خليجي عدن" ما خرج به "عباد" من خليجي 20: معتوهون!

[حد من الوادي]

ما خرج به "عباد" من خليجي 20: معتوهون!
البحرين تجرد المنتخب الوطني من لقب "أبو نقطة"

المصدر أونلاين - يوسف عجلان

9 أهداف.. كانت حصيلة مشاركة المنتخب اليمني في خليجي 20 المقامة على أرضه وبين جماهيره، متنازلاً للمرة الأولى منذ مشاركته الأولى في خليجي 16 عن لقبه "أبو نقطة".

لم تكن تلك النتائج متوقعة لدى الجماهير الرياضية وغير الرياضية اليمنية والخليجية، التي كانت تتمنى أن يقدم المنتخب صورة مغايرة لمشاركاته السابقة، خصوصاً بعد الإعداد الطويل الذي سبق البطولة بـ12 شهر، إضافة للمليارات التي رصدت.

وبعيداً عن تلك الأجواء فقد تمنى الجميع أن يحافظ المنتخب على بريق صورته بالفوز بالمباراة النهائية أمام منتخب الكويت. غير أن ذلك لم يتحقق، فبثلاثة أهداف نظيفة سحق منتخب الكويت مرمى منتخبنا الوطني وعاث فهد العنزي وبدر المطوع بدفاع المنتخب واستطاعا الظهور على حساب لاعبينا.

ومع الخسارة الأولى والصدمة التي تلقاها الجمهور اليمني بالهزيمة الثقيلة أمام المنتخب السعودي بأربعة أهداف، كان الجميع بانتظار القرار الرئاسي بإقالة وزير الشباب والرياضة ورئيس اتحاد كرة القدم، وهو ما لم يحدث.

مصادر خاصة قالت في وقت سابق لـ «المصدر أونلاين» إن قراراً قد يصدر بإقالة وزير الشباب والرياضة حمود عباد ورئيس اتحاد كرة القدم أحمد العيسي بسبب العرض الباهت الذي قدمه المنتخب، بالرغم من الميزانية الكبيرة والمقدرة بـ 6 مليارات ريال التي صرفت في الاستعدادات والتجهيزات للمنتخب الوطني لخليجي 20. وأشارت إلى أن القرار يتضمن أيضاً إقالة وزير الثقافة الدكتور أبو بكر المفلحي بعد الأداء الباهت للعرض الافتتاحي لبطولة خليجي20.

وكان المفترض أن يصدر هذا القرار بعد العرض الفني الضعيف لحفل الافتتاح والخسارة الأولى التي مني بها المنتخب، ومحاسبة المسؤولين عن ذلك، ومعرفة أين صرفت تلك الأموال التي لم تر نورها بعد، بدلاً من الاكتفاء بتوبيخهم في آخر صفحة من صحيفة الثورة الرسمية في عدد 23 نوفمبر الحالي.

كما أنه يجب أن يتم إصدار قرار بإيقاف مشاركة المنتخب في بطولات الخليج حتى يتم إعداده بشكل صحيح، بدلاً من ضياع المليارات التي تنفق في سبيل الإعداد للمنتخب، ليعود لنا محملاً بنقطة واحدة لم يحصدها في هذه البطولة، مقابل الـ6 مليارات التي رصدت له.

عباد يصف شريحة واسعة من الجماهير اليمنية بالمعتوهين
خرج وزير الشباب والرياضة حمود عباد هذه المرة بتصريح شديد اللهجة، اتهم فيه الجماهير اليمنية بأنهم معتوهون وقصار، وأنهم لا يريدون لليمن الخير.
عباد قال في مقابلة أجرتها صحيفة السياسية الاثنين الماضي "هؤلاء الذين يطالبونني اليوم بالاستقالة من منصبي، أو يتحدثون مع بعضهم بهذا الخصوص معتوهين، مع أني لم أسمع أحدا بعينه يتحدث عن ذلك ولم أسمع سوى حكي من بعض القصار".

