![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() " أخلاقيات وقيم وحضرموت لا تقرأ الفنجان المكلا اليوم / كتب: الدكتور / سعيد سالم الجريري 3/5/2011 إشارة أولى: " السيل يجرّه وهو يقول في السما نَوْ ".. مثل حضرمي. (1) ليس بخافٍ أن اللحظة التي نمر بها جميعاً من أشد اللحظات التاريخية حرجاً وقلقاً، كما أنه ليس بخافٍ أيضاً أن حضرموت، تاريخاً ودَوراً وموقعاً وثروة، ليست خارج الأجندات الداخلية والخارجية، سلباً وإيجاباً، لما تمثله من خصوصية وتميز، ولما يُرسم لها من أدوار ووظائف، ولما يراد تشكيله من ملامح لصورتها القادمة. ومن دون الإغراق في حديث الماضي وأمجاده التاريخية والحضارية، فذاك من المعلوم المتداول، حد أن يبلغ الخوض فيه مبلغاً من الزهو والنرجسية، يوصل إلى تخوم الشعور المتورم بالذات، ويحيل إلى وهم يستولد وهماً على وهم، على نهج بني تغلب الذين قال فيهم الشاعر القديم، إذْ بالغوا في التفاخر بقصيدة عمرو بن كلثوم، جيلاً بعد جيل: ألهَى بني تغلبٍ عن كلّ مكرمةٍ ** قصيدةٌ قالها عمرو بن كلثومِ يفاخرونَ بها مُذْ كان أولُـهم ** يا للرجال لفخرٍ غيرِ مسـئوم أو على سبيل التلقي غير الموضوعي لقول الشاعر علي أحمد باكثير: ولو ثقفتَ يوماً حضرمياً ** لجاءكَ آيةً في النابغينا بتغافل غير موضوعي أيضاً عن قول باكثير نفسه في القصيدة نفسها: مضى زمنُ الجمود فودّعوهُ ** ووافاكم زمانُ العاملينا زمانٌ ليس يعلو فيه إلا ** عصاميٌّ جرى في السابقينا أو قوله في قصيدة أخرى، واخزاً: لولا جمودُ الحضرميِّ وجهلُهُ ** بلغتْ مواهبُهُ به العيّوقا هي إذن دعوة لترشيد القول والفعل، واستنهاض قيم العصامية فينا، واطّراح نزعات الذات المتعالية في الفراغ، التي تبدو كَالمُنْبَتّ؛ لا ظَهْراً أبْقَى ولا أرْضًا قَطَع. ذلك أن لكل عصر منطقه واشتراطاته، وليس من المنطقي أن يكون كائناً من كان إلا في سياق عصره منطقاً واشتراطاتٍ، لا انسياقاً وراء دونكيشوتيات، لا تواجه إلا فراغها، فترتد على بعضها بعضاً، فإذا ريحها ذاهبة. (2) لقد أتى على حضرموت حينٌ من الدهرِ، تناوشتها فيه أحداث وقوى فرقت بين بنيها بأساليب مختلفة، حتى فتت في عضدها، وأسلمتها لأمواج تتقاذفها ذات اليمين تارة، وذات الشمال تارة أخرى، ففقدت توازنها الداخلي، وأصبحت كمن لا يقوى على تولي شؤون حياته من دون استعانة، أو موالاة، أو تبعية، أو سوى ذلك مما هو معروف في معجم الحالات المشابهة سياسياً. ومن دون الإغراق في حديث التاريخ السياسي في مراحل مختلفة، فذاك من المعلوم المتداول، حد أن يبلغ الخوض فيه مبلغاً من اللا جدوى واللامبالاة، يوصل إلى تخوم الشعور المتضخم بالتبعية، ويحيل إلى إحباط يستولد قنوطاً يؤدي إلى خنوع، على نهج ما يتداوله العامة في الأمثال الحضرمية: " من تزوج أمنا فهو عمنا- تفخسس تسلم ولا تعقرب تقتل - اصبر على قردك لا يجيك أقرد منه - إذا قالوا ولا الضالين قل آمين"...إلخ. (3) واليوم، وفي غمرة ما يعتمل من تحولات وزلزلات تكاد تعيد تشكيل المشهد محلياً وإقليمياً، يلحظ المتابع علو النبرة الحضرمية، على تفاوت في الدرجة والمستوى، لكن تلك الدرجة وذلك المستوى، إنما يؤشران حقيقة أن هناك حلماً مشتركاً عنوانه تجاوز اللحظتين السابقة والراهنة والخروج من شرنقة الشعور بوطن منقوص سيست أمورُهُ بعيداً عن خيارات مواطنيه الحقيقية، بالوصاية حيناً، وبتزييف الإرادة أحياناً، وبالاستقواء، وباللعب على التناقضات اجتماعياً ودينياً وسياسياً أحيانا ًثالثة ورابعة وعاشرة، حتى انكمشت حضرموت، واستحالت حلماً ضبابياً يتراءى من بعيد، أشبه بخيط دخان، كما في قصيدة نزار قباني" قارئة الفنجان". ولئلا تغدو حضرموت خيط دخان- ولن تغدو بإذن الله - فإن موضوعية القراءة والتأمل والموقف، تقتضي أن نتجه صوب المستقبل، بحيث لا تكون صفحات المجد القديم، إلا خلفية مُضاءة للمشهد المعاصر الذي يمثله حضارمة اليوم، من غير تعكز على الأفذاذ الأوائل. (4) حضرموت المرتجاة مؤسسة على العلم والمعرفة المؤكدَين بالقيم والأخلاق التي انطلق بها الأوائل في الآفاق، من دون زهو ولا نرجسية، فكانوا ينافسون بما هم أهلٌ له، لا بما أثر عن أسلافهم، فلقد كانوا عصاميين، ولا يخلق بأحفادهم أن يكونوا عظاميين. لقد تنازعت أهل حضرموت اتجاهات أوصلتهم إلى هذه اللحظة التي يعلو فيها غبار المعارك الجانبية، واحتراب الأطراف بالاتهام والتشكيك والتصنيف والتسفيه، لكنهم في الوقت نفسه يباهون بانتماء حضرمي عميق، لا يمثل كثير منهم- مع الأسف- نموذجاً حضارياً له، فقد مس القيم التي تميز بها الحضارمة ما مسها عبر مراحل مختلفة، بحيث لم يعد لكثير منهم أن يفاخر بما ليس فيه، فـ" الحضرمةُ " ليست نسباً أو موطناً. إنها قيم وسلوكيات وأخلاقيات، تُقاس بها حضرمية الفرد والجماعة، بمدى القرب أو البعد عنها في التمثل في الواقع. إن الأوطان لا تبنى بالمزاعم، ولا تؤسس على مقولة " كان أبي"، أو" كان جدي"، ولكنها تؤسس وتبنى على ما يحمله مواطنوها من مشاريع تنتمي إلى العصر بأدواته واشتراطاته، ولذلك فإن في كثير مما يقال هذه الأيام " غلواء حضرمية "، ينبغي للمخلصين أن يهذبوها، وأن يتعهدوها بكثيرٍ من التوجيه السليم، كي تثمر مشروعاً حضرمياً حقيقياً، يؤكد أصالة الأسلاف، لكنه لا ينفي معاصرة الأخلاف، وجدارتهم بالامتداد الحضاري في الزمان والمكان. (5) إن جلية المشهد الحضرمي اليوم، تؤكد حالة من الانقسام والتمزق اللذين قد يفضيان إلى تكرار حالات مشابهة مرت بها حضرموت حديثاً، ومن أجل ذلك فإن الألم يعتصر القلوب، ويكاد يشل العقول، وهي ترى صوراً على النقيض من صور النموذج الذي تميزت به حضرموت، حتى صارت مضرباً لكل مثل حميد. ولعل أولى الخطوات باتجاه استعادة الوعي، تتمثل في الاعتراف بأن كثيراً مما نحن فيه اليوم، لن يزول إلا إذا توافرت معطياته الحقيقية، فليس بالأحلام وحدها يعيش الإنسان، ولكي نصل