![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() الانفصال ليس حلاً بل الفيدرالية أو الكونفدرالية هي الحل المكلا اليوم / كتب: الشيخ طارق محمد عبدالله المحامي 29/1/2011 دعنا نتصور كيف يمكن للجنوب اليمني أن ينفصل ويعود كما كان عليه قبل 22 مايو 1990م. إن التخيل أو التصور للأمر, أي بحث من وجهتيه سواء المزايا أو المساوئ بشكل واقعي يعد من قبيل التأمل أو التفكير الجيد, فهذا الأمر يصور لنا كيفية قيام القادة ورفقائهم في رسم الخطط المستقبلية. وحاليا في هذه اللحظة التي أكتب فيها هذا المقال بدأت أتصور بإمعان إلى أي مدى أو درجة سوف تكون الأمور يوم الانفصال إذا حدث ذلك. دعنا ننظر في الأشياء التي كانت قبل الوحدة وقت الاستقلال في الجنوب في عام 1967م, كان لدينا خدمة مدنية من الدرجة الأولى وإدارات تعمل بشكل ممتاز, فتمكنت حكومة الثورة من الاستمرار بالرغم من تدميرها. ففي عهد الوحدة في عام 1990م كان الجنوب إدارة وخدمة مدنية تعملان ليس بشكل جيد ولكن بشكل مقبول, ومع ذلك فقد كان واضحاً أن الاشتراكية لم تعمل بشكل كاف ولم تنجح في حل المشاكل الاقتصادية للمواطن, وأن سياستها كانت خاطئة, ذلك أن الشعب في الجنوب لا يريد اشتراكية بجوهر صلب بل يريد شيئاً مختلفاً, ,وأياً كان الوضع في عام 1968م وفي عام 1990م فقد كان الأمر لا يزيد عن مسألة استمرارية لحكومة الاشتراكية وحكومة الوحدة, فقد كان تولي الأمر أو السلطة أمراً سهلاً, ومع ذلك فإن فترة عشرين عاماً قد أثبتت أن الرجل العادي والطبقة الوسطى من الناس في الجنوب غير مقتنع وغير سعيد بالوحدة بسبب الفقر, البطالة, الفساد, الجوع, عدم المساواة... وبقدر ما كان الناس في الجنوب لا يريدون الاشتراكية فهم الآن لا يريدون النظام وشكل الحكومة الحالية. الجنوب في ظل الانفصال وواضح تماماً أن الخطأ الرئيس بالنسبة لكل ما يجري في الجنوب يكمن في الشكل الحكومي باعتباره غير ملائم في الحالتين ما قبل الوحدة وما بعدها, وحالياً فالأحوال كما هي, ففي اليوم المعين بعد انفصال الجنوب اليمني, لن يكون هناك بنية حكومية تعمل بشكل فعال فيما يتعلق بالجنوب اليمني... فلا حكومة ولا وزارات ولا ممثلين منتخبين ولا عملة وقوات مسلحة وأسلحة ومن دون سيولة في الخزينة وخدمة مدنية وإدارة فاسدة والقضاء أكثر إلى درجة لا تطاق... إلى آخره.. وأكثر من نصف الكادر الجنوبي المجرب الجيد في صنعاء وأشك في عودة أكثرهم نظراً لأنهم قد استقروا هناك, وهذا ينطبق أيضاً على ضابط القوات المسلحة هذا وإن جميع الاحتمالات واردة بأن يعارض الانفصال غالبية الجنوبيين الذين انضموا إلى المؤتمر الشعبي منذ عام 1986م بشكل أو آخر, فالوضع الآن مختلف تماماً عما كان في عام 1968م و1990م . وإذا كان لدى الشطر الجنوبي اليمني قضاء نزيه ونظيف وكذا خدمة مدنية وإن كانت من دون العديد من المبادئ والعناصر الأساسية المذكورة سلفاً, فإنه يمكن إدارة الانفصال بطريقة ما أو أخرى. ومع ذلك ليست هذه هي القضية دعنا نتصور سلوك اليمني الجنوبي منذ الوحدة وأثناء قيام الحكومة الائتلافية, فقد وافق غالبية الجنوب اليمني وانهمك الموظفون المدنيون وأغلبية المسئولين الجنوبيين بكل ترحاب وسعادة في جهاز فاسد, كانت تلك أيضاً هي حالة قوات الشرطة والأمن, حيث لم تكن لديهم الاستقامة أو الشخصية للتمسك بالمبادئ أو تبيان وإظهار أنفسهم ليكونوا مختلفين في الالتزام بتمسكهم بالحق بكل أمانة وصدق كما كانوا يزعمون, بعدها سارت الغالبية في الجنوب على النهج نفسه, ليس هذا وحسب, فالفاسد في الجنوب قد أصبح على نحو أسوأ من الفاسد في الشمال. فيما يتعلق بقضاة الجنوب اليمني, فالغالبية غرقوا في الفساد العلني وطلبوا قبول المال بشكل مخز, وكان بعض المحامين أيضاً في هذا الأمر سواء وتحولوا إلى سماسرة للقضاة في قضاياهم. ومستوى القضاء ومهنة المحاماة حالياً في الحد الأدنى بعد عام 1990م في الجنوب اليمني ولم تسخر العدالة للرجل العادي في حال أن الأجنبي في حالة أسوأ. نصيحتي لزعماء الجنوب إن كل بلد بحاجة إلى قائد وطني يقود شعبه ويتمتع بحب شعبه له وولائهم وإخلاصهم وثقتهم به, ولن يكون للجنوب اليمني المنفصل في يوم ما زعيم محبوب قوي رمز للشعب من غير الذين في الخارج يتبعه الشعب كاملاً, وحالياً لا يوجد ذلك الزعيم, فهناك شخصان هما علي ناصر محمد وعلي سالم البيض... علي ناصر رائد الوحدة, فمن غير المحتمل أن يتراجع على الرغم من استيائه الشديد ويود كما أعتقد أن تستمر الوحدة ولكن بالعدل والإنصاف, وبنظام حكم مختلف عما هو عليه الآن, بحيث يتحقق للمواطن الجنوبي نيل حقوقه الكاملة واستعادة كرامته, ويمكن تحقيق ذلك بنظام فيدرالي ثابت.. أما فيما يتعلق بالأخ/ علي سالم البيض فقد صدم بنتيجة الوحدة وترك السياسة لفترة طويلة, حيث تبين أنه اضطر إلى خوض السياسة مجدداً لتصحيح الخطأ الفظيع الذي يرى أنه أرتكبه بحق الشعب الجنوبي.. وفي اعتقادي أن هذه المبادرة في الوقت الحاضر مخلصة من قبلهم, لأنهم يشعرون إلى حد ما بأنهم مسئولون في خلق الوضع الحالي في الجنوب, كذا كونهم كانوا ولا يزالون زعماء وقادة في قلوب الناس.. أما حيدر أبوبكر العطاس, فأعتقد لديه الشعور نفسه, إلا أنه يرى تحقيق ذلك بالنظام الكونفدرالي فهل سيعود وحده دون الآخرين؟!! لا أعتقد وهذا أيضاً بعيد الاحتمال.. فنصيحتي لهم إنهاء خلافاتهم ( إن وجدت ) بإشراك القيادات الجنوبية والتوصل إلى حل وسط من أجل وطنهم ومواطنيهم وإنقاذ الوحدة وقد يكون ذلك بالمطالبة بقيام النظام الفيدرالي أو الكونفدرالي.. فإن لم يقوموا بذلك ففي رأيي لا يوجد أي احتمال إطلاقاً للتوصل إلى الهدف المنشود, وسوف يعتبر ذلك تخلياً عن واجبهم ومسئوليتهم تجاه الوطن كزعماء حيث يتوقع ممن كل زعيم حقيقي التضحية بل التضحيات لأجل الوطن. غياب الرؤية الواضحة من هنا نجد انه لا يوجد للجنوبيين رؤية واضحة حالياً فيما يتعلق بشكل النظام في الجنوب المنفصل, ولكن وعلى أثر إن حدث ذلك فهل ستكون الجنوب دولة وحدوية أو فيدالية؟..آسف أن أقول عاجلاً أو آجلاً لن يكون الجنوب اليمني المنفصل قادراً على العمل بشكل مرض وكدولة كما كانت سابقاً, لأن الوقت قد تغير وليس كما كان بعد الاستقلال في 1967 .. فإن كان هذا هو الحال فسوف تظهر المشاكل المضرة دوماً بالمواطن العادي. أما اليمن الموحدة, فقد فشلت السلطات المركزية أو المحلية بموجب النظام الحالي بشكل مثير للشفقة والرثاء في تأدية مهامها الأساسية من خلال عدم توفير الرعاية للمرضى والجياع بشكل جيد لا سيما للجنوبيين وزيادة البطالة وعدم المساواة, ولو ادخل نظام الحكم المحلي منذ البداية قبل انتخاب السلطة المحلية وذلك كما ورد في توصيته وشروحات أنصار الحكم المحلي كما كان هو الآخر من قبل قادة الجنوب فلن تصل الأمور إلى هذه الحالة والأمور كما هي الآن, والأسلوب العشوائي الذي بموجبه يسير حراك الانفصال سوف يحدث المزيد من الشقاء والتعاسة للجنوبيين.. لم ينظر الناشطون الانفصاليين بأسلوب عملي مدروس وعقلاني وبتبصر في العواقب. وهو الشكل الخاطئ نفسه الذي وقع فيه علي سالم البيض وحيدر العطاس وفريقهم من خلال الدخول في الوحدة بشكل اعتباطي من دون دراسة سليمة وصحيحة, الآن يطالب الانفصاليون الانفصال بالأسلوب نفسه. وما سيترتب على ذلك واضح تماما كارثة في الجنوب فوق التصور. مبادرة الإنقاذ الوطني بيد الرئيس أما نصيحتي والحالة هذه بكل تواضع واحترام لفخامة الرئيس أن يبادر بشكل فوري ودون أي تردد بالموافقة على تغيير شكل النظام في اليمن وذلك بنظام فيدرالي أو كونفدرالي, من خلال إشراك كل من علي ناصر محمد, علي سالم البيض, حيدر أبوبكر العطاس أو ممثليهم الشخصيين الرسميين, إلى جانب كل القادة الموجودين في اليمن. إن الوقت قد حان وأكثر, خاصة أن شخصية سياسية مخضرمة مثل محمد سالم باسندوة ( أحد مستشاري فخامة الرئيس ) فبعد أن أعطى ولاءه الكامل له لفترة طويلة قد أعلن نفسه فيما بعد ضمن أحزاب المعارضة, وذلك ليس لطموح ولكن لحرصه على مصلحه اليمن حفاظاً على الوحدة ومواطني الجنوب. ليس هذا فحسب, فإذا لزم الأمر أن يكون التصريح أو الإعلان من جانب واحد ( أحادي الجانب ) عن قيام النظام الفيدرالي أو الكونفدرالي في اليمن بين الشمال والجنوب, فحينها يتم وبشكل فوري تعيين خبراء أجانب محليين وعلى حد سواء خبراء أجانب لإعداد مسودة الدستور الجديد خلال تاريخ محدد وتحديد تاريخ العمل بالدستور الجديد. وأن يواصل فخامة الرئيس السير قدماً إلى الأمام في تأسيس النظام الفيدرالي ومن شأن ذلك إخماد أو تضاؤل حراك الانفصال, وهذا بحد ذاته سيعطي للرئيس راحة نفسيه, وتجعل بإمكانه التركيز أكثر وتمنحه وقتاً أكثر لحل مشكلة مقاومة الحوثيين المسلحة والمعارضة السياسية ومن قبل حميد الأحمر, المشاكل الأخرى.. وعلى نحو جدير بالاعتبار فسيترتب على ذلك الاستقرار السياسي وإنقاذ وتثبيت الوحدة. وفي حالة أن الرئيس لم يقم بذلك فهناك احتمال وقوع المزيد من المشاكل التي من شأنها أن تزيد من حدة التوتر وتصعيدها شيئاً فشيئاً وقد لا تكون لها نهاية, وتصعب السيطرة عليها. أما بالنسبة للمعارضة سواء من داخل اليمن أو من خارجها, فعليها أن تقوم بإعداد صياغة مسودة الدستور الجديد للنظام الذي يرونه أنسب لليمن وطرحه للمناقشة, وأن تواصل قدماً مطالبها هذه بجميع الوسائل السلمية المتوفرة. في الواقع الانفصال ليس هو الحل ولكن الفيدرالية أو الكونفدرالية هي الحل.. وبكل تواضع كاتب هذه المقالة قد نصح في مقالاته المتكررة في صحيفة ( الأيام ) منذ عام 1993م قبل الحرب بين الشمال والجنوب أن اليمن الموحد يصلح وسيدوم إلى الأبد فقط في نظام فيدرالي أو كونفدرالي. نسأل المولى عزوجل أن يلهمنا جميعا الحكمة والتبصر في الأمور للقيام بما هو أفضل تجاه الناس والبلاد... آمين |
التعديل الأخير تم بواسطة حد من الوادي ; 01-31-2011 الساعة 01:03 AM |
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|