03-06-2010, 12:31 AM | #9 | ||||||
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
حضرموت"" تريم إذْ يعتصمون بها 2010/3/5 المكلا اليوم / كتب: سعيد الجريري من مادة (ع ص م) في المعجم العربي: العِصمة:المنع. قال تعالى لا عاصمَ اليوم من أمر الله) بدلالة اسم الفاعل (عاصم) على اسم المفعول (معصوم). قال الأزهري: والحذاق من النحويين اتفقوا على أن قوله لا (عاصم) بمعنى لا مانعَ (...) ومن تشقيق معانيها: العِصمة: القلادة. والاستعصام: التأبي، والاعتصام: الامتساك بالشيء...إلخ. وفي تلك التشقيقات اللفظية ما له صلة بفكرة العاصمة، ولا سيما الثقافية، كاختيار مدن معينة عواصم للثقافة العربية، أو الإسلامية، الذي اختيرت في سياقه مدينة تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 1431هـ/2010م. ولست معنياً هنا بالخوض في المناسبة وبرامجها الثقافية وآليات التنظيم وإجراءاته التي ينبغي لها أن تؤدي إلى نجاح المناسبة والاختيار بما لتريم من رمزية في تاريخ الفاعلية الحضارية الإنسانية، ولاسيما في تلك الرسالة التي حملت لواءها تعبيراً عن روح إسلامية أصيلة انبثت أنوارها حيثما نزل حاملوها في المشارق والمغارب. غير أن المقال منصرف هنا إلى شيء من ظلال الدلالة بالنظر إلى تريم. فهي عاصمة بالمعنى الرمزي، من غير ادعاء أو تشغيل للماكينة الإعلامية التي تضفي على الأدوار الصغرى معنى الأدوار الكبرى، وهي مانعةٌ من الوقوع في شطط الغلو بما لها من منهاج وسطيّ، انسرب من بطون الطروس والأسفار الجليلة إلى أفئدةٍ تمثلته في معاملاتها، واتخذته أسلوبَ حياةٍ، يشكل الشخصية فيحسن تشكيلها، على قاعدة ذهبية من قيمٍ ومعانٍ لا تكتسب سموَّها من جلال مرجعيتها حسبُ، بل من عميق انغراسها في نسوغ حامليها، فإذا هي أقباس تضيء دروبهم أنى اتجهت خطواتهم، على بساطةٍ، وزهدٍ، وتواضع، وعفة، ومحبة للخير وأهله، وسماحة في التعايش مع الآخر، رغبة في اهتدائه إلى سبل الخير، وليس ازوراراً أو إعراضاً عنه أو تنميطه في خانة المطرودين من رحمة أرحم الراحمين. ولتريم أشياء من معنى التأبّي أو الاستعصام، فهي عصية على تحولات الزمان، وتبدلات الأفكار، متأبية على كل تحول مخالف للسنن الكونية أو الطبيعية، من غير أن يكون استعصامها مَجلبة للمواجهة غير المتكافئة، ولذلك فهي مدرسة في الاستعصام بالقيم الفاضلة، من دون أن تدعي الأستذة لنفسها على الآخرين، فهي مدرسة بمستوى جامعة إسلامية، ومن مزاياها أنها تقرن النظري بالتطبيقي، فلا هي كالمدارس التي تأمر الناس بالبر وتنسى نفسها!! و تريم ذات اعتصام جليل، فهي مستمسكة بعروة وثقى، حفظت لها حضورها، وتميزها عن مدن إسلامية مجاورة، أو بعيدة، وليس لها من سبيل إلى الاختيار الموضوعي لرمزيتها مدينة للثقافة الإسلامية سوى اقترابها من نور المعنى العميق لدلالة العاصمة الإسلامية. ومن تشقيقات الكلمة: العصمة بمعنى القلادة، و تريم بعد أن وقفت على أرض صلبة، بالرغم من عاديات الزمان وتقلباته، تعود من جديد إلى واجهة الدور المنوط بالمدينة الرمزية للثقافة، فهي قلادة إسلامية نفيسة، سوف يجلو عنها عامُها- أو هذا هو المأمول- كثيراً من أتربةٍ، وألوانٍ، وأدخنة، علقت بها، فأخفت إلى حينٍ، شيئاً من نورها، وبهائها، وتألقها، وتفردها، وخصوصيتها، ودلالات الأبعاد الثقافية والقيمية العميقة. وهو عام ينبغي له أن يترجم خصوصية تريم، ويستكنه معانيها، لا أن يذهب بعيداً عن تلك الخصوصية، فيحيل تريم إلى موضوع مهرجاني، تتساقط فيه معاني الخصوصية التريمية معنى بعد معنى بعد معنى. فإن حدث هذا - ونأمل ألا يحدث- فإن رمزية العاصمة ستغدو لغواً عابراً، فيدنو كل شيء، إلا تريم التي ستنأى بنفسها عن صخب ليس لها فيه خصوصية احتفظت بها قروناً من دون أن تدعي أو تضج بالكلام عن دورٍ أصيل، أو منهج يثبت الواقع والوقائع صدقيته وخلفيته النورانية في المشارق والمغارب. تلك تداعيات أولى عن تريم عشية الاحتفال بافتتاح عامها الثقافي الإسلامي. ولعل مما يميز تريم هنا ليس القصور والآثار والشواهد، بقدر ما هو خصوصية القيم التي ظلت بفاعلية الدور التريمي تسعى على أقدامٍ، فهي في الصميم من تمثل السلوك الإسلامي، وتلك مزية ثقافية لتريم جديرة بالتنويه والدرس. فهي مدينة يعتصمون بها، كلما اقتربنا من درسها الخاص. أما سوى ذلك فيقال فيهلا عاصم اليوم من أمر الله). اجمالي التعليقات 1 حضرموت افتخر (جده ) 05-03-2010 تميز كالعادة أبا هشام وكنت أتمنى أن يتسلم اتحاد الأدباء المسؤلية التنظيمية للمناسبة الكبيرة فهم أعرف بتريم وشعابها الثقافية والروحية (سبب تتويجها)إذ هم أهلها تمنيت ذلك فيتم التنسيق من خلالهم بين الشخصيات الفاعلة في ثقافتها بالداخل والخارج ويسلموا الميزانيات المخصصة من الأليسكو لذلك ولكنا في زمن (اللخبطة) الممنهجة فلا عجب. |
||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|