![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() هل نحن جزء من القضية الجنوبية ؟ 4/24/2012 د. أحمد باحارثة ما هي القضية الجنوبية ؟ وهل يعد ( نضالنا ) نحن الحضارمة مندرجًا في إطارها أم هو مضعف لها ونبدو فيها كمشاغبين ومغردين خارج السرب ؟ أسئلة أراها حاضرة في المشهد الحضرمي وتؤرق الكثيرين من نخبنا وتصيبهم بالحيرة والتشتت الفكري والولائي . لكن هل يوجد أصلاً لهذه القضية تعريف محدد أو مجمع عليه ، أم إن كل جهة لها تعريفها ورؤيتها لها بما يناسب أجندتها أو مصالحها . في إجمال نستطيع أن نقول أن القضية الجنوبية هي قضية ساكني المحافظات الجنوبية والشرقية من كيان قائم وموجود يدعى الجمهورية اليمنية ، وفي اعتقادي أو حسب فهمي البسيط أن للقضية ركنين أساسيين تقوم عليهما ، غضبة شعبية وحقوق مستلبة ، وهي حقوق سياسية كحق إدارة المنطقة والمشاركة في صنع القرار المركزي ، وحق اجتماعي في أولوية الوظيفة والسكنى وامتلاك الأرض في المنطقة وحق ثقافي يتلخص في المحافظة على الهوية وخصوصيتها في إطار تنوع عام ، أما غير ذلك من فقاعات فلا تعني شيئًا في القضية كشخصنتها في رئيس أو زعيم أو حصرها في فصيل بعينه أو شعارات محددة كفك الارتباط أو استعادة الدولة ونحو ذلك . بهذا الفهم نستطيع أن نكيف مطالبنا الحضرمية في إطار القضية الجنوبية ونعد جزءًا مهمًا منها ، فإننا وإن كنا لسنا من الجنوب بمفهومه السياسي ولكننا جزء فاعل وجوهري من القضية الجنوبية وتفاعلاتها بالفهم الذي أشرت إليه ، ولا يلزمنا التماهي مع بقية المحافظات وإن كان مطلوبًا منا التكامل والتنسيق . ونحن اليوم لا ينظر إلينا العالم بوصفنا دولة سابقة ( ج.ي.د.ش ) بل بوصفنا محافظات من دولة قائمة أيًا كانت هشاشتها . ليس في رفع صوتنا بمطالبنا الحضرمية خروج عن القضية الجنوبية لأننا جزء منها وعامل فاعل في تحريكها لو فقهنا ، وخلاف ذلك هو وهم وخنوع وتكرار لأخطاء الماضي القريب والتداغ من نفس الحجر ، نعم نحن وجميع مواطني المحافظات الجنوبية والشرقية في مركب واحد لكن لا يشترط في ركابه أن يكونوا جنسًا واحدًا أو يغلب بعض منهم على البعض الآخر . كل منا يعرف اسمه ، فهم جنوبيون أو هكذا يقولون عن أنفسهم ، فهل نحن ببغاوات حتى نردد ما يقولون ، أمس كانوا يقولون نحن جنوبيون فقلنا كما قالوا ، ثم قالوا نحن يمنيون فقلنا كما قالوا ، ثم يعودون ليقولوا بل نحن جنوبيون فنقول مثلهم ، هم تائهون حيارى ومع ذلك هم معتزون بانتمائهم الجنوبي ، هذا حقهم كما أنه أيضًا من حقنا ، بل من باب أولى ، أن نعتز بانتمائنا الحضرمي ، دون أن يضر انتماؤهم بنا أو يضر انتماؤنا بهم . لا يتنازلون لنا ولا نتنازل لأحد . نحن لسنا من الجنوب ، لكننا الجزء الفاعل والمحرك للقضية الجنوبية بمعناها الواسع بغض النظر عن ضيق تسميتها القائم على التغليب اللفظي ، فلا حل لها إلا برضانا نحن الحضارم وبالكيفية التي نرتضيها ، والمسألة هنا هل نحن نعرف تلك الكيفية ؟ هل نحن متفقون على ما يمكن أن يرضينا أو يرضي مواطنينا ، هل نحن نعرف ما يحتاج لحوار وما يحتاج لمجرد قرار . أعتقد أنه لا يخالفني أحد في أنه ليس هناك للقضية الجنوبية مفهوم مجمع عليه ، ولا تعريف صارم يقيد الجميع ، ولا قيادة لها ولا ممثل ولا متحدث ، ولن يستأثر بها أو بمفهومها أو بتحريكها طرف دون طرف إلا إذا كان الطرف الآخر قد ضربت عليه الذلة والمسكنة ، حينها يصح أن نقول أننا ما زلنا من جماعة ( ولا الضالين ) ننتظر سماعها من إمامنا الجنوبي ، لسبب بسيط هو أننا ما زلنا ضالين في سلوك السبيل المستقيم الذي يمكن أن يهدينا نحن النخب لنعيم مواطنينا ويقينا من غضبهم علينا . |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|