خليجي 20... ومازال الحديث مستمرا : صحيفة الشبيبة العمانية

[حد من الوادي]

خليجي 20... ومازال الحديث مستمرا

بتاريخ : الأحد 21-11-2010 02:12 صباحا

بقلم : رائد عابد

كان بإمكان الحكومة اليمنية أن تجنب نفسها المواقف المختلفة في البلاد وخاصة موقف الحراك الجنوبي من خليجي عشرين الذي سينطلق يوم 22 نوفمبرالجاري في عدن وأبين , لأنها رفضت مرارا وتكرارا أن تدخل في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع قيادات الحراك الجنوبي في الداخل أو الخارج , فهي تقع اليوم تحت ضغط العنف المباشر من قبل ما يسمى بتنظيم القاعدة ، والمسيرات السلمية الرافضة للظلم والقهر وتغييب الآخر من قبل الحراك الجنوبي الذي يؤمن بالثورة السلمية على طريقة المهاتما غاندي الذي رفض استخدام العنف ضد الاستعمار البريطاني وقادة الهند إلى الاستقلال .


ومع اقتراب ساعة الصفر تزداد البيانات المطالبة للأخوة الخليجيين بعدم زيارة عدن في الوقت الحالي لأن الأوضاع لن تكون مستقرة , واللافت للانتباه أن كل بيانات الحراك الجنوبي تصب في اتجاه واحد وهو المطالبة بالحقوق العادلة للشعوب وليس أكثر من ذلك , وعليه يجب على الجميع أن يطمئن فهؤلاء الناس يحتاجون للتعاطف مع قضيتهم وبالتالي فهم سينظمون المسيرات والاحتجاجات السلمية حتى يلفتوا الانتباه , ولن تتحول هذه المسيرات إلى حالات من الفوضى المتعمدة وغير المنظمة إلا إذا كان استخدام القوة من قبل السلطة هو الحل الوحيد للقضاء على المسيرات المتوقعة والتي غالبا ما تكون بعيدة عن مدينتي عدن وأبين .


بينما حزمت المنتخبات الخليجية حقائبها استعدادا للسفر إلى مطار عدن الدولي , تبقى الهواجس تتحكم بالمشاعر العامة التي تخفي ورائها الكثير من الأسئلة التي ربما لم تجد الإجابات المقنعة حتى اليوم .


الرئيس اليمني أكد أكثر من مرة بأن عدن وأبين في أمان وامن محكم من قبل قوات مختلفة تجاوز عددها 30ألف جندي , وعندما يتحدث الرئيس عن هذا العدد فإن الجميع من أبناء البلاد يشعر بالاطمئنان , لكن الضيوف يشعرون بالقلق والتوتر لأن هذا العدد ربما يؤجج مشاعر من ينتمون إلى تنظيم القاعدة وبالتالي يتحول هذا الخطاب القوي والتأكيد على الأمن والأمان إلى تحدٍ من نوع آخر في نفوس الأعداء .


يعلم الجميع بأنه لم يعد من الوقت ما يكفي لتغيير القرار لأن كل شيء أصبح جاهزا حسب مصادر الإعلام اليمني الذي يحتفل بهذه الإنجازات ( ملاعب وفنادق وطرقات) , كيف لا وهي تعد من مكاسب الثورة ؟! .


اليمن بتنوع مكوناته يستطيع أن يصل إلى اتفاقيات صلح مؤقتة مع بعض القبائل التي تسيطر على أبنائها ممن ينظرون إلى الحكومة وأعضائها على أنهم أعداء , لأن هذه القبائل ساهمت في صنع الثورة خاصة ضد الحكم الإمامي وأصبحت تتحكم بمفاصل الدولة وهي اليوم قادرة على لعب دور المنقذ للسلطة من أسلحة القاعدة المتطورة والتي ربما تشعر بالهزيمة خاصة خلال الأشهر الفائتة التي تكبدت فيها خسائر عديدة .


على يد القوات اليمنية التي فرضت الاستقرار بالقوة وهذا حق مشروع للسلطة التي تحمي المواطنين أحيانا ومصالحها الكثيرة أحيانا أخرى .


للمرة الأولى وربما الأخيرة تعيش البطولة الخليجية الهادئة أجواء عاصفة قبل انطلاقها , لأن كرة القدم تحمل المحبة والسلام لكل دول العالم , وتعلم الجميع لغة التنافس الشريف الذي يعلم الخاسر دروسا في كيفية الاستفادة من سقوطه , بينما يتعلم المنتصر كيف يحترم المهزوم ويبقى في القمة .
كأس الخليج ستبقى مثيرة للجدل حتى قبل أن تبدأ ..

*صحفي عماني

المصدر : صحيفة الشبيبة العمانية