ وَتُبْعَثَ عِنْدَ النَّفْخِ فِيْ الصُّوْرِ آمِنَاً مِنَ الْـخَوْفِ وَالْتَّهْدِيْدِ وَالطَّرْدِ وَالْخُسْرِ وَتُعْرَضَ مَرْفُوْعاً كَرِيْماً مُبَجَّلاً تُبَشِّرُكَ الأَمْلاَكُ بِالْفَوْزِ وَالأَجْرِ وَتَرْجَحَ عِنْدَ الْوَزْنِ أَعْمَالُكَ الَّتِيْ تُسَرُّ بِهَا فِيْ مَوْقِفِ الـحَشْرِ وَالْنَشْرِ وَتَمْضِيْ عَلَى مَتْنِ الصِّرَاطِ كَبَارِقٍ وَتَشْرَبَ مِنْ حَوْضِ النَّبِيْ الْـمُصْطَفَى الطُّهْرِ وَتَخْلُدَ فِيْ أَعْلَى الْـجِنَانِ مُنَعَّماً حَظِيَّاً بِقُرْبِ الْوَاحِدِ الأَحَدِ الْوَتْرِ وَتَنْظُرَهُ بِالْعَيْنِ وَهْوَ مُقَدَّسٌ عَنِ الأَيْنِ وَالتَّكْيِيْفِ وَالْحَدِّ وَالْحَصْرِ (عَلَيْكَ) بِتَحْسِيْنِ اليَقِيْنِ فَإِنَّهُ إذَا تَمَّ صَارَ الغَيْبُ عَيْناً بِلاَ نُكْرِ وَكُنْ أَشْعَرِياًّ فِيْ اعْتِقَادِكَ إِنَّهُ هُوَ الْـمَنْهَلُ الصَّافِيْ عَنِ الزَّيْغِ وَالْكُفْرِ وَقَدْ حَرَّرَ الْقُطْبُ الإمَامُ مَلاَذُنَا عَقِيْدَتَهُ فَهْيَ الشِّفَاءُ مِنَ الضُّرِّ وَأَعْنِيْ بِهِ مَنْ لَيْسَ يُنْعَتُ غَيْرُهُ بِحُجَّةِ إسْلاَمٍ فَيَا لَكَ مِنْ فَخْرِ وَخُذْ مِنْ عُلُوْمِ الدِّيْنِ حَظّاً مُوَفَّراً فَبِالعِلْمِ تَسْمُوْ فِي الْحَيَاةِ وَفِي الْحَشْرِ وَوَاظِبْ عَلَى دَرْسِ الْقُرَآنِ فَإِنَّ فِيْ تِلاَوَتِهِ الإِكْسِيْرَ وَالشَّرْحَ لِلصَّدْرِ أَلا إِنَّهُ الْبَحْرُ الْـمُحِيْطُ وَغَيْرُهُ مِنَ الْكُتْبِ أَنْهَارٌ تُمَدُّ مِنَ الْبَحْرِ تَدَبَّرْ مَعَانِيْهِ وَرَتِّلْهُ خَاشِعاً تَفُوْزُ مِنَ الأَسْرَارِ بِالْكَنْزِ وَالْذُّخْرِ وَكُنْ رَاهِباً عِنْدَ الْوَعِيْدِ وَرَاغِباً إِذَا مَا تَلَوْتَ الْوَعْدَ فِيْ غَايَةِ الْبِشْرِ بَعِيْداً عَنِ الْـمَنْهِيِّ مُـجْتَنِباً لَهُ حَرِيْصاً عَلَى الْـمَأْمُوْرِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ وَإِنْ رُمْتَ أَنْ تَحْظَى بِقَلْبٍ مُنَوَّرٍ نَقِيٍّ عَن الأَكْدَارِ فَاعْكِفْ عَلَى الذِّكْرِ وَثَابِرْ عَلَيْهِ فِيْ الظَّلامِ وَفِيْ الضِّيَا وَفِيْ كُلِّ حَالٍ بِاللِّسَانِ وَبِالسِّرِّ فَإِنَّكَ إِنْ لازَمْتَهُ بِتَوَجُّهٍ بَدَا لَكَ نُوْرٌ لَيْسَ كَالشَّمْسِ وَالْبَدْرِ وَلَكِنهُ نُوْرٌ مِنَ اللهِ وَارِدٌ أَتَى ذِكْرُهُ فِيْ سُوْرَةِ النُّوْرِ فَاسْتَقْرِ وَصَفِّ مِنَ الأَكْدَارِ سِرَّكَ إِنَّهُ إِذَا مَا صَفَا أَوْلاكَ مَعْنَىً مِنَ الْفِكْرِ تَطُوْفُ بِهِ غَيْبَ الْعَوَالِمِ كُلِّهَا وَتَسْرِيْ بِهِ فِيْ ظُلْمَةِ اللَّيْلِ إِذْ يَسْرِي وَبِالْجِدِّ وَالصَّبْرِ الْجَمِيْلِ تَحُلُّ فِيْ فَسِيْحِ الْعُلا فَاسْتَوْصِ بِالْجِدِّ وَالصَّبْرِ وَكُنْ شَاكِراً للهِ قَلْباً وَقَالِباً عَلَى فَضْلِهِ إِنَّ الْـمَزِيْدَ مَعَ الشُّكْرِ تَوَكَّلْ عَلَى مَوْلاكَ وَارْضَ بِحُكْمِهِ وَكُنْ مُخْلِصاً للهِ فِي السِّرِّ وَالْجَهْرِ قَنُوْعاً بِمَا أعْطَاكَ مُسْتَغْنِياً بِهِ لَهُ حَامِداً فِيْ حَالَيِ اليُسْرِ وَالعُسْرِ وَكُنْ بَاذِلاً لِلْفَضْلِ سَمْحاً وَلا تَخَفْ مِنَ اللهِ إِقْتَاراً وَلا تَخْشَ مِنْ فَقْرِ وَإيَّاكَ وَالدُّنْيَا فَإِنَّ حَلاْلَهَا حِسَابٌ وَفِيْ مَحْظُوْرِهَا الْـهَتْكُ لِلسَّتْرِ وَلَا تَكُ عَيَّاباً وَلا تَكُ حَاسِداً وَلَاْ تَكُ ذَا غِشٍّ وَلا تَكُ ذَا غَدْرِ وَلَا تَطْلُبَنَّ الْـجَاهَ يَا صَاحِ إِنَّهُ شَهِيٌّ وَفِيْهِ السُّمُّ مِنْ حَيْثُ لا تَدْرِيْ وإياكَ والأَطْمَاعَ إنَّ قَرِيْنَهَا ذَلِيْلٌ خَسِيْسُ الْقَصْدِ مُتَّضِعُ الْقَدْرِ وَإِنْ رُمْتَ أَمْراً فَاسْأَلِ اللهَ إنَّهُ هُوَ الْـمُفْضِلُ الْوَهَّابُ لِلْخَيْرِ وَالْوَفْرِ وَأُوْصِيْكَ بِالْخَمْسِ التِيْ هُنَّ يَا أَخِيْ عِمَادٌ لِدِيْنِ اللهِ وَاسِطَةُ الأَمْرِ وَحَافِظْ عَلَيْهَا فِي الْجَمَاعَةِ دَائماً وَوَاظِبْ عَلَيْهَا فِي العِشَاءِ وَفِيْ الفَجْرِ وَقُمْ فِيْ ظََلامِ اللَّيْلِ للهِ قَانِتاً وَصَلِّ لَهُ وَاخْتِمْ صَلاتَكَ بِالْوِتْرِ وَكُنْ تَائِباً مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ أَتَيْتَهُ وَمُسْتَغْفِراً فِيْ كُلِّ حِيْنٍ مِنَ الْوِزْرِ عَسَى الْـمُفْضِلُ الْـمَوْلَى الْكَرِيْمُ بِمَنِّهِ يَجُوْدُ عَلَى ذَنْبِ الْـمُسِيئِينَ بِالْغَفْرِ فَإِحْسَانُهُ عَمَّ الأنَامَ وَجُوْدُهُ عَلَى كُلِّ مَوْجُوْدٍ وَإفْضَالُهُ يَجْرِي وَصَلِّ عَلَى خَيْرِ الْبَرِيَّةِ كُلِّهَا مُحَمَّدٍ الـمَبْعُوثِ بِالْعُذْرِ وَالنُّذْرِ نَبِيِّ الْهُدَى مَنْ عَظَّمَ اللهُ شَأْنَهُ وَأَيَّدَهُ بِالْفَتْحِ مِنْهُ وَبِالنَّصْرِ عَلَيْهِ صَلاةُ اللهِ ثُمَّ سَلامُهُ صَلاةً وَتَسْلِيماً إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ مَعَ الآلِ وَالأَصْحَابِ مَا هَبَّتِ الصَّبَا وَمَا زَمْزَمَ الْـحَادِي وَمَا غَرَّدَ الْقُمْرِي |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|