المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


صباح الجمعة الماضية كانت صنعاء قد سقطت في أيدي رجالات قبيلة بني ضبيان،

سقيفة الأخبار السياسيه


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 10-27-2010, 01:23 AM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

صباح الجمعة الماضية كانت صنعاء قد سقطت في أيدي رجالات قبيلة بني ضبيان،


اغتيال معنى الدولة..!

2010/10/26 الساعة 19:19:56 أحمد عبدالرحمن

صباح الجمعة الماضية كانت صنعاء قد سقطت في أيدي رجالات قبيلة بني ضبيان، أشهر القبائل في عمليات الاختطاف، حدث ذلك بعد مقتل الشيخ الدماني ناصر أحمد السالمي، لتعيش العاصمة حالة طوارئ غير معلنة، وفوضى سرت في كل أجزائها. عملية القتل المؤجلة والمُـرحلة منذ أكثر من عقد بسبب ثأر قديم، يعود إلى العام 1989م مع قبائل السهمان بعد مقتل شيخها حسين بن علي القاضي.

عملية الانتقام المؤجلة والمرحلة بعمليات صلح قبلية، متمثلة بما يسمى في الأعراف القبلية بـ"التحكيم"، وبصلح يتجدد كل خمس سنوات على حد الشيخ عبد الله حسين راجح منسق أبناء الثوار، هي نتاج طبيعي لغياب الدولة، وسلبيتها تجاه كل ما يمزق الأمن والسلم الاجتماعي، العملية التي قام بها أحد أفراد الأمن المركزي وببزته العسكرية تسببت في مواجهات راح ضحيتها أكثر من ستة أشخاص – حتى كتابة هذه المادة- من طرفي القتال العبثي المتمثل بقبيلتي بني ضبيان وآل السهمان، وكان العدد قابلٌ للزيادة، لولا وساطة سريعة من قبيلتي خولان والحدأ احتوت الموقف المتصاعد من الطرفين، والذي انتهت فترته يوم أمسٍ الأول "الأحد"، قبل هذا الحادث كانت طريق صنعاء- تعز قد توقفت حركتها بسبب مواجهات بين قبيلتين الأولى من يريم إب، والأخرى من ذمار، كل هذه المواجهات والتصفيات المباشرة كانت ساحتها العاصمة صنعاء، ومدن لا تبعد عنها مسافة 90 كيلو متر جنوباً.

مفزع أن يظل أحدنا متأهباً للحظة موته، بهذه البشاعة، حتى وإن كنت قادما من مناطق غير مفخخة بالثأرات، والقتل المفاجئ، لكننا ونحن نمر في شوارع العاصمة - لأن الشعور بالأمن منعدم تماماً - نمضي وأيدينا على قلوبنا، بانتظار رصاصة طائشة، أو رجل يشهر سلاحه ويفرغه على أجساد المارة أو المتسوقين.

قتل الشيخ الدماني على يد أحد أفراد الأمن المركزي، تجعلنا أمام حقيقة الاختلالات الموجودة في المؤسسة العسكرية التي تتحول مع مرور الوقت إلى خصم للمواطن، وتتنكر لدورها في حمايته، فالشيخ الذي تم قتله بتلك الطريقة البشعة، تم إصابة نجله الطفل الذي لم يتجاوز السنوات العشر، فالأعراف القبلية بكل بدائيتها تمنع قتل أو محاولة قتل طفل في هذا السن!!.

قشعريرة الأرض المحرمة!

التفكير بالذهاب بعيداً عن العاصمة، والتوغل في عمق الشمال أو عمق الجنوب سيقودنا إلى عدمية وجود الدولة التي لم يتبقَ منها سوى أعلام ترفرف على ساريات بعض الدوائر الحكومية، وما عدا ذلك فهو طيف دولة يمر من أمامك، لا شيء يدعو للثقة والاطمئنان.

