11-02-2010, 02:06 PM | #16 | ||||||||
شخصيات هامه
|
للحيوانات نصيب من الأشعار في الرثاء ونقف على قصيدة لأبي نواس في رثاء كلبه خلاّب، وقد لسعته حية رقطاء، فمات لديغاً مسموماً، فقال يذكر مصرعه ويرثيه: يا بؤس كلبي سيد الـــكلاب........... قد كان أغنائي عن العُقاب يا عين جودي لي على خلاَّب ......... من للظباء العفر والذئاب خرجت والدنيا إلى تبـــــــاب........... به وكان عدّتي ونابـــي فبينما نحن به في الغــــــاب ........... إذ برزت كالحة الأنياب رقشاء جرداء من الثيــاب ......... لم ترع لي حقاً ولم تحابي فخرّ وانصاعت بلا ارتياب ............ كأنما تنفخ في جـــراب لا أبت أن أبت بلا عقــاب .......... حتى تذوقي أوجع العذاب واشهر من برع في رثاء الحيوانات وقال بدائع ونوادر كثيرة في شعره هو القاسم بن يوسف، أخو الوزير الشاعر الأديب أحمد بن يوسف وزير المأمون ، وله في مدح البهائم ومراثيها الكثير. قال عنه ابوالفرج الاصفهاني صاحب كتاب الأغاني (( وروى له الصولي عدة قصائد طويلة في رثاء الطير أو الحيوان، وقال في تقديرها: (( وهو أشعر في فنه الذي أعجبه من مراثي البهائم من جميع المحدثين، حتى أنه لرأس فيه، متقدم على جميع من نحاه، وما ينبغي أن يسقط شيء من شعره فيه، لأنه كله مختار، وللناس فيه فائدة )) . وله قصيدة طويلة في رثاء عنزة سوداء، كانت عنده خيراً من محظيات الملوك والأمراء والوزراء، فقال يرثيها ويصف محاسنها الدقيقة، ويذكر مآثرها الحميدة: عين بكى لعنزنا الســـوداء ......... كالعروس الأدماء يوم الجلاء أذن سبـــطة وخدّ أســـــــيل ..........وابتسام عن واضحات نقـــاء أين لا أين مثلها مصطفــاة ..........من صفايا الملوك والوزراء كيف يرجو البقاء سكان دار ......... خلق الله أهلها للفنــــــاء . |
||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|