رمضـانُ
ودَّع وهـو في الآمـاق
يا ليته قـد دام دون فـراقِ
ما كـان أقصَـرَه عـلى أُلاَّفِـه
وأحبَّـه في طـاعةِ الخـلاق
زرع النفـوسَ هـدايةً ومـحبـة
فأتى الثمارَ أطايبَ الأخـلاق
«اقرأ» به نزلتْ، ففـاض سناؤُهـا
عطرًا على الهضبات والآفـاق
ولِليـلةِ القـدْر العظيـمةِ فضلُـها
عن ألفِ شهر بالهدى الدفَّـاق
فيها المـلائـكُ والأمـينُ تنـزَّلوا
حتى مطـالعِ فجـرِها الألاق
في العــامِ يـأتي مـرةً . لكنـّه
فاق الشهـورَ به على الإطلاق
شهرُ العبـادةِ والتـلاوةِ والتُّقَـى
شهرُ
الزكـاةِ، وطيبِ الإنفاق
ما أسرع تعاقب الأيام ومرور الليالي
وتصرم الشهور والأعوام ، بالأمس قلنا أهلاً رمضان والفرحة تغمرنا
والسعادة
تملأ قلوب المحبين المخبتين
،
واليوم ها هو ضيفنا ، هاهو شهرنا ، ها هو حبيبنا قد آذن بالرحيل
بعد أيام معدودة سيرحل رمضانُ ويذهب ليكون حجة وشاهداً لبعضنا
وحجة
وشاهداً على بعضنا، نعم حجة وشاهداً لمن صاموا فأحسنوا الصيام
ولمن قاموا فأحسنوا القيام، ولمن بذلوا فأحسنوا العطاء
ولمن
عرفوا قدر رمضان فاستغلوا الأوقات
فيا من وفقك الله للاستفادة من رمضان بالاستقامة على أمره ونهيه
إن هذه نعمةٌ عظيمة، والنعم تدوم بالشكر، قال الله سبحانه: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ }
والشكر
الحقيقي هو الشكر العملي
فأدِّ شكر هذه النعمة بعد رمضان، بالمحافظة على استقامتك
أثبت
لربك ثم لنفسك أنك صادق في هذه الاستقامة
وأنك إنما تعبد الله قناعة لا عادة، وأنك تعبد رب رمضان، لا رمضان
ومن صام
يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار
سبعين خريفاً رواه البخاري ومسلم.
نسأل الله تعالى أن
يتقبل صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا
وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته
وأن
يوفقنا للصالحات حتى الممات،إنه سميع مجيب
وكل سنة وانتم طيبين ال سقيفة الشبامي
من
اختكم في الله عناقيد الروح