هذه التداعيات جعلتني أستعيد تلك الليلة التي كنت فيها على موعد مع رحلة مفاجئة إلى المدينة عدن، الساعة الثانية عشرة ليلاً، وأنا وصديقي في فرزة البيجوهات بانتظار سيارة تحمل أجسادنا إلى البحر، لأن قلوبنا كانت قد سبقتنا إلى هناك، بعد تحركنا ظللنا نتحدث بمشاركة رفقاء السفر، لم أشعر بشيء في المسافة التي قطعتها من تعز إلى حدود الضالع، وأنا في الضالع تحديداً انتابتني قشعريرة أشبه بتلك التي سرت في جسد الرحالة الألماني "هانز هولفريتز" لحظة ولوجه "الأرض المحرمة" أي اليمـن الشمالي في ثلاثينيات القرن الماضي، مع التنبه لمبررات خوفه لدخوله البلاد متخفياً.

حالة الفوضى، وخفوت الدولة، وانحصار وجودها على القصر الجمهوري وما جاوره في صنعاء، تذكرني بما قاله هذا الرحالة الألماني هانز هولفريتز صاحب كتاب "اليمن من الباب الخلفي"، في وصفه لمراسيم احتفاء السلطان عبد الكريم بأحد الأعياد وتوافد الشيوخ على منزله يقول "وأخذ هؤلاء الوافدون من الشيوخ والوجوه يترجلون عند مدخل الحديقة، ثم يتقدمون على رأس أتباعهم، فيركعون على أقدامهم أمام السلطان، ويقبلون يده، واستمرت عملية تقديم الولاء هذه أكثر من ثلاث ساعات، وكانت العملية كلها، تمثيلاً رائعاً، لا يعدو أن يكون إيماءة طيبة، لا تتجاوز المظاهر، فلا تتعدى سلطة السلطان في الحقيقة، حدود مقاطعته في لحج نفسها، فجميع هؤلاء الأمراء والشيوخ، يعملون في إماراتهم ما يريدونه، إذ أنهم يحكمون قبائلهم حكماً مطلقاً، وهم يواصلون السير على تقاليدهم كسادة إقطاعيين فيشتبكون في حروب محلية عديدة، وقد غدا النهب والغزو من موارد عيشهم الطبيعية" صـ35، ألا يبدو وضع علي عبدالله صالح أشبه بذلك السلطان الذي اكتفى بحكم ما يحيط بمنزله، ومع ذلك ظل الولاء الصوري للمشائخ يؤدى له في المناسبات الدينية وغيرها، تماماً مثلما يحدث الآن، فالمشائخ لا يتوانون عن تقديم مراسيم الولاء في كثير من المناسبات الوطنية والدينية، ونحن على موعدٍ مع هكذا مراسيم بعد أقل من شهر، ولن يختلف المشهد كثيراً عن تلك التمثيلية الساذجة التي أداها في ثلاثينـات القرن الماضي السلطان عبد الكريم، ومشائخ لحج الصغار.

سلطة القبيلة وولاء الدولة

في بلدٍ يسعى رئيسها بكل ما أستطاع من قوة للظهور بمظهر الشيخ وليس الرئيس، وفي سبيل ذلك سنجده في واحدةٍ من الصور التي انتشرت في انتخابات 2006، وهو يقتعد الكرسي متقدماً صفوف الجماهير بجنبيته وعمامته، وبطريقة جلوس تشبه تلك الجلسات التي اشتهر بها الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر صاحب الحضور القبلي الأكبر، ولأن الرئيس يقلقه ذلك فهو يزيح الشيخ، ويستدعيه بكل تقاسيمه في آن ليجلس تلك الجلسة التي تتطاير منها ملامح الرجل المتعجرف، وصاحب النظرة الثاقبة. الصورة التي تنتشر بكثرة في محافظات مدنية كـ"عدن وتعز"، لا تكتفي باستفزاز مشاعر الناس، وتحديداً في مدينة عدن، بل تعمل على غليان الشارع تجاه صورة تتعامل معهم كرعايا وليس مواطنين، هذه هي الدولة التي استبدلت عباءتها بعباءة القبيلة، وبدلاً من أن تعمل على إضعاف سلطة القبيلة وكيانها، عززت من وجودها باستنساخ مظهرها المتخلف من خلال أعلى هرم في السلطة، وسعت بكل قواها لأن تكون صورة كبيرة للقبيلة، وليس العكس.

لقد عمد صالح إلى التعامل مع القبيلة على أنها كيان متصل بالدولة، وهي طريقة أشبه بطريقة إدارته لما كان يسمى بـ"الجمهورية العربية اليمنية" بتحالفاتها المشيخية، وعدم تنبهه لمسألة دوران عجلة الزمن، وحدوث كثير من التغيرات التي لم تعد تشجعه على مثل هكذا إدارة، ومع ذلك فقد سعى هذا الرجل إلى تفكيك وإضعاف وجود الدولة لصالح قوى التخلف والاستبداد بثنائيتها "القبيلة ورجالات الدين"، ووفق تحولات الزمن أو اللحظة تتبدل أدوار كل طرف، بما يتناسب واستحقاقات الأطراف الشريكة، والخاسر الوحيد في كل ذلك هي الدولة بكل مقوماتها "السلطة، الأحزاب، والأفراد"، حالة التوحد بين القبيلة والدولة في كيان واحد لم يكن ليتعامل وفقه الإمامين يحيى ومن خلفه أحمد اللذان فصلا الشيخ عن الدولة، وتعاملوا معه بحسب بعض المذكرات المنصفة على اعتبارهم "عسكر براني" يؤدون خدماتهم للدولة، ويحصلون مقابل ذلك على عطايا من بيت المال، لكن الأمر اختلف الآن فـ"الجمهورية" التي جاءت لإضعاف سلطة القبيلة، وبناء دولة حديثة سقطت في يدها – أي القبيلة- وغدت الدولة أداة من أدواتهم، فحصتهم من النفط تصلهم إلى بيوتهم، ومن لا تصله حصته يقطع الطريق على الناقلات، أو يفجر أنبوباً ليحصل على حصته، كما وحصصهم من كل عائدات الدولة محفوظ أيضاً، ولكم أن تعودوا إلى آخر مقابلة أجريت مع الشيخ حميد الأحمر أمين عام لجنة الحوار، وقائد عملية التغيير المرجوة، والذي يسعى لإعادة إنتاج هذا الوضع بوضع أسوأ منه، فقراءة الحوار المنشور في صحيفة "الشارع" ستجعلنا أمام الصورة الفعلية لحقيقة التقاسم بين مكونات الدولة بجزأيها "القبيلة والسلطة الحاكمة" للقبيلة ممثلة بـ"حميد" الاقتصاد، وللسلطة الحكم، وما عدا ذلك يتم وفق حجم كل طرف..!

الرأس المعطوب

لا يجب أن ننشغل بالرأس فقط، فالانشغال بالرأس لن يقود إلى عملية تغيير حقيقية، هذا ما يؤكده التاريخ، ودروس التاريخ لا تكذب.

ثورة 48 جاءت لتستبدل الإمام بإمام، لأن الثوار شخصوا المشكلة في الإمام فقط، ذهب الإمام يحيى واستعاد الإمام أحمد السلطة، وقضى بعض الثوار قتلاً، ونجا منهم من فر، وذهب بعضهم إلى السجون، وجاءت ثورة سبتمبر التي قادها ضباط رومانسيون كما يقول المناضل محمد الفسيل، ليسقط الإمام ويأتي ألف إمام.

تشخيص المشكلة في رأس السلطة لن يكون سوى إعادة لأخطاء التاريخ القاتلة. معركتنا يجب أن تبدأ من الأسفل، تماماً كما لو أننا سنُعبد طريقاً جبلياً، فلكي نصل إلى القمة يجب أن نبدأ من أسفل الجبل، وليس من الأعلى. علي عبدالله صالح بدلاً من أن يبني دولة مركزية حقيقية سعى لإضعاف وجود الدولة بمساعدته لخلق كيانات حاكمه داخل الدولة نفسها، وكل ما تعيشه البلاد شمالاً وجنوباً وفي الوسط هي من صنع هذا النظام الذي ساعد في دعم كثير من الأطراف لمواجهة بعضها، وحين كان ينتهي كل طرف من خصمه، يبدأ في بناء نفسه، وخوض معركته مع السلطة الفاسدة، التي أساءت لمؤسسات الدولة وأولها العسكرية التي أقحمتها في حروب عبثية، وتصفيات خارج القانون.

[email protected]
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas