قال ارحل قال!!

[ابونورا]

قال ارحل قال!!

حمود أبو طالب

السادة الخواجات يظنون أن كلمة «ارحل» سهلة الوقع في سمع الحكام الديكتاتوريين مثلما هي سهلة على أسماعهم. يقولونها بطيبة وسذاجة وكأن الحاكم الموجهة له سوف يغادر موقعه حين تقال له. الخواجات معهم حق لأن الرئيس عندهم يأتي وفق مشروعية حقيقية أعطاها له الشعب، وحين يقول له الشعب ارحل لا نريدك فإنه لا يستطيع المماطلة أو التردد، عليه الرحيل فورا وترك الموقع لمن يختاره الشعب.. بينما الحال في العالم العربي، وأنتم تعرفون يا أصدقاءنا الخواجات، مختلف جدا. المشروعية التي يصل لها الرئيس إلى موقعه في بعض الدول العربية هي مشروعية الانقلابات والاغتيالات والمؤامرات والرصاص والدم، وتصفية الأعداء والأصدقاء فهل تظنون أنه حاكم «عبيط» حين تريدون منه الاستجابة لكم أو لشعبه الذي يطالبه بالرحيل؟؟..
أخيرا قالت أمريكا والاتحاد الأوروبي لبشار الأسد ارحل وأصدر رئيس الوزراء البريطاني والمستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي بيانا مشتركا دعوا فيه الأسد للرحيل. وقالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة إن حملة القمع السورية ضد الاحتجاجات قد ترقى لمستوى جرائم ضد الإنسانية (حلوة قد ترقى)، ولكن مع كل هذا الضغط هل يظن أحد أن الأسد سيستجيب؟؟. لا.. ومليون لا.. وكل الرؤساء الذين أصدروا البيانات التي تطالب الأسد بالرحيل يعرفون جيدا هذه الحقيقة، فقد قالوها لرؤساء آخرين، لكنهم لا زالوا في مواقعهم يناورون بكل الأوراق الممكنة..
خروج هؤلاء الرؤساء ليس سهلا يا جماعة، إنهم ليسوا مثلكم يؤدون عملهم ويعودون آخر النهار إلى أسرهم، وحين تنتهي فترتهم الرئاسية يعودون إلى جامعاتهم أو مراكز أبحاثهم ودراساتهم. إنهم يستمتعون بالبطش والأمر والنهي والسلطان والهيلمان لعقود طويلة حتى تأصل في نفوسهم أن البلاد والعباد لا تصلح إلا ببقائهم حكاما، رغم كل الجرائم التي يقترفونها بحق البلاد والعباد.
أتظنون حكاما بهذه العقليات سيغادرون بمجرد سماعهم كلمة ارحل.. يا لسذاجتكم!!.