من ساره العطاس 00؟؟؟

[مدهون]

أخواني أخواتي من أبناء شمالنا اليمني 9/18/2011 سارة العطاس

خلال الشهور القليلة الماضية من عمر ثورتنا الشعبية السلمية المباركة، كتب الكثير من الصحفيين اليمنيين المحسوبين جغرافيا على يمننا الشمالي عن القضية الجنوبية وتشعباتها حسب فهم كل منهم لها.
ولكنني الآن أود أن اشكرهم على ذلك وأقول لهم كتاباتكم لا تزعجنا مهما كانت، لأننا نحترم آراؤكم ونقدرها ولن ننجر إلى الخصومة معكم بأي شكل من الإشكال، ولا مع إخواننا من أبناء شمالنا اليمني مهما كانت مواقفهم ضد تطلعاتنا بالحرية والكرامة والتغيير في جنوبنا اليمني ولأننا دفعنا ثمنا باهظا وما زلنا نتيجة استمرار مصادرة الحكام والمحكومين المحسوبين عليكم لكثير من الأراضي والمساكن بدون وجه حق، وتصدير ثقافيه الفساد والنهب والقوه إلى جنوبنا اليمني، وأيضا مصادرة حقنا في مشاركتكم القرار فيما يخص حاضر ومستقبل اليمن، ونكوصكم عن كل العهود والمواثيق التي وقعناهم معكم في عام 90 الذي أدت إلى ولادة حلمنا وحلمكم الوحدة اليمنية المباركة.
سأكون واضحة وصريحة معكم ومع أخواني الذين يعانون ويلاتكم وظلمكم في الجنوب، لقد بذلت كل ما في استطاعتي لإيجاد مخرج عادل وواقعي من وجهة نظري بالنسبة لنا ولكم لقضية الجنوب والحفاظ على اليمن موحدا حرا ومستقلا، لقد كنت اعتقد أن هذه الثورة بادرة خير ستحفظ ماء وجوهكم ووجوهنا لننسى الماضي ولنسير قدما في بناء يمن مختلف عن الذي عهدناه، لكنكم ميعتم الثورة وحقنتم جميع أوردتها بشركاء صالح القدماء والفاسدين الذين اساؤا للجنوب كثيرا خلال السنوات الماضية وفرختم من صالح ألف صالح صغير ممن قفزوا من سفينته الغارقة وثملوا حتى النخاع من فساده.
أخواني وأخواتي من أبناء شمالنا اليمني، لقد كتبتم وحللتم الكثير ووصلتم إلى حد قرار وقف الثورة في الشمال للتفرغ للحرب ثانية ضد الجنوب بسبب مواقف بعض الأغبياء المحسوبين علينا ورفضهم الانضمام إلى مجلسكم الموقر ليس لأنه ضد مصالح الجنوب ولكن للأسف بسبب مزايدات سياسية وخلافات أشخاص سببوا الخراب والدمار للجنوب أكثر من صالح، وهنا نعاتبكم اشد العتاب، ونقول لكم هذه الثورة لمصلحتكم انتم قبلنا، هذه الثورة هي لاستعاده حقكم الطبيعي في تعليم عادل، وحقكم في تامين صحي، وحقكم في قضاء عادل بعيد عن أعراف القبيلة في القتل والاختطاف وبعيدا عن جبروت المشايخ الذين نشروا الجهل في صفوفكم ومناطقكم، وحقكم في قضاء قوي يقتص من مراكز القوى القبلية والعسكرية التي شوهت سمعة اليمن ككل خلال السنين الماضية والتي صارت في صف الثورة تقودكم إلى المجهول.
أخواني أخواتي، وجدتكم تركزون على الجنوب اليمني بعد فشلكم في حسم ثورتكم لأنه الشيء الوحيد الذي يجمعكم ولا تختلفون علية للهروب إلى الخلف من خلافاتكم الداخلية لتدسوا رؤؤسكم بين الرمال مثل النعام، فنحنُ لدينا قضيه واحدة وهي القضية الجنوبية وحلها سهلا أسهل مما تتخيلونه، لكن انتم لديكم قضايا كثيرة ليست القضية الشمالية ولكنها قضايا الشمال، وأهمها قضية الحوثي "شمال الشمال" الذي لدية ترسانة أسلحه من الصعوبة التخلي عنها بالسلم، وقضية الشمال وشيوخ القبائل الذين نفوذهم يفوق نفوذ دولتكم ويرزح تحتهم الملايين من رعاياكم في الجهل والفقر والجوع والمرض فرغم ثرائهم وتبجحهم بدعم الثورة وتصوير الثوار وكأنهم مرتزقة تجد مناطقهم من اشد المنافق فقرا وجهلا ومرضا، حيث لم يكلفوا أنفسهم العناء لبناء مستوصف أو مدرسة لأجل ذر الرماد على العيون، فرعياهم كل ما يجيدونه هو حمل الكلاشينكوف بحسب أوامر وتوجيهات الشيخ بدون قيد أو شرط ولكنكم جعلتموهم قادة الثورة وكأنكم غيرتم ملك بملك وبحسب المثل الدارج وكأنك يا بو زيد ما غزيت، وأخرها قضية الوسط الذين يعانون من البطالة والإقصاء والتهميش وتغييب لرموزهم القوية ونهب أراضيهم الزراعية الخصبة.
أخواني أخواتي، الثورة اليمنية جعلتنا نفكر بإعطاء الوحدة فرصة حقيقية لكي تلتقط الأنفاس لكن أعمالكم خيبة آمالنا، فاستنساخكم لصالح بألف صالح جعل ذلك بعيد المحال، فلا يمكنا أن نتعايش مع عبدالمجيد الزنداني رمزكم الديني الذي أفتى بقتل الأطفال والنساء والشيوخ في اعتداء 94 المشئوم، كيف تريدون منا أن نتعايش مع قائد ثورتكم المزعوم حميد الأحمر الذي اغتصب الأراضي في الجنوب وليس اقلها منزل علي سالم البيض، كيف تريدون أن نتعايش معكم وانتم تكرسون الهمجية في تصرفاتكم في ضل الثورة من إقصاء وتهميش وتخوين ليس لنا فقط بل للشباب المستقلين من أبناؤكم الذين أشعلوا شرارة هذه الثورة، وأيضا لاعتدائكم المتكررة ضد الناشطين والناشطات وليس أخرها الاعتداء على هدى العطاس ووداد البدوي وأروى عثمان وسارة جمال وغيرهم من الناشطات، وهذا ما لم يحصل في عهد الديكتاتور صالح وحدث في ثورة التغيير للأسف ! فهل هذا هو اليمن الجديد الذي تنشدونه ؟.
أخواني وأخواتي من أبناء شمالنا اليمني، هناك من يسعى لضرب الجنوب بالوسط وخصوصا بين أبناء الجنوب وأبناء تعز لكن مسعاهم محال أن ينجح، فلن نكرر الخطأ مرتين في عام 94 انتصرتم لأننا خسرنا أبناء تعز، فعدن غدا ستكون واحة تعايش ليس لإخواننا من أبناء تعز فحسب، لكل أبناء اليمن فلن تقل تسامحا ومدنية عن دبي، سنستقبل الكفاءات القادمة من الشمال بسبب تطنيشكم وتطفيشكم لها، وليس هذا وحسب بل كل من يريد أن يأتي ويعيش بيننا مواطنا صالحا في الظل القانون، فأقول لأبناء تعز لا تلتفتوا للدعايات المغرضة التي تحاول ان تزرع بذور الفرقة والشتات بيننا وبينكم لان مستقبلنا هو مستقبلكم والعكس كما كان ماضينا.
أخيراً، ليس السؤال هو لماذا نريد فك الارتباط وماذا قدمتم انتم من تنازلات ؟ نحن قدمنا كل شي رخيص لأجل الوحدة، ودفعنا غاليا لأجل ذلك من الأنفس والأموال والأرض، بينما لم تقدموا انتم أي شي فقط أخذتم كل شي ! ولكن السؤال هو ماذا ستقدمون الآن لأجل أقناعنا بشطب فك الارتباط من قواميسنا ؟ فمن المستحيل أن نقدم تنازلات مره أخرى، فاني أنصحكم ببناء دولتكم المدنية الحديثة التي بدأ ببنائها خالد الذكر الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي والتركيز علي تطوير التعليم ونشره في الجوف وصعدة وعمران وحجه وكل المناطق المحرومة والعمل على تنمية كل المناطق وحل كل مشاكلكم فعندها ستجدوننا في انتظاركم !.
ساره العطاس
كاتبة يمنية مقيمه في واشنطن