ولعل عباد نسي أن من طالب بإقالته كانت الجماهير الرياضية داخلياً وخارجياً، حتى أن المغتربين في السعودية في تقرير نشره موقع العربية نت طالبوا بإقالته إلى جانب العيسي رئيس الاتحاد العام لكرة القدم، وقال "هؤلاء الذين يتحدثون بهذا الكلام هم أنفسهم الذين كانوا يشككون بقدرة اليمن على استضافة البطولة".

والغريب أن عباد خرج متبختراً بنجاحه وتميزه حين قال في المقابلة "أنا رئيس لجنة منظمة ولست رئيسا للمنتخب كما قلت. وأجزم بشهادة كل الدول الخليجية الأشقاء وكل أجهزتها الإعلامية أننا نجحنا نجاحا خلاقا. وكما قلت أنا رئيس اللجنة المنظمة للبطولة ولست رئيسا للمنتخب حتى يطالبونني بالاستقالة".

ميزانية 1500 إعلامي في علم الغيب
لطالما سمعنا مراراً وتكراراً عبر الصحف والقنوات عن وجود 1500 إعلامي يقومون بتغطية فعاليات خليجي20، إلا أن الواقع يكذب ما قيل، حيث أن العدد الفعلي والموجود لا يتجاوز400 إعلامي.

قبل نزول الإعلاميين إلى عدن قيل إنه تم تخصيص فنادق للإعلاميين طوال فترة البطولة، ومبلغ 5000 ريال يومياً لكل إعلامي، إلا أنه وبعد مرور ثلاثة أيام على الافتتاح تفاجأ الإعلاميون بطردهم من الفنادق التي يسكنون فيها. وبحسب أصحاب الفنادق فإن اللجنة الإعلامية دفعت تكاليف السكن لثلاثة أيام فقط، وطلبت منهم إخراج الصحفيين والإعلاميين من فنادقهم.

والغريب في الأمر فقد تسلم بعض الإعلاميين مبلغ عشرين ألف ريال كمستحقات كاملة حتى نهاية البطولة وتم تجاهل الآخرين.
بعض الصحفيين عبروا عن استيائهم مما حدث، خصوصاً أن هم وجدوا أنفسهم في الشوارع بعد طردهم من داخل الفنادق التي كانوا يقيمون فيها، مطالبين بالتحقيق مع المسؤول الإعلامي أحمد الحماطي حول المبالغ المخصصة لهم والتي قالوا بأنها أصبحت في "خبر كان"

الحماطي وكيل وزارة الإعلام والمسئول الإعلامي لخليجي20 خرج قبل أيام بتصريح شن فيه هجوماً لاذعاً على وزير الرياضة ورئيس اتحاد كرة القدم بخصوص النتائج المخيبة للآمال التي قدمها منتخبنا الوطني، بالإضافة إلى الحفل الذي وصفه بـ"الباهت"، ولكنه أغفل نفسه، وهو رئيس اللجنة الإعلامية التي ارتكبت أخطاء كثيرة في البطولة.

وقال الحماطي لوسائل الإعلام " لوحة افتتاح البطولة كانت باهتة بكل المقاييس، وتتحمل وزارة الثقافة وزر هذه النتيجة، وللأسف اللوحة لم تكن في مستوى التوقعات قياسا بمدة التحضير والتدريبات والمبالغ الكبيرة التي صرفت عليها".

وأضاف " لولا الصور الوثائقية التي تظهر الرئيس لقال الناس إن اللوحة في الأصل لم تك موجودة، و إذا كان شيء قد نغص علينا الفرحة، فهو أولا اللوحة الافتتاحية، وثانيا نتائج المنتخب الذي لم يوفق في البطولة بسب ضعف المستوى الفني كما اعتقد". كما أن العديد من الصحفيين الذين قدموا طلبات لتغطية خليجي20 لم يجدوا أسماءهم واضطروا للتقديم مرة أخرى.

السؤال الذي يطرح نفسه: أين ستذهب بقية موازنة اللجنة الإعلامية المالية لعدد 1500 إعلامي، بينما الإعلاميون الموجودين لا يتجاوزون الثلث من العدد المعلن عنه، أليس على الحطامي أن يخبر الجميع أين ذهبت بقية الموازنة للجنة الإعلامية.

خوفاً من أعلام الانفصال منع رفع أعلام دول الخليج بحفل الافتتاح
استغربت عدد من الجماهير اليمنية والخليجية التي حضرت حفل الافتتاح قيام قوات قوات الأمن بإجبارهم على إنزال أعلام دول الخليج التي كان يرفعها بعض الجماهير أثناء حفل الافتتاح.

وبحسب أحد الجنود الذي قال لـ"المصدر أونلاين" إن أوامر عليا صدرت أثناء الحفل بمنع رفع أي علم غير علم اليمن خوفاً من رفع علم دولة الجنوب سابقاً.

كما تم منع قاعدة مشجعي أحد المنتخبات التي حضرت من أحد الدول الخليجية من توزيع أعلام بلادها أثناء حفل الافتتاح، وقام الأمن بإخراجهم خارج الملعب حتى انتهاء حفل الافتتاح، من ثم تم السماح لهم بالدخول بعد مغادرة رئيس الجمهورية وكبار الضيوف الملعب.

فنادق وشوارع خالية
كانت علامة الاستغراب واضحة بين الجماهير العدنية التي عبرت عن استيائها من تصريح رئيس الجمهورية والذي قال فيه إن فنادق وشوارع عدن مكتظة بالجماهير الخليجية، وأن عدد من سكان عدن قاموا بتأجير الشقق التي يسكنون فيها بعد أن تم إخلائها بسبب ازدحام الفنادق، وأن بعض الجماهير تنام بالشوارع.

وأبدى عدد من المواطنين بعدن استياءهم من تصريح الرئيس، وقالوا لـ «المصدر أونلاين»: كان على الرئيس ان يحترم سكان عدن ولا يقول أنهم تركوا بيوتهم وأجروها للوافدين، فلسنا سخيفين إلى هذه الدرجة حتى نقوم بتأجير منازلنا لأشخاص لا نعرفهم".

من جانبه قال سليم الشعبي مالك احد الفنادق لـ«المصدر أونلاين»: للأسف لم نجد تلك الجماهير التي تكلم عنها الرئيس بل وجدنا فنادقنا شبه خالية إلا من بعض الجماهير التي جاءت من صنعاء والمحافظات المجاورة.

وبحسب الشعبي فإن النزلاء في الفنادق خلال أيام عيد الأضحى كانوا أكثر من نزلاء خليجي20، مضيفاً: وصل سعر الغرفة في فندقنا خلال أيام العيد إلى 12 ألف ريال، والآن مع خليجي20 للأسف يصل سعر الغرفة إلى أربعة آلاف ريال.
وهناك فنادق أخرى افتتحت لاستقبال زوار عدن الذين حضروا البطولة، كان يتوقع أصحابها أن يجنوا المال الكثير خلال أيام البطولة، غير أنهم اضطروا لخفض الأسعار، ووصل سعر الغرفة إلى 2500 ريال فقط، خلافاً لما نشرته الصحف الرسمية من أن سعر الغرف وصل إلى 100 دولار!

شوارع عدن بدت شبه خالية من السيارات التي تحمل لوحات خليجية إلا ما ندر، أما الـ13 ألف سيارة التي أعلن عن دخولها من منافذ حرض وغيرها من المنافذ اليمنية كما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية، فربما ضلت طريقها إلى مدن أخرى.

حتى أن المشجعين الذين يحملون الأعلام الخليجية في الملاعب أغلبهم من أبناء محافظة عدن، كما إن السيارات التي تم تزيينها ورش زجاجاتها بـ"الرنج"، كانت لمواطنين من بعض المحافظات الأخرى.