المسألة واضحة ، أخي المتشنّج
وسهلة الفهم ، ليس بها تعقيد من وجهة نظر الأمّة تحت سماء الله ، وهي بالغة التّعقيد والخطورة تحت حماة الأعلام المرفرفة .
إلى عام 1900ميلاديّة كنّا نعامل بعضنا في عموم الساحة العربية كإخوة ، ونقول بالأخوّة في أشعارنا وخلال محادثنا ، مترجمين ذلك بالسلوك ، ومن رغب السفر من الأجداد ، فالإهتمام بزاد الطريق نظرا لصعوبة الحصول عليه أكثر من الإهتمام بمستندات السفر . ورغم الفقر المحيط كانوا يضحكون من الأعماق ، واليوم نعامل بعضنا كأعداء ، ونقول بالعداء في بطوننا ، مترجمين ذلك بالحدود الصارمة ونقاط التّفتيش ، وبالرغم من التّخمة المحيطة ، فإننا نبكي في الأعماق من الأعماق .
المسألة واضحة جدا لا تحتاج إلى كثير خطب ولا كثير لقاءات ، ولا كثير أسئلة ، هو سؤال واحد فقط:
ألم يحن الوقت لإعادة بسمة الماضي؟
ما أسهل العودة إلى طبيعة الألفة تحت سماء الله وتحت الأعلام المرفرفة إذا ما أبعدنا عنا كلّ مؤذي وشيطان ، وإذا ما شرعنا في طريق العودة فأيسر الطرق ، طريق توطين المال العربي في دياره ، وحراسة جميع الأعلام المرفرفة من قبل جميع الأشقياء الذي سيتحولون بالضرورة والمحصّلة إلى أشقاء إسم وصفة ومعنى . لن يكون بين يوم وليلة حتى نزيل الأكسدة ويعود المعدن إلى بريقه ولمعانه ، والصينيون الذين حوّلوا الآدميين إلى آلات سنتفوّق عليهم إذا ما قررنا: إعادة الآدميّ إلى آدميّته
لن تتركنا الشياطين المؤذية ولن نتركها ، ولكن من الحكمة أن نقول للشيطان:
تعامل معنا مثل ما تتعامل مع صغارك في ديارك ، فلا فرق بيننا كلّنا لآدم وآدم من تراب ، وإلى الفوائد التي ستجنيها:
كتم الفرقعات في ديارنا وإلى الأبد
تأميم البارود ومصادرته وترحيله إلى غير رجعة
دفن مادّة التّي إن تي في الرّمال العربية ومن فوقها نغرس النّخيل وكافة الأشجار المثمرة ، ونأكل مما أفاء الله به علينا من ثمرات الأشجار .
وعندها سنستقبل ولاة أمورنا في الحدائق العامة بدون ضجيج ولا زحمة وسنرميهم بالورود ونحن نضحك وهم يبتسمون