إلى مرقَى التمكُّن والجدارة، فإن اللحظة لا تحتمل شقاقاً ولا نفاقاً. إنها لحظة يذوب فيها الفرد في الجماعة، من دون أن يكون أمّعة. ولعل في ما أستحضره من أمثال حضرمية في هذا السياق، ما يغني عن كثير من لغة الوعظ التي لا أجيدها: " إذا تفرقت القوم ذلّت - خلّ المراء والجدال حتى تضم الرجال - ذي ما يحضر ولادة شاته تجيب له تيس- البعير ما يشوف إلا سنام أخوه - ذراع في العز خير من ألف باع في الهون- الرجال مخابر ماهي مظاهر - البر سلَف - رجعوا في شلّه حطّه- رجعوا في سمعوهم شوفوهم- سكنّا من الغدّة جاء بالحلوق- سرحتْ ضوتْ ما هي سهل ". (6) حضرموت هي الوحيدة التي احتفظت باسمها من دون الممالك والدول العربية الجنوبية القديمة المتجاورة، كسبأ ومعين وقتبان وأوسان..إلخ، بالرغم من كل محاولات المحو والطمس، قديماً وحديثاً. لكن التحدي الماثل أمام حضرموت ليس أن يظل اسمها- وسيظل عصياً على كل محو - بل أن نغادر لحظة الإحساس المر الذي عبّر عنه الشاعر الحضرمي" بو رية " بقوله الذي جرى مجرى الأمثال: يقول بو ريّة على حضرموت ** لولب من الرحمن مفروت اللحظة الراهنة فارقة، فإما أن يكون الخيّرون بمستواها، فتكون شاهداً لهم، وإما أن يقصروا دونها، فتكون شاهداً عليهم، لكنّ التاريخ لا يرحم، أيها السادة. إشارة أخرى: يُروى أنَّ مالك بن دينار - رحمه الله تعالى- جلسَ يَعِظُ الناسَ في أحد المساجد فبكَى الناس واشتد نحيبهم، فلما هَمَّ أن يغادرَ بحَثَ عن مصحفه الفاخر الذي كان بجواره فلم يجده, فصرخ في الناس قائلاً: كلكم يبكي، فمَن سرَقَ المصحف؟. ----------------------------------- ردود فعل على المتشدق في مشاركة () 03/05/2011 يا مبارك احنا مش رده ولا خوارج ولا نهابي ارض وسرقه ارض وسرقه ارزاق الناس اذا انت تحبهم وعطوك شي من اللي سرقوه ونهبوه من حضرموت رح الى عندهم ولا تسوي نفسك حضرمي اما حضرموت واهلها انت شكلك ما تعرف عنهم شي هم من ناصر الرسول ونشروا الاسلام وفي اصقاع الارض بكرمهم ووسطيتهم وليس بانهم خوارج واصحاب رده انت جنيت على اهلك هذا اذا كنت حضرميا حقيقيا وانا اشك في ذلك ان هذا الكلام مردود عليك ولن يصدر من حضرمي وحضرموت على مدى التاريخ لم يستطع اي ما كان ان يغير اسمها لانها اصيله وامينه على اهله واهلها امينين عليها اخي التاريخ لا يمكن ان يكون الا منصفا لحضرموت فكيف انت من يتكلم على حضرموت لانها اكبر منك ومن امثالك اخي لن اتهمك اكثر ولكن ساترك لاهل حضرموت تكمله الباقي وهم الحريصين ايظا على الدفاع عنها وحضروموت ليس الا من تربينا على ثراها وستكون كذلك ابد الابدين عصيه على الحاقدين والسرق وستبقى في قلوبنا وعيوننا ما دمنا نشم ثراها وهواها وسيبقى ابنائنا ايظا حريصين عليها ابى من ابى ورى من رضى كما اشكر الكاتب على هذا المقال الذي يستحق قراءته لما يمثله من حب لحضرموت ارضا وانسانا